الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ثلث أجهزة الكمبيوتر في العالم تعرضت لهجمات «خبيثة»

ثلث أجهزة الكمبيوتر في العالم تعرضت لهجمات «خبيثة»
16 ديسمبر 2018 01:49

حسين الحمادي (موسكو)

تعرض ثلثا أجهزة الكمبيوتر المستخدمة في العالم، لهجمات إلكترونية من برمجيات خبيثة عبر الإنترنت خلال العام الحالي، وفقاً لما ذكرته شركة «كاسبرسكي لاب» المتخصصة في مجال أمن المعلومات حول العالم، والتي قالت إنها صدت ما يقارب ملياري هجمة شنت من مصادر على الإنترنت، كما اكتشفت أكثر من 21 مليون مادة خبيثة منفردة في أنحاء العالم.
وذكر يوجين كاسبرسكي الرئيس التنفيذي لشركة «كاسبرسكي لاب»، خلال مؤتمر عقد في العاصمة الروسية موسكو أواخر الأسبوع الماضي، أن العام الحالي شهد أحداثاً حافلة متعلقة بالتهديدات الرقمية التي تواجهها المؤسسات المالية، حيث استخدمت جماعات الجريمة الإلكترونية تقنيات تسلل واختراق جديدة، واتسعت جغرافية الهجمات بشكل أكبر، فيما شهدت منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا زيادة بنسبة 17% في الهجمات التي شُنّت باستخدام برمجيات مصرفية خبيثة، وفقاً لإحصائيات شبكة KSN التابعة لشركة «كاسبرسكي لاب».
وأكد ضرورة التعامل بشكل جدي للتصدي للهجمات الإلكترونية التي تستهدف المؤسسات والأفراد في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن الزيادة التي تسجلها هذه العمليات تعد طبيعية في ظل التطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده العالم، حيث يبحث قراصنة الإنترنت عن وسائل مبتكرة، سواء للحصول على الأموال، أو لأهداف تخريبية قد تقف وراءها مؤسسات أو دول، بغية تحقيق أهداف معينة.
وأشارت بيانات الشركة التي تم الكشف عنها في المؤتمر إلى أنه مع تزايد الاهتمام بالعملات الرقمية التي أصبحت جزءاً راسخاً في حياة كثيرين، باتت هدفاً أكثر جاذبية للمجرمين عبر الإنترنت في أنحاء العالم، ما أدى إلى زيادة سريعة في «التعدين الخبيث» للعملات الرقمية، حيث سجلت كاسبرسكي لاب زيادة بأربعة أضعاف في هجمات التعدين Cryptomining في المنطقة، لترتفع من 3.5 مليون في العام 2017 إلى 13 مليوناً في 2018.
وقال فابيو أسوليني، أحد كبار الباحثين الأمنيين لدى كاسبرسكي لاب، إن منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا أصبحت «أكثر جاذبية للمجرمين الإلكترونيين»، مع حلول هجمات التعدين والهجمات المالية الخبيثة في صدارة الهجمات الإلكترونية.
وأضاف: «اكتشفنا في 2018 ست عائلات جديدة من البرمجيات الخبيثة التي تستهدف أجهزة الصراف الآلي، فيما ازدادت عمليات التعدين غير القانوني للعملات الرقمية بشكل ملحوظ لتتجاوز أبرز التهديدات التي سادت المشهد في السنوات الماضية، وهي هجمات طلب الفدية، ونعتقد أن السبب وراء ذلك يتمثل في أن التعدين يتمّ بصمت وهدوء ويسبب تأثيراً أقلّ من التأثير الصاخب الذي تُحدثه هجمات طلب الفدية، ما يجعله أقلّ لفتاً للانتباه».
أما في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، فقد سجّلت كاسبرسكي لاب زيادة قدرها 11% في عدد الإصابات بالبرمجيات الخبيثة، التي بلغ معدلها 1.5 مليون هجوم يومياً، و575 مليوناً في عام واحد. وشهد الخبراء زيادة بنسبة 78% في هجمات التصيّد التي تستهدف المنطقة، والتي بلغ مجموعها 20 مليون هجوم في 2018، فيما كانت هجمات طلب الفدية شائعة أيضاً في المنطقة، حيث بلغت 1.2 مليون هجوم بزيادة قدرها 128% عن العام السابق.

