(غزة، وام الله)- أحرق مستوطنون يهود متطرفون فجر أمس مسجداً فلسطينياً ودنسوا جدرانه. وقرروا توسيع مستوطنتين في القدس الشرقية، واعتدوا على عدد من مناطق الضفة الغربية المحتلة، احتجاجاً على أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية بهدم بؤرة استيطانية أقيمت بغير إذن من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وقد هدمت قوات إسرائيلية الليلة قبل الماضية 3 مساكن في بؤرة مستوطنة “ميجرون” المقامة على تل قُرب رام الله واعتقلت 6 مستوطنين اشتبكوا معها. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن المستوطنين شنوا اعتداءات انتقامية على الفلسطينيين في محافظة نابلس.
وقال نائب رئيس مجلس قرية قصرة جنوب نابلس عبد العظيم في تصريح صحفي إن مستوطنين أحرقوا الطابق الأول من “مسجد النورين” في القرية بإطارات إطارات سيارات مشتعلة ألقوها داخله، بعدما كسروا نوافذه، كتبوا على جدرانه عبارات بذيئة باللغة العبرية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وللإسلام والعرب والفلسطينيين، كما كتبوا اسمي “ميجرون” ومستوطنة يهودية أخرى رسموا شعار إسرائيل “نجمة داود” عليها.
وأضاف أن النيران أتت النار على جميع الطابق الأرضي المستخدم كدار لتلاوة القرآن ومساحته 285 متراً مربعاً. وذكر أن جيران المسجد استيقظوا على الدخان المتصاعد بكثافة جراء الحريق الذي ألحق أضراراً بواجهاته.
وأدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة التصعيد الاستيطاني في الضفة الغربية. وقال في بيان أصدره في رام الله إن حرق المسجد وخطط توسيع مستوطنتي “رمات شلومو” و”راخس شعفاط” وإقامة مستوطنة في موقع فندق “شيبرد” في القدس الشرقية إنما يدل على التصعيد الإسرائيلي الرافض للسلام. ودعا المجتمع الدولي للتدخل والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها المخالفة للقانون الدولي.
وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الأعمال الإرهابية بسبب عدم ملاحقتها مرتكبيها في المرات السابقة.” وقال في بيان أصدره في رام الله “إن حكومة إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له شعبنا وممتلكاته ومقدساته من اعتداءات، ولا بد من محاسبة هؤلاء المستوطنين على أعمالهم الإرهابية”. وأضاف “ندين وبشدة هذا العمل الإرهابي. هذه الاعتداءات تؤكد مدى استهتار إسرائيل، وهي القوة المحتلة، بقواعد القانون الدولي”.
وقالت حركة “حماس” في بيان أصدرته في غزة “إن الاعتداء السافر على مسجد النورين، انتهاك صارخ للشرائع السماوية والأعراف الدولية واستمرارا للنهج العنصري والإجرامي للكيان الصهيوني ومغتصبيه”.
كما أدان أمين عام منظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بشدة جريمة المستوطنين النكراء”. وقال أوغلي في بيان أصدره في جدة “هذا الاعتداء الآثم يستدعي اتخاذ إجراء رادع بشأن مثل تلك الأفعال الإجرامية، والاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات الخطيرة التي يمارسها المستوطنون المتطرفون بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته”.
وقال عمرو في تصريح صحفي في القاهرة “إن تكرار مثل هذه الأعمال الإجرامية دون تدخل حاسم من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنعها، دليل جديد على مدى استهتارها بالحقوق الثقافية والاجتماعية للفلسطينيين”. وشدد على ضرورة تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن توفير الحماية الكاملة لجميع المنشآت الدينية والفلسطينيين في الأراضي المحتلة وضمان حقهم في أداء شعائرهم بحرية تامة.
إلى ذلك حطم مستوطنون زجاج سيارات فلسطينيين على مفارق طرق في محافظة نابلس، حيث ورددوا هتافات عنصرية تدعو إلى قتل العرب. وشعلوا النار في حقل زيتون في قرية بورين.
وقال رئيس مجلس قرية نحالين إن مستوطني “بيتار عيليت” أغرقوا بمياه المجاري التابعة للمستوطنة مساحة من الأراضي تزيد عن 40 دونم مزروعة بأكثر من 2500 شجرة معمرة، كما وصلت المياه العادمة إلى نبع “عين فارس” المخصص لسقي الماشية في القرية.
في الوقت نفسه، ذكر نائب رئيس مجلس قرية الولجة ٍفرب بيت لحم لحم عادل الاطرش أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال مصحوبة بجرافات عسكرية اقتحمت القرية وقامت بتقطيع نحو 50 شجرة زيتون وأشجار مثمرة أُخرى تمهيداً لتجريف الأراضي في المنطقة من أجل استكمال بناء مقطع جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية بين القدس الشرقية وبيت لحم.
وقال الباحث في “مؤسسة التضامن الدولي” أحمد البيتاوي إن قوة إسرائيلية اقتحمت مخيم عسكر الجديد للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس واعتقلت الأخوين عبد الكريم وخليل فخري محفوظ، (24 عاماً) و(28 عاماً)، والمعلم شادي فوزي بشكار (34 عاماً). وأضاف أن قوات إسرائيلية اقتحمت أيضاً قريتي عصيرة الشمالية شمال نابلس عورتا شرق نابلس واعتقلت الطالبين الجامعيين الشقيقين أدهم ومحمد شولي، (24 عاماً) و(23 عاماً)، والشاب صهيب علي قواريق (25 عاماً).
عدد اليوم
