الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هيبة الريال

هيبة الريال
19 ديسمبر 2018 00:07

جلبتني إليها الصحف الإسبانية التي تجاهر بولائها للنادي الأسطوري ريال مدريد، لأطلع على الهودج الإعلامي الذي صممته لناديها، وهو في طريقه لأبوظبي، ليلعب المونديال الخامس في تاريخه، على أمل الفوز باللقب الثالث توالياً، والرابع في تاريخ نادي القرن، كنت أخال أنها سترمينا بعبارات الخوف، مما شاهدت عليه «الميرنجي» في موسمه الحالي، من تراجع رهيب في المؤدى، وحتى في المحصول الرقمي خاصة في «الليجا»، إلا أنها على العكس من ذلك اعتبرت أن كأس العالم للأندية، هو بمثابة رحلة الهيبة، حيث سيكون على نجوم الجيل الذي نال العديد من الألقاب الأوروبية والمحلية والعالمية، أن يحافظوا على اسم ريال مدريد على شموخه ورفعته، وليحجبوا للأبد سحابات الشك التي غممت سماء الريال هذا الموسم، والكثيرون من مناصري الفريق الملكي يلومون في ذلك رئيسهم بيريس، فهو من سمح لزين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو بالرحيل بعيداً عن قلعة البرنابو.
والحقيقة أن أساطير ريال مدريد سيكونون خلال هذا المونديال، مكرهين على إقصاء حالات الكسوف التي تضرب أداءهم الجماعي هذه الأيام، وأن يقاتلوا من أجل السيطرة على حالات الإشباع التي يمكن أن تصيبهم، من فرط ما نالوه من ألقاب، لأنه بالفوز بكأس العالم للأندية، يتمكنون أولاً من الحفاظ للريال على هيبته كناد يمرض ولا يموت، ويتمكنون ثانياً من إبادة رياح اليأس التي هبت قوية على العرين، ويتمكنون ثالثاً من إقناع الجميع على أن ريال مدريد ليس هو كريستيانو رونالدو وحده، كما لم يكن ذات وقت ريال دي ستيفانو أو ريال بوتراجينيو أو ريال راؤول جونزاليس.
ولأنه مونديال تتلاقى فيه الثقافات الكروية، فيكبر هامش المفاجأة، فإن ريال مدريد عليه أن يكون حذراً من «المطبين» اللذين يعترضان طريقه نحو اللقب المونديالي الثالث على التوالي، وعليه أكثر من ذلك أن يكون على استعداد لمنازلة «الطيور الجارحة» التي متى حلقت في سماء رحبة، متى نشرت الرعب والخوف، وما علينا إلا أن نعيد شريط المباراة أمام جوادالاخارا المكسيكي، لنقف على جرأة هذا الفريق، في كسر عظام أي منافس، ويبرز الخوف من أن تتكسر هيبة الريال سريعاً، عندما ندرك أن منظومة لعب الملكي تمنح المنافس مساحات وحرية للمناورة، بخاصة عندما تنهك القوى، من كثرة اللعب العرضي الذي لا يجدي نفعاً.
ويزيد من خطورة كاشيما، أنه يدخل مباراة اليوم لكتابة التاريخ، من دون أن يثقل كاهله الضغط النفسي، فالفوز على الريال هو ملحمة والخسارة من الريال ليس كارثة، في حين أن خروج الريال من الدور نصف النهائي سيكون صدمة للجميع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©