الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النفط البحري يسلك خط الرجعة مع الصخري

النفط البحري يسلك خط الرجعة مع الصخري
9 فبراير 2020 02:24

حسونة الطيب (أبوظبي)

من المرجح أن يسجل إنتاج النفط البحري أرقاماً قياسية خلال العام الجاري، قبل أن ينضم لركب الصخري في التراجع، ما يعني إعادة النظر في التوقعات الخاصة بسوق الإمدادات. ويتوقع تقرير أعدته مؤسسة «سانفورد سي بيرنستين آند كومباني»، مساهمة مشاريع في خليج المكسيك قبالة الساحل الأميركي الجنوبي، في رفع معدلات الإنتاج خلال عام 2020. وبعد ذلك، تتقلص احتمالات لأي مكاسب نمو أخرى، في حين توقع اثنان من خبراء النفط الصخري، تباطؤ وتيرة النمو في القطاع مستقبلاً، بحسب التقرير.
وتدل هذه المؤشرات، على بروز حقبة جديدة، لسلعة كانت تباع بنصف السعر الذي كان قبل 5 سنوات. وشهد القرن الحالي، تحقيق ثلاثة مصادر نفطية لنمو قوي، المياه العميقة والصخري والنفط الرملي، حيث من المرجح بلوغ الأول ذروته في 2020، يليه الصخري بعد سنوات قليلة، ليسلك سكة البطء بعد ذلك. أما مستقبل الرملي، فتحوم حوله الشكوك فيما يتعلق بالاستدامة والتأثيرات الناجمة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحسب موقع أويل برايس.
وعانى قطاع النفط البحري في سبيل المحافظة على النمو، منذ تراجع أسعار النفط لدون 30 دولاراً للبرميل في 2016، بعد أن بلغت ما يزيد على 100 دولار للبرميل في منتصف العام 2014. ونجم عن ارتفاع الأسعار في ذلك الوقت، طرح مجموعة من المشاريع عالية الثمن في الفترة بين 2010 إلى 2014، بيد أن هذه المشاريع قادرة بالكاد على تحقيق قيمتها، بحسب شركة ريستاد إنيرجي.
وفي حين تقل تكلفة مشاريع المياه العميقة الجديدة، إلا أنها تستغرق وقتاً أطول لتنفيذها، بالمقارنة مع النفط الصخري، بجانب عدم مقدرتها على المنافسة من حيث التكلفة. ونتيجة لذلك، تم توجيه نحو 100 مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية، لعمليات النفط الصخري، بحسب آي أتش أس ماركيت.
ويشير قرار شركة رويال دوتش شل، في نوفمبر الماضي بإغلاق اثنين من مشاريعها في كازاخستان نتيجة لارتفاع التكلفة، لتغير الأوضاع في قطاع النفط البحري. ومن بين آخر الأمثلة التي حدثت مؤخراً، فشل البرازيل في إرساء عطاء على أي شركة من شركات النفط الكبيرة، في مزادها لأحد حقول النفط في المياه العميقة الذي يقدر احتياطيه بنحو 15 مليار برميل، أي ما يساوي ضعف احتياطي النرويج تقريباً.
ويقول سكوت شيفلد، الخبير في النفط الصخري في شركة بايونير ناتشورال ريسورسيز: «من المتوقع بطء وتيرة نمو النفط الصخري في القطاع عموماً، ما يعني دفعه بعجلة الأسعار لارتفاعات جديدة مع بداية العقد الجديد».
وبحسب بعض المؤشرات، فإن نمو النفط الصخري السنوي، سيتراجع بنسبة كبيرة خلال عام 2021 والسنوات التي تلي ذلك، على عكس توقعات العديد من المراقبين. لكن من المؤكد، استمرار عمليات الإنتاج، سواء في النفط الصخري أو البحري.
ويرجح شيفلد، إضافة النفط الصخري الأميركي، لنحو 700 ألف برميل يومياً خلال عام 2020، بينما تتوقع إدارة معلومات الطاقة، تجاوز الإنتاج اليومي 910 آلاف برميل، رغم أنه لا يشكل سوى نصف زيادة العام الماضي.
ومن المتوقع مع مستهل العام الحالي، بدء شركة «إكسون موبل»، البدء في إنتاج النفط من آبار في مياه عميقة قبالة خليج «غيانا» الذي من المرجح بلوغ سعته الإنتاجية ما يزيد على 6 مليارات برميل.
وفي غضون ذلك، يتم افتتاح 8 مشاريع جديدة في خليج المكسيك خلال العام الجاري، بحسب تقرير صدر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في أكتوبر الماضي.
لكن رغم ذلك من المتوقع، تراجع مساهمة حصة خليج المكسيك في إجمالي الإنتاج الأميركي، لنحو 15% من واقع 23% في 2011. وبلغ عدد الحفارات العائمة الأميركية العاملة حول العالم خلال عام 2014، نحو 245، لكن تقلص ذلك العدد لأقل من النصف في الوقت الراهن.
وفي حين نجحت تقنيات التفتيت، في استخراج المزيد من النفط من باطن الصخور، يبدو أن استخراجه من المياه العميقة، موعود بعقبات شتى ولوقت ليس بالقصير.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©