الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مدينة الألوان».. في مديح العمل الجمــاعي والــمثابرة

«مدينة الألوان».. في مديح العمل الجمــاعي والــمثابرة
24 ديسمبر 2018 02:22

محمد عبدالسميع (الشارقة)

شهدت الليلة الثالثة من ليالي مهرجان الإمارات مسرح الطفل، عرض مسرحية «مدينة الألوان» لمسرح دبي الشعبي، من تأليف وإخراج الفنان عبدالله صالح، وتمثيل: رنيم محمد، نور الصباح، عبد الله المهيري، عبد أنور، فؤاد القحطاني، عبيد الكعبي، حميد البلوشي، أحمد المحمدي، عبد الله حميد.
تقيم المسرحية مواجهة بين الخير والشر، والصحيح والخطأ، فقد كانت التلميذة «أماني» مغرورة بقدراتها في الرسم، وتحتقر أعمال التلاميذ الآخرين، إلى أن جاء يوم المسابقة ففاز اثنان من التلاميذ ولم تحصل هي على شيء، مما جعلها تغضب وتصاب بالإحباط الشديد، فتكسر أدوات الرسم وترميها بعيداً، ولم تشعر بالتلاميذ والمدرسين وهم يخرجون من القاعة، وبقيت هناك متحسرة إلى أن أصابها النعاس، فحلمت أن أدوات الرسم تحولت إلى أشخاص، وجاء اثنان منها، وهما اللون الأصفر واللون الأزرق فأخذاها إلى «مدينة الألوان»، حيث كل لون له شخصيته، يتحرك ويعمل بالتعاون مع الألوان الأخرى، وهناك قدمها اللونان إلى مديرة المدينة «الفرشاة» التي ستعلمها أصول الرسم وصناعة اللوحة الملونة الجميلة، وتكتشف «أماني» جماليات الرسم وتتقنها، وفي تلك الأثناء كان سكان مدينة الألوان يعدون لحفل كبير، يحتفون فيه بما يقدمونه من جهود في إسعاد الناس، لكنهم أثناء إعدادهم للحفل أعطوا الأهمية للألوان وحدها وأهملوا الأدوات المساعدة، وهي قلم الرصاص الذي يخط أساس اللوحة، ومزيل البقع الزائدة، والصمغ الذي يثبت الألوان، مما جعل هذه الأدوات تغضب، وكردة فعل على ذلك يختطف المزيل والصمغ الفتاة «أماني»، واللوحات التي كانت معدة للاحتفال، فتحدث بلبلة في المدينة، ويسعى أهلها في طلب الفتاة، ويعثرون على قلم الرصاص الذي انزوى في بيته حزيناً، ولا يجدونها عنده، وينهض معهم ليساعدهم في طلبها.
يجمع عبدالله صالح في جعبته الكثير من تجارب المسرح الكلاسيكي ومسرح الطفل ويعرف كيف يختار ويوظف أدواته التعبيرية المناسبة، ذلك ما أظهره عرض «مدينة الألوان»، الذي ازدهى بالألوان على عدة مستويات، فكانت السينوغرافيا اللاعب الرئيسي في العمل، حيث سهلت الانتقال بين أجواء الحقيقة وأجواء الحلم، لتقيم علاقة منطقية بينهما، تجعل المشاهد يعبر بسهولة إلى عوالم المخرج وما يريد أن يقوله، فعلى مستوى الإضاءة استغلت الإضاءة الملونة للانتقال من عالم الحقيقة إلى عالم الحلم الذي تعيش فيه الألوان، وعلى مستوى الأزياء كان لباس الممثلين ملونا ليعبر كل لباس عن اللون الذي تتقمّصه الشخصية، وعلى مستوى الديكور لعبت اللوحات المعروض بألوانها دوراً كبيراً في خلق الأجواء المناسبة للحدث، كذلك لعبت الستارة دوراً في تحويل الخشبة من منصة إلقاء مدرسية إلى مدينة للألوان، ولم يكن دور الأغاني والموسيقى والرقص بأقل من دور الأدوات الأخرى، وكان الممثلون جيدين في أدائهم، خاصة رنيم محمد، ونور الصباح، وفؤاد القحطاني، وعبيد الكعبي، وبلغوا المقصود من المسرحية وهو التأكيد على المثابرة والاجتهاد، والابتعاد عن الغرور والأنانية، والتأكيد على العمل الجماعي الذي يكتسي المحبة والمودة، سبيلا إلى الوصول إلى الأهداف الإنسانية الكبرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©