الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الشيوخ» يطالب ترامب بمواجهة انتهاكات قطر لاتفاقية «السماوات المفتوحة»

«الشيوخ» يطالب ترامب بمواجهة انتهاكات قطر لاتفاقية «السماوات المفتوحة»
16 ديسمبر 2018 00:01

دينا محمود (لندن)

صعّد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مطالباتهم لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالتصدي لانتهاكات قطر لاتفاقية «السماوات المفتوحة»، ومحاولاتها المحمومة لتسيير رحلاتٍ جويةٍ إلى مزيدٍ من المدن في الولايات المتحدة بالمخالفة لبنود هذه الاتفاقية، وهو ما يلحق أضراراً بالغةً بشركات الطيران في البلاد. فبعد أقل من أسبوعين من رسالةٍ وجهها أعضاءٌ بارزون في المجلس إلى وزارات الخارجية والنقل والتجارة في الولايات المتحدة للتأكيد على ضرورة تحرك السلطات الحاكمة في واشنطن لمواجهة مساعي الدوحة للالتفاف على هذه الاتفاقية، أبدى مزيدٌ من الأعضاء دعمهم لهذه المطالبات عبر رسالةٍ مماثلةٍ تم توجيهها للجهات نفسها، للتشديد على أن شركة الخطوط الجوية القطرية تعمل على استغلال حصتها الكبيرة من أسهم شركة «آير إيتالي» الإيطالية، لزيادة عدد الرحلات المباشرة التي تقصد المطارات الأميركية. وقد وُجهَتْ الرسالة الأولى مطلع الشهر الجاري وكان من بين الموقعين عليها، العضو الجمهوري البارز عن ولاية تكساس تيد كروز، الذي سعى من قبل لنيل ترشيح حزبه لخوض السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، بجانب ثلاث شركات أميركية كبرى للطيران، هي «أميركان آير لاينز» و«دلتا آيرلاينز» و«يونايتد آيرلاينز». أما الرسالة الثانية التي كُشِفَ عنها النقاب قبل أيامٍ قليلةٍ، فقد وقع عليها السناتور عن ولاية كنتاكي راند بول وطالب فيها بدوره بضرورة فتح التحقيق في السلوك القطري المتعلق بالتعامل مع اتفاقية «السماوات المفتوحة».
وفي مقتطفاتٍ نشرها موقع «تاون هول» الإخباري الأميركي من الرسالة شديدة اللهجة، قال راند بول إنه «يتوجب على الإدارة الأميركية مراجعة العلاقات بين قطر وشركة الخطوط الجوية القطرية وشركة آير إيتالي، وتحديد ما إذا كانت آير إيتالي تتلقى مساعداتٍ من الحكومة القطرية في انتهاكٍ لاتفاقية السماوات المفتوحة من عدمه». وتشير الرسالة في هذا الخصوص إلى امتلاك «القطرية» 49% من أسهم الشركة الإيطالية، ومساعي الناقل الجوي الوطني للدويلة المعزولة لاستغلال ذلك من أجل فتح خطوطٍ جويةٍ تصل إلى عدة مدنٍ أميركيةٍ، من بينها نيويورك وميامي ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، رغم أن ذلك محظورٌ عليها بموجب ما تلتزم به من تعهداتٍ في إطار «السماوات المفتوحة». وشكك أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الموقعون على الرسالتين وفقاً لتقرير «تاون هول»، في الدوافع الحقيقية التي تقف وراء إصرار الدوحة على تسيير رحلاتٍ لبعضٍ من هذه المدن، في ضوء أن نيويورك وميامي على سبيل المثال تخدمهما 5 شركات طيرانٍ أخرى، وهو ما يجعل فتح خطوطٍ ملاحيةٍ مؤديةٍ إليهما «أمراً مثيراً للتساؤلات من الوجهة التجارية».
وتزامن الضغط الذي يمارسه المُشرّعون الأميركيون على إدارة الرئيس دونالد ترامب، لحملها على اتخاذ إجراءاتٍ رادعةٍ ضد «القطرية»، مع تعالي أصوات مجموعات الضغط المُدافعة عن شركات الطيران في الولايات المتحدة، وعلى رأسها «ذا بارتنرشيب فور أوبن آند فاير سكايز»، التي شدد سكوت رييد المسؤول البارز فيها على أن ما يفعله الناقل الوطني للدوحة في الأجواء الأميركية يشكل «انتهاكاً للثقة» التي يُفترض وجودها بين قطر وأميركا. وأشار رييد إلى أن «حكومة قطر تُظهر، من خلال إعلانها فتح خطوطٍ جديدةٍ تستخدمها آير إيتالي باتجاه الولايات المتحدة بتمويلٍ من شركة الخطوط الجوية القطرية، عدم احترامها على نحوٍ مذهلٍ للرئيس ترامب ولوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو»، في ضوء أن الدوحة تستغل حصتها في الشركة الإيطالية كثغرةٍ للتملص من الالتزامات المنوطة بها بموجب التسوية التي توصلت لها في يناير الماضي مع كبريات شركات الطيران الأميركية، لاحتواء غضب هذه الشركات حيال الممارسات المشبوهة لـ«القطرية».
وتتعهد الحكومة القطرية بمقتضى هذه التسوية بعدم مد خطوطٍ ملاحيةٍ جديدةٍ باتجاه مقاصد أميركية، وهو ما تنتهكه الآن بإصرارٍ تحت ستار توسيع شبكة تغطية «آير إيتالي» في الولايات المتحدة، وهو ما يشمل تسيير رحلاتٍ مباشرةٍ ويوميةٍ بين ميلانو ونيويورك، بجانب 4 رحلاتٍ أسبوعيةٍ بين ميلانو وميامي.
واعتبرت رسالتا أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أن هذه الخطط من جانب قطر تثير القلق إزاء إمكانية أن تكون تسوية يناير التي تم التوصل إليها بعد مفاوضاتٍ شاقةٍ، يجري تجاهلها بالفعل، وهو ما يشكل مساساً بقواعد المنافسة النزيهة، وإضراراً بفرص صناعة الطيران الأميركية في الحصول على حصةٍ عادلةٍ من السوق المحلية. وأبرز سكوت رييد في هذا الصدد مواصلة «القطرية» التي تتفاقم خسائرها حالياً بفعل المقاطعة المفروضة على «نظام الحمدين» من جانب الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية والإمارات ومصر والبحرين» الحصول على مساعداتٍ حكومية. وقال إن ما هو موثقٌ بالفعل في هذا الصدد يناهز 25 مليار دولار أميركي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©