الروح العالية هي الحل

يتحدد اليوم مصير منتخبات المجموعة الثانية بدورة كأس الخليج، بعدما كشفت منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات التي جرت أمس، أسماء المتأهلين عن المجموعة الأولى. ولأنني بحريني، أتمنى من كل قلبي أن يكون منتخبنا الوطني ضمن المنتخبات المتواجدة في نصف نهائي، لكنني أدرك جيداً أن الأمنيات وحدها لا تكفي، فالأحمر مُطالب بتقديم ما يشفع له إذا ما أراد الاستمرار في البطولة، ذلك أن “الساحرة المستديرة” لا تعترف بالأمنيات وإنما بمردود الأداء داخل الملعب. والمؤسف أن منتخبنا لم يقنع حتى الآن، فقد صعب من مهمته عندما قبل نتيجة التعادل مع عمان، رغم أنه كان قريباً من “قلب الطاولة” على حامل اللقب، لو لم يهدر الفرص السانحة أمامه لتسجيل هدف التقدم، فيما جاءت خسارته من العراق في المباراة الثانية لتضاعف من تعقيد المهمة، حيث أصبح الآن مطالباً بتحقيق الفوز أمام نظيره الإماراتي، ومنتظراً في ذات الوقت نتيجة المباراة الأخرى بين عمان والعراق. طبعا، هذا لا ينفي أن نتائج منتخبنا في المباراتين السابقتين متوقعة، فالفريق يشارك في الدورة وهو في حالة يرثى لها، بعدما تخلى عنه مديره الفني هيكسبيرجر، ليعود إلى الوحدة الإماراتي بشكل مفاجئ، تاركاً لاتحاد الكرة خيار اللجوء إلى خدمات المدرب الوطني سلمان شريدة قبل 20 يوماً على انطلاق الدورة في مدينة عدن اليمنية. وللحق، فإن شريدة عمل بجد لصناعة فريق قادر على تمثيل البحرين في هذه المشاركة، غير أنه واجه صعوبات متعددة، لعل أبرزها الإصابات المؤثرة وغياب اللاعبين المميزين من أمثال محمد سيد عدنان وحسين سلمان ومحمد سالمين وعبدالله عمر وجيسي جون، إضافة إلى ضيق الوقت، الذي لم يساعده على إعداد المنتخب بالشكل اللائق. وبطبيعة الحال ساهمت هذه الظروف في ظهور المنتخب البحريني بشكل مهزوز لا يتناسب مع طموحاته كأكثر منتخب مطالب بتحقيق اللقب، لكن الشارع البحريني لم يفقد الأمل، لأنه يعول دائماً على حماسة أبنائه وإصرارهم الكبير، ذلك أن اللاعب البحريني معروف بروحه العالية، التي من شأنها أن تذيب الفوارق بينه وبينه منافسيه، وهذه الروح هي التي يتوجب على شريدة أن يراهن عليها في مباراته المصيرية مساء اليوم، فلا توجد لديه خيارات أخرى ليعول عليها، فالأبيض الإماراتي لن يكون “لقمة سائغة”، حتى وإن كان يشارك في الدورة بفريق يغيب عنه نجوم نادي الوحدة المميزين، الذين يستعدون حاليا لخوض غمار بطولة العالم للأندية. a7med.karim@gmail.com