الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الفلكلور العماني».. إيقاعات وأهازيج تراثية

«الفلكلور العماني».. إيقاعات وأهازيج تراثية
17 ديسمبر 2018 01:37

أحمد السعداوي (أبوظبي)

الفن العماني بأشكاله المتنوعة يدهش جمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي توافد لمشاهدة ألوان الموسيقى والفلكلور الذي يقدم يومياً ضمن فعاليات الكرنفال التراثي العالمي المقام بمنطقة الوثبة، كاشفاً عن قدرات فنية عالية المستوى وحركات إيقاعية زاد من جمالها الأهازيج المصاحبة التي جاء بها أبناء السلطنة إلى ساحات المهرجان.

«الرزحة» و«الريوة»
يقول محمد المخيني، المسؤول عن فرقة «إحياء تراث الأجداد»، إن الفرقة تتكون من 20 فناناً تقدم 3 عروض يومياً إلى الجمهور، حيث تكون البداية مع العرض الرجالي أو الرسمي للسلطنة، وهو «فن الرزحة»، يتبعها عدة فنون مثل أبوالزلف، المقوارة، الطنبورة، شرح الوادي، الريوة وغيرها من ألوان الفلكلور العماني الذي توارثناه عبر مئات السنين. لافتاً إلى أن أبناء السلطنة سعدوا بالمشاركة في فعاليات المهرجان، حاملين معهم مشاعر الحب والتقدير لبلدهم الثاني الإمارات، متمنياً أن يلاقي حضورهم وقعاً طيباً في نفوس الجمهور، وهو ما شعروا به منذ اليوم الأول، فأعطاهم دفعة معنوية لتقديم كل ما لديهم من الفن الشعبي العماني لرسم البهجة على وجوه الزوار.
وأشار المخيني، إلى أن كل فقرة تكون عن لون موسيقي معين بحركاته الإيقاعية وأهازيجه الخاصة، مبيناً أن الرزحة هي العرض الأول والرئيس في السلطنة وهي مكونة من إيقاعين هما «الكسر، والرحماني»، إضافة إلى رازحين وزفينة السيوف الحية أو البندقية. وفيما يتعلق بفن «أبوالزلف» فهو عرض مشترك بين الرجال والنساء عبارة عن 3 إيقاعات يتخللها رقص متبادل بين الرجال والنساء. أما فن «الريوة» يعتمد على 4 طبول تسمى بأسماء معينة منها الكاسر، الرحمني، الموسندو. أما رقصة «المقوارة» فتتضمن 3 ألوان من الموسيقى والأهازيج وهي «لحن بودقة»، «لحن موسندو»، «لحن تشوبه». وانتقالاً إلى فن «الطنبورة» يشرح المخيني، أنه يتكون من 2 من طبول الرحمني إضافة إلى طبلة من نوع الكاسر إلى جانب آلة الطنبورة. وأخيراً فن «البرعة» يعتمد على طبلة الكاسر و2 من طبول الرحمني.

أشعار وأهازيج
وأوضح المخيني، أنهم يحرصون على التنويع في تقديم ألوان الفنون الفلكلورية العمانية، نظراً لطول فترة المهرجان ما يتيح لهم الالتقاء بأعداد كبيرة من الجمهور ويمثل فرصة لإبراز تنوع أشكال الموسيقى والفنون التي تتمتع بها السلطنة، وتعتبر جزءا من موروثها المحلي الذي يعتز به أبناء عمان ويتناقلونه عبر الأجيال، حيث تعلم هو هذه الألوان المختلفة من فلكلور بلاده عبر اقترابه ممن هم أكبر منه سناً وسبقوه في ممارسة هذه العروض الفنية التي تعتمد على الرشاقة واللياقة البدنية إضافة إلى الحس الموسيقي وكيفية ربط الأشعار والأهازيج العمانية بالموسيقات التقليدية المعروفة في البيئات العمانية.
وبين أن زيارته مع أعضاء الفرقة للمرة الأولى للمشاركة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، تعتبر إضافة كبيرة لهم ويتمنون تكرار هذا التواجد مستقبلا خاصة في ظل كرم الضيافة الذي قام به الأخوة في الإمارات وهو ليس بغريب عليهم، فأبناء الإمارات يمدون يد الحب والتعاون دوماً لكل بلدان العالم، خاصة دول الخليج التي تعتبر كيانا واحدا نظراً للتقارب الكبير في العادات والتقاليد وأساليب الحياة، ما يجعلنا نشعر أننا في بلدنا ولم نغادر عمان.

تفاعل جماهيري
وأوضح المخيني، أن التفاعل الجماهيري جيد للغاية، حيث يطالبنا أحياناً بتقديم عروض إضافية أو إطالة زمن الفقرات التي نقوم بها، ولكن التزامنا بالجدول المقرر من قبل إدارة المهرجان، يجعلنا نبذل أقصى ما لدينا خلال الوقت المخصص لنا، آملين أن نلبي ذائقة أكبر شريحة من الجمهور، حيث تستغرق كل فقرة 20 دقيقة يتنافس فيها أعضاء الفرقة لإبراز ما لديهم من خبرات ومهارات اعتزازاً بمشاركتهم في مهرجان تراثي بهذا الحجم، والذي يزداد قيمة وألقاً كونه يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قدم الكثير لوطنه ولأبناء العالم أجمع، فله منا ومن الجميع كل الحب والتقدير، ونتمنى أن تتكرر هذه التجربة الناجحة في الأعوام القادمة.

فنون تشكيلية
الفنون التشكيلية المرتبطة بالتراث كان لها حضورها ضمن الجناح العُماني، حيث التقت «الاتحاد» الفنان التشكيلي العُماني، سامي سالم السيابي، والذي أوضح أنه يشارك للمرة الأولى في مهرجان الشيخ زايد التراثي بمجموعة من الأعمال الفنية التي تلقي الضوء على بعض جوانب التراث العُماني، إضافة إلى لوحات تنتمي إلى المدرسة التجريدية، ويشارك معه في ركن الفنون التشكيلية كل من الفنانين التشكيليين إدريس الهوتي وموسى عمر، حيث بلغ مجموع الأعمال المشاركة 36 لوحة ترسم فسيفساء مدهشة للموروث المحلي العُماني في عيون أبناء السلطنة من الفنانين التشكيليين.
وأشار السيابي إلى أنه بدأ رحلته في الفن التشكيلي قبل أعوام عدة، اعتماداً على هوايته التي نمّاها بالمشاركة في كثيرُ من الفعاليات الخاصة بالفن التشكيلي، واكتساب الخبرات من العاملين في المجال حتى صار معروفاً في أوساط الفن التشكيلي في السلطنة وخارجها، وله العديد المشاركات الخارجية في بلدان كثيرة، منها إسبانيا، تركيا، مالطا، وأذربيجان، مؤكداً أن مشاركته تحمل معنى خاصاً، كون المهرجان يهتم بالتراث والهوية الخليجية، في ظل روابط كثيرة تربط بين عادات وتقاليد وقيم وأفكار المجتمع الخليجي، وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة حين يقوم الزائر بجولة بين الأجنحة الخليجية المشاركة ضمن الفعاليات، ما يزيد من اعتزازنا بموروثنا كأبناء هذه المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©