الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مونديال «شكل ثاني»؟

مونديال «شكل ثاني»؟
16 ديسمبر 2018 00:11

ما خلا زمن، كان لنا فيه موعد مع كأس العالم للأندية، من أسئلة تستفهم عن شكل وتوقيت وعدالة البطولة، فقد رأى الكثيرون أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، صمم منذ وقت طويل شكلاً للتباري لا يحقق العدالة الكاملة، بل إنه بإعمال معايير غير دقيقة ومتفاوتة وغير متوافق عليها، يكون قد مارس الكثير من الانتقائية، بل وسقط في ظلم كبير، وهو لا يساوي بين أبطال القارات.
والغريب أن الاتحاد الدولي، أسقط سريعاً الصيغة التي انطلق بها مونديال الأندية قبل ثمانية عشرة عاماً بالبرازيل، والتي كانت تقضي باعتماد ثمانية أندية، بينها طبعا الأندية المتوجة ببطولات القارات الست، يتم تقسيمها على مجموعتين، كل مجموعة بها أربعة منتخبات، وقد كانت تلك الصيغة أكثر عدالة وديموقراطية.
وما عدل «الفيفا» عن هذه الصيغة، إلا لأن أصواتاً ارتفعت بأوروبا، تستنكر طول المدة الزمنية للبطولة، فاستمرارها لمدة أسبوعين على الأقل، وحاجة المتوج بلقب البطولة إلى خوض ما لا يقل عن 4 أو 5 مباريات، يؤثر سلباً على أجندة الأندية، خاصة الأوروبية التي يحرم لاعبوها من عطلة نهاية السنة، ويعيدهم للمنافسات الوطنية والقارية بمخزونات بدنية جرى استنزافها بشكل كبير.
وعوض أن يبتكر «الفيفا»، وهو يقلع عن النظام الذي ولد به مونديال الأندية، صيغة مخففة يتساوى فيه أبطال القارات، ويضمن نوعاً من العدالة، جاءتنا بالشكل الحالي الذي يفضل ويميز بشكل كبير بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية عما عداهم من أبطال القارات، عندما يلزمهما بخوض مباراتين فقط لإحراز لقب بطل العالم، وقد تنبه جياني إنفانتينو مع وصوله إلى مركز القيادة، حاكماً ل «الفيفا»، إلى ما يثيره النظام الحالي لمونديال الأندية من مؤاخذات وتعقيبات وتحفظات أيضاً، فأنشأ خلايا تعمل، باستحضار استقراءات ودراسات  فنية وتسويقية وترويجية، لتجاوز حالة الاحتباس التي قد تسيطر على كأس العالم للأندية، فتنال من سحره وجاذبيته وبالخصوص قابليته للتطور.
وعلى غرار ما يحدث اليوم، على مستوى كأس العالم للمنتخبات، من ثورات على مستوى شكل ومضمون المسابقة الأكثر كونية، برغم ما يواجهها من تحفظات من قبل جيوب المقاومة، فإن كأس العالم للأندية ستأخذ في القادم من السنوات شكلاً يرقى بها إلى مستويات عالية جداً، مستويات تحقق لها أولاً الجاذبية الجماهيرية لتقلص ما يفصلها اليوم من مساحات عن الكؤوس القارية للنوادي، وبخاصة دوري أبطال أوروبا، وتضمن لها ثانياً فرصاً أكبر للتسويق الذي يجلب عائدات مالية، تغري الأندية الأبطال بالإقبال بنهم وشغف كبيرين على هذا «الموندياليتو»، ليس فقط لكتابة التاريخ، ولكن أيضاً للحصول على مكافآت مالية مجزية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©