السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فيديو.. مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة "مدن المستقبل"

فيديو.. مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة "مدن المستقبل"
6 فبراير 2019 21:40

استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر البطين، مساء اليوم، محاضرة بعنوان "بناء مدن الغد" ألقاها مايك كورنيت، الرئيس الفخري لمؤتمر رؤساء بلديات الولايات المتحدة الأمريكية.
شهد المحاضرة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والشخصيات العامة في الدولة. ولخص مايك كورنيت أهم المعايير العالمية التي يجب توافرها في مدن المستقبل، مشيراً إلى ضرورة أن تراعي مدن المستقبل الشعور بالاعتزاز بالمدينة أو ما وصفه بالتماسك الاجتماعي، والقوة الاقتصادية، إضافة إلى مدى توافر المعايير الصحية ومعايير الاستدامة.
وأوضح كورنيت "لا يمكننا أن نتخيل شكل مدننا في المستقبل دون أن نراعي مبدأ التماسك الاجتماعي والعلاقات بين سكان تلك المدن والإحساس بالاعتزاز بالانتماء، إضافة إلى التنوع الاقتصادي والقدرة على جذب الاستثمارات وخلق فرص العمل ". وأضاف بأن المدن المستقبلية لابد أن توفر أعلى معايير الاستدامة والصحة، مشيراً إلى أن ذلك يشمل توفير أنماط حياة وتنقل وعلاج مختلفة بشكل كبير عن الأوضاع التي تشهدها المدن التقليدية حول العالم اليوم. وشدد كورنيت على أن التغييرات لا تتمّ بين عشية وضحاها، مشيراً إلى أن تلك التغييرات بحاجة إلى قرارات فارقة من القادة ذوي النوايا الحسنة. ويرى كورنيت أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن التغيير على عدة أصعدة تشمل التكنولوجيا، والعولمة، والتحوّل الرقمي، مضيفاً بأن تأثير تلك التحولات سيغير شكل مدننا بشكل كبير خصوصاً مع تنامي تأثير هذه الاتجاهات على حياتنا، إلا أنه عاد ليؤكد على أن التغيير الأصعب والأهم في المستقبل هو تسارع وتيرة التمدّن في الأسرة البشرية وإخلاء القرى من القوى البشرية وهو ما يعني أن أغلب البشر سيعيشون في حدود المدن في غضون السنوات القليلة المقبلة.
واستشهد بتقديرات الأمم المتحدة التي أكدت على أن 70 فالمائة من السكان سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، وهو ما يعني أن 60 فالمائة من المساحة الحضرية المستقبلية لم يتم بناؤها بعد.
وشدد على أن تلك المساحات، غير القائمة اليوم، تتطلب منا إعادة التفكير في الكيفية التي ينبغي علينا أن ننظر بها نحو تلك المدن لأنها ستحدد الطريقة التي ستعيش بها الأجيال المقبلة.
ولتقريب وجهة نظره، استشهد السيد مايك كونيت رئيس بلدية مدينة أوكلاهوما السابق والرئيس الفخري لمؤتمر رؤساء بلديات الولايات المتحدة الأميركية بقصة نجاح مدينة أوكلاهوما الأمريكية، وقال إن المدينة اعتمد تصميمها كغيرها من المدن حول العالم على مبدأ التحرك بالسيارات ما أدى إلى ضعف النسيج الاجتماعي وضياع حس الاعتزاز بالمدينة لدى سكانها، قبل أن يتبع ذلك نكسة اقتصادية أطاحت بـ200 مصرف، وما نتج عنه ما يشبه الهجرة الجماعية لا سيما بين الشباب المهنيين المنتجين من ذوي المواهب باعتبارهم القوة الأساسية وراء دفع عجلة التقدم في المدينة إلى الأمام. وأضاف بأنه وفي تلك الأوقات العصيبة أدرك قادة مدينة أوكلاهوما أهمية خلق أماكن رائعة، فاجتمعوا سوياً وصمموا على جعل مدينتهم رائعة من جديد، وبعد ثلاثة عقود أصبحت أوكلاهوما مدينة مختلفة تماماً تتمتع باقتصاد قوي ومتنوع، مدينة يسهل المشي فيها وتوفر مستوى عالٍ من جودة الحياة، والأهم من ذلك وجود مجموعة متزايدة من الشباب الموهوبين والمتعلمين المتحمسين لريادة المشاريع.
واستفاد رئيس بلدية المدينة مايك كورنيت من الزخم الذي خلّفه أسلافه فعمل على إيجاد قيادات قادرة على تحقيق هذه الرؤية، وقد تميزت سنواته الـ 14 في المنصب (2004 – 2018) بنجاحات هائلة، بما في ذلك استثمارات جديدة بمليارات الدولارات، وبزوغ نجم فريق كرة السلة المحلي "ثندر"، وتحسّن الحالة الصحية، وظهور شركات مبتكرة جديدة، وولادة روح مجتمعية قادرة على النهوض بالمدينة لأجيال قادمة.
وعرج كورنيت على قصص التغيير الإيجابي الذي انعكس على مدن أمريكية متوسطة الحجم مثل "كولومبوس" و "تولسا" و "دي موين" و "لويزفيل". وأكد كورنيت أن التسارع الذي شهده العالم في مستوى المعرفة واللهث خلف الفرص الأفضل كان المحرك الأول للملايين حول العالم إلا أنه يرى أن المدن التي ستوفر طبيعة حياة أفضل ستحظى بمستقبل أكبر من غيرها خلال العقود المقبلة. وأكد أن عملية استنساخ التجارب قد تؤدي إلى النتيجة ذاتها إذا ما كان الحديث عن المدن، مشيراً إلى أن طبيعة المجتمعات والخصوصية التي تفرضها مجموعة القيم التي يؤمن بها السكان تعد المنطلق الأول لبناء مدن المستقبل وهو دفعه للتأكيد على أهمية مشاركة السكان في وضع تصوراتهم لمدنهم المستقبلية. ورداً على سؤال حول كيفية التعامل مع الأجواء المناخية الصعبة والتي يصعب من خلالها التشجيع على التنقل بالمشي والدراجات، أكد كورنت أن الأفكار العظيمة لا يمكن الوصول لها إذا ما تمسكنا بالانطباعات المسبقة، مشيراً إلى أن التطورات العلمية والتكنولوجية تتيح تغيير الكثير من الأمور من حولها وأن الرهان هنا على الإقدام والبدء بالتغيير.

المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©