الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفصائل الفلسطينية: وساطة قطر لتبادل الأسرى خدمة لمصالحها ولتعميق الانقسام

الفصائل الفلسطينية: وساطة قطر لتبادل الأسرى خدمة لمصالحها ولتعميق الانقسام
23 ديسمبر 2018 00:00

أحمد المشهراوي (غزة)

يواصل «نظام الحمدين» تدخلاته بالشأن الفلسطيني في خطوة تهدف لتحقيق مصالحه الشخصية لفك العزلة عنه بأي ثمن، وبهدف تنفيذ مشاريع مشبوهة في المنطقة، على رأسها صفقة القرن، وآخر هذه المشروعات، ما أعلن عنه المندوب القطري في قطاع غزة محمد العمادي عن دور وسيط تلعبه قطر بشأن صفقة تبادل أسرى بين «حماس» وإسرائيل، إلى جانب النوايا القطرية للتغطية على الدور المصري في القضية الفلسطينية والمصالحة الوطنية، حيث تسعى قطر لإعاقة هذه الجهود العربية المصرية، لتعميق الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتأتي الخطوة القطرية بعد نحو 4 أشهر من مشروع قطري سابق بإقامة مطار بالقرب من إيلات، إضافة إلى الميناء البحري في قبرص، والسماح بإقامة رحلات جوية من المطار إلى قطر كجزء من صفقة التسوية الشاملة التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية التي تعرف باسم «صفقة القرن». الطلب القطري الأخير ووجه بالرفض من القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية الذين طالبوا العمادي بالتوقف عن هذا الدور المشبوه الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وقال جمال محيسن القيادي في حركة «فتح»، لـ«الاتحاد»، إن حركته لا تطمئن إلى الدور القطري الذي لا يتوقف، وترى فيه تحركاً غير مريح، خاصة أن الجميع يؤكد بمن فيهم الأمم المتحدة على أن أي تحرك في غزة لابدَّ أن يمر عن الطريق الشرعي للفلسطينيين، وهو السلطة الفلسطينية. وكان محمود العالول نائب رئيس حركة «فتح»، قال إن الاقتراح يشكل جزءاً من «صفقة القرن» وتشكل المحادثات بين إسرائيل و«حماس» جزءاً ضرورياً في الطريق إلى تحقيق هذا البرنامج. وأضاف أن هناك محاولات أميركية لتصفية القضية الفلسطينية عبر تنفيذ مؤامرتهم، مشيداً بموقف الدول العربية الرافض للتعاون مع أميركا في هذه الصفقة، محذراً بأن الأميركيين ما زالوا يحاولون عبر هذه المشروعات المشبوهة والتي يرفضها الشعب الفلسطيني.
وقال المحلل السياسي عاطف صالح لـ«الاتحاد»، إن المصريين أعلنوا مراراً رغبتهم في حل مشكلات القطاع دون تدخل أطراف جديدة، و«يقصد قطر»، وأخبرت مصر بذلك «حماس»، مشيراً إلى أن القاهرة سجلت تحفظها على تدخل قطر في ملف الجنود الأسرى. وأضاف صالح أن «حماس لا تزال متمسكة بالدور المصري في هذه القضايا، خاصة أنه ثبت بأن العمادي يحاول إقناع حماس بتخفيف شروط المفاوضات حول قضية الأسرى، وهو ما رفضته حماس، خاصة الاقتراح القطري المتمثل بإفراج إسرائيل عن محرري صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم مقابل معلومات حول وضع الجنود المحتجزين لدى المقاومة».
ورفضت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين التدخل القطري الجديد، وقالت، في بيان لها، إن «دماء أبناء شعبنا الفلسطيني أغلى من مشاريع العمادي، وليعلم أن لشعبنا مشروعاً تحررياً لن نقايضه بأي ثمن». أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فطالبت بوقف هذه التحركات التي تجري بمعزل عن القضايا الوطنية، ومواجهة التحركات المشبوهة التي يقودها مشبوهون يعملون كوكلاء للإدارة الأميركية.
الإعلامي عبد الفتاح خميس، ذكر لـ«الاتحاد» أنه في ظل الرفض الفلسطيني لما تروجه قطر، فإن تصريحات المندوب العمادي بشأن صفقة للأسرى جديدة، هي حالة من التساوق المشين مع صفقة ترامب، خاصة أن الأطراف الفلسطينية، سبق أن أبلغت مصر أن أي مبادرة تحمل أثماناً سياسية أو تأتي ضمن المخططات لتسوية القضية الفلسطينية ستبقى ميتة في مهدها، ولن تكون مقبولة. وأوضح أن كل هذا يفضح أكاذيب قطر التي يطلقها وزير خارجيتها والمسؤولون فيها، لتبرير اللقاءات مع الإسرائيليين بزعم أنها تهدف لإتمام صفقة أسرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©