الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"بيرج 2018".. العودة إلى العالمية بـ"طفرة بنفسجية"

"بيرج 2018".. العودة إلى العالمية بـ"طفرة بنفسجية"
22 ديسمبر 2018 00:05

محمد حامد (دبي)

«مرحباً بك في صفوف العين، هنا لن تشعر بالندم على قرار الرحيل عن أوروبا والقدوم إلى دوري الخليج العربي»، تلك هي الحقيقة، هذا هو الواقع الذي تجسد في تجربتي الغاني أسامواه جيان، والسويدي ماركوس بيرج، ولم تكن المصادفة أن كل منهما ترك أوروبا لينتقل لصفوف الزعيم على وجه التحديد، ليستمرا فيما بعد في رحلة التألق مع غانا والسويد قارياً وعالمياً، فقد شارك جيان في مونديال البرازيل 2014، وأصبح أفضل هداف في تاريخ أفريقيا في المونديال، وهز شباك أكبر المنتخبات العالمية وهو بقميص الأمة العيناوية.
كما اقتحم بيرج التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده، وقاده لمونديال روسيا 2018 بعد أن غاب عن مونديالي 2010 و2014، بل إن بيرج خطف لقب هداف السويد في التصفيات المونديالية، وظهر في روسيا 2018 رفقة منتخب بلاده بعد أن تخلص من ظل العملاق إبرا، واللافت أنه حقق هذه الإنجازات في فترة الدفاع عن قميص العين.
جيان وبيرج بتجربتهما الناجحة مع العين، ومشاركتهما في مونديالي البرازيل 2014 وروسيا 2018، أكدا أن العين كيان كروي كبير، يملك البيئة الاحترافية العالمية، التي تمكنه من تأهيل نجومه لأكبر التحديات الكروية، كما برهن النجم الغاني والهداف السويدي على أن العين يضمن لنجومه البقاء على خريطة الكرة العالمية، وعدم مواجهة صعوبات في الاستمرار في الدفاع عن ألوان منتخباتهم في أكبر البطولات، سواء القارية أو المونديالية.
وشهد عام 2018 تألق بيرج على الساحة العالمية بالبصمة العيناوية، وفي الوقت ذاته فقد قرر زلاتان إبراهيموفيتش عملاق الكرة السويدية والعالمية الاعتزال دولياً، فانتفض بيرج مستغلاً الفرصة بعد أن عاش لسنوات طويلة في ظل العملاق، وأصبح نجم العين المهاجم الأول للمنتخب السويدي، وقاده للتأهل لمونديال روسيا الصيف الماضي بعد أن سجل 8 أهداف في تصفيات القارة العجوز جعلته خامس الهدافين في مشوار التصفيات بعد ليفاندوفسكي، ورونالدو، ولوكاكو، وسيلفا، وشارك بيرج في 5 مباريات بالمونديال الروسي الصيف الماضي، بمجموع 426 دقيقة.
واستمراراً لعام العالمية في مسيرة بيرج، وهو العام الأفضل في مسيرته الكروية، والذي حقق فيه أهم إنجازاته وهو لاعب في صفوف العين، فقد شارك مع الزعيم في مونديال الأندية في نسخته الحالية، وبلغ عدد الدقائق التي دافع خلالها عن قميص «البنفسج» 127 دقيقة من أصل 330 دقيقة للعين في البطولة، وعلى الرغم من ذلك فهو هداف الفريق في مونديال الأندية، بهدفين أولهما في مرمى ولينجتون النيوزيلندي، وهو هدف التعادل الذي جاء في الدقيقة 85، كما سجل هدفاً تقدم به العين على ريفر بليت في مباراة قبل النهائي، ليفتح الطريق للزعيم لدخول التاريخ من الباب الملكي بمواجهة الريال في النهائي المرتقب اليوم.
ويسعى بيرج لتحقيق إنجاز شخصي كبير بالحصول على لقب هداف مونديال الأندية، حيث يخوض منافسة حامية مع جاريث بيل نجم وهداف الريال الذي سجل 3 أهداف، إلا أن الأمر مرهون بتألق بيرج في مواجهة الدفاع المدريدي القوي بقيادة راموس، وفاران، ومعهما مارسيلو يساراً، وكارفاخال يميناً، ولن يكون دافع النجم السويدي أمام الريال ذاتي وشخصي فحسب، بل إنه سوف يقدم كل ما لديه لمساعدة العين على تحقيق نتيجة إيجابية.
بالنظر إلى القدرات التهديفية الكبيرة لبيرج فإنه ظل مرشحاً فوق العادة للتسجيل في مرمى الريال، كما أنه على مستوى الخبرات التي يملكها والعقلية الاحترافية، وقوة الشخصية في المواجهات الكبيرة، يظل اللاعب الأكثر امتلاكاً لجميع هذه الصفات من بين نجوم العين، وذلك بحكم تجربته الكبيرة في ملاعب أوروبا، بداية من الدوري السويدي، والدوري الهولندي وصولاً إلى البوندسليجا، ثم الدوري اليوناني، فضلاً عن أنه يواجه أقوى دفاعات أوروبا والعالم خلال المباريات الدولية مع المنتخب السويدي.
وتحدث بيرج عن المباراة النهائية، وتسابقت الصحافة العالمية لنقل تصريحاته التي ألمح خلالها إلى أن سيرجيو راموس مدافع وقائد الريال يتعامل بذكاء لا يخلو من العنف مع مهاجمي الأندية المنافسة، كما أبدى بيرج ثقته في قدرة العين على تحقيق نتيجة إيجابية، خاصة أن الريال الحالي ليس مثل ريال السنوات الماضية، إلا أن هداف العين والمنتخب السويدي اعترف بأن الملكي المدريدي يظل المرشح الأقوى للفوز بكأس العالم للأندية.

بطولات جماعية و5 إنجازات فردية و266 هدفاً
سجل ماركوس بيرج 266 هدفاً في 544 مباراة مع الأندية كافة التي لعب لها، وكذلك مع المنتخب السويدي، وهذه الحصيلة ترتفع عن ذلك في حال تم احتساب أهدافه مع منتخبات السويد تحت 19 و21 عاماً، وبالنظر إلى معدله التهديفي فهو أكثر من جيد مقارنة مع غيره من المهاجمين، حيث يقترب من نصف هدف كل مباراتين، مما يؤشر إلى أنه أحد آلات التهديف التي لا تتوقف عن العمل.
وبالنظر إلى تجربته مع العين على وجه التحديد، فإن معدله هدف تقريباً في كل مباراة، وحقق بيرج خلال مسيرته الكروية التي تمتد إلى 13 موسماً في دوريات السويد، وهولند، وألمانيا، واليونان، وكذلك دوري الخليج العربي الكثير من الإنجازات سواء فردياً أو جماعياً، فقد حصل على 4 بطولات، وهي لقب الدوري السويدي، وكأس اليونان، و دوري الخليج العربي وكأس رئيس الدولة مع العين، وهو أمام فرصة ذهبية مع رفاق دربه من نجوم العين لكتابة تاريخ جديد لأنفسهم وللزعيم العيناوي في حال حصدوا لقب مونديال الأندية.
فردياً، حصد بيرج ألقاباً تؤشر إلى أنه صاحب حصور مؤثر في غالبية الأندية التي لعب في صفوفها، فهو هداف أمم أوروبا تحت 21 عاماً برصيد 7 أهداف، وهو اللاعب الأفضل في البطولة ذاتها، كما توج نفسه هدافاً للدوري السويدي برصيد 14 هدفاً، وهدافاً للدوري اليوناني بـ 22 هدفاً، وكذلك فهو هداف النسخة الماضية من دوري الخليج العربي بـ 25 هدفاً، مما يعني أنه أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في انتصارات وبطولات الأندية التي لعب لها.

 بيرج تألق منذ مرحلة الشباب (أرشيفية)

نجومية مبكرة.. أفضل لاعب شاب في أوروبا 2009
في عام 2009، تألق ماركوس بيرج بقوة، وحصل على لقب أفضل لاعب في بطولة أوروبا تحت 21 عاماً، كما حقق لقب هداف البطولة، مما جعل عيون أكبر أندية القارة العجوز تتعلق به، وارتفعت القيمة السوقية والمالية له لأعلى مراحلها لتصل إلى ما يقرب من 10 ملايين يورو، وفي العام نفسه، سجل مع فريق جروننجن الهولندي 26 هدفاً في 38 مباراة، فماذا حدث لمشروع اللاعب الذي كان مرشحاً للنجومية على المستوى الأوروبي ؟
في موسم 2009 - 2010 قرر نادي هامبورج الألماني دفع المقابل المالي الأعلى في تاريخه من أجل الحصول على توقيع بيرج القادم من الدوري الهولندي، وظهر بصورة جيدة مع الفريق الألماني في بعض المباريات، وعلى فترات متقطعة، فقد تسببت الإصابات وغيرها من الظروف في عرقلة مشروع نجوميته، على الرغم من استمراره مواسم عدة مع الفريق الألماني، وأعير لآيندهوفن الهولندي، ورغبة منه في التخلص من آثار التجربة التي لا يمكن القول إنها ناجحة مع هامبورج، رحل إلى الدوري اليوناني، ليستيعد بريقه من جديد على مدار 5 مواسم، شهدت تسجيله 95 هدفاً في 151 مباراة.
ولم تكن خطوة انتقال بيرج لدوري الخليج العربي والالتحاق بصفوف العين أمراً سهلاً، فقد كان رحيله عن النادي اليوناني الذي تألق في صفوفه معقداً إلى حد كبير، حتى حسمها اللاعب، وأصدرت إدارة باناثينايكوس بياناً أعلنت خلاله عدم تحملها مسؤولية رحيل بيرج، معلنة أنه تمسك بقرار الانضمام لنادي العين، وجاءت الخطوة التي أثارت دهشة البعض على طريقة جيان حينما ترك دوريات القارة العجوز، وآخرها الدوري الإنجليزي لينتقل للعين، ولم يشعر بيرج ومن قبله جيان بالندم على هذه الخطوة، فقد استمرت مسيرة كل منهما بنجاح على مستوى المشاركة الدولية مع منتخبي السويد وغانا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©