مدن ذكية
واعتبر فابيو أسوليني، أن المدن في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أضحت «أكثر ذكاءً» نظراً لتبنيها أحدث التقنيات وعملها على تحسين أوضاع سكانها، مضيفاً أن الشركات تواصل كذلك مسيرة تحوّلها الرقمي لتسهيل أعمالها وزيادة الإنتاجية وتيسير التواصل وتقديم الخدمات عبر الإنترنت، وقال: «لاشك في أن هذا التحوّل يمنحنا المزيد من الراحة، ولكن مع تزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت، أصبحنا أكثر عُرضة لمواجهة التهديدات الإلكترونية، ومن هذا المنطلق نحثّ المستخدمين على إيلاء الأمن الإلكتروني مزيداً من الاهتمام، لأنهم في بعض الأحيان قد يكونون هم أنفسهم الحلقة الأضعف».
وتعاملت تقنيات الكشف من كاسبرسكي لاب، بوجه عامّ على الصعيد العالمي، مع 340 ألف ملف خبيث جديد يومياً في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري. ويُعد هذا مؤشراً يدلّ على مصالح المجرمين الإلكترونيين المشاركين في إنشاء البرمجيات التخريبية ونشرها.
وذكر تقرير الشركة أن العام 2019 قد يشهد أولى الهجمات التي تتم بسرقة ما يعرف بالبيانات البيومترية واستخدامها، حيث تتبنّى مختلف المؤسسات المالية، بالتدريج، اعتماد النظم البيومترية (نظم القياسات الحيوية) لتحديد الهوية والمصادقة عليها، وقد حدث العديد من التسريبات الكبيرة لهذا النوع من البيانات. وتُرسي هاتان الحقيقتان الأساس لشنّ هجمات ما يُعرف بـ«إثبات المفهوم»، تستهدف الخدمات المالية باستخدام البيانات المسربة.
كما توقع ظهور مجموعات محلية جديدة تهاجم المؤسسات المالية في منطقة الهند وباكستان وجنوب شرق آسيا ووسط أوروبا، حيث يتنامى نشاط المجرمين الإلكترونيين في هذه المناطق باستمرار، إذ إن عدم نضج الحلول الوقائية في القطاع المالي، بجانب الانتشار السريع لوسائل الدفع الإلكترونية المختلفة بين السكان والشركات في هذه المناطق، عوامل تسهم في ذلك التوجّه. وباتت الظروف مواتية لظهور مركز جديد للتهديدات المالية في آسيا، إضافة إلى المراكز الثلاثة القائمة في أميركا اللاتينية وشبه الجزيرة الكورية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

بلوك تشين والعملات الرقمية
توقعت «كاسبرسكي لاب» أن تختفي تدريجياً التوقعات المبالغ فيها بشأن استخدام «بلوك تشين» في العملات الرقمية، وقالت انه في نهاية المطاف، سيعود البشر لقيادة هذا التوجه وليس التقنية، حين تصل الشركات والقطاعات إلى استنتاج مفاده أن لتقنية «بلوك تشين» نطاقَ تطبيق ضيقاً إلى حد ما، وأن معظم محاولات استخدامها المختلفة لن يكون لها ما يسوّغها ويبررها. وقد تم لسنوات عدّة البحث في الاستخدامات التطبيقية الموثوق بها لهذه التقنية في مجال العملات الرقمية وتجربتها، لكن ثمّة أدلة قليلة على تحقيق أي إنجاز مهم. ومن المتوقع أن يشهد العام 2019 التوقف عن عمليات البحث والمحاولة تلك.
وحول العملات الرقمية ذكرت الشركة أنه حتى يناير 2018، كانت هناك ارتفاعات كبيرة في سعر البيتكوين ضمن سلسلة من التذبذبات في سعر صرفه. لكن من غير المتوقع أن تعود هذه الارتفاعات، فثمّة جمهور محدود ممن يهمه أمر العملات الرقمية، وهذه المحدودية سوف تقيّد السعر وتمنعه من الارتفاع.

«التصيد الإلكتروني» بالإمارات والسعودية والبحرين
قالت «كاسبرسكي لاب» إن الخدمات الإلكترونية في دولة الإمارات، شهدت ارتفاعاً بنسبة 135% في هجمات التصيد الإلكتروني «فيشينج» في 2018، و6% زيادة في هجمات البرمجيات الخبيثة، فيما سجلت هجمات طلب الفدية زيادة بنسبة 12%، وشهدت الهجمات في القطاع المصرفي زيادة بنسبة 112%.
ورداً على أسئلة طرحتها «الاتحاد»، قال فابيو أسوليني إن هذه الأرقام رغم ارتفاعها لكنها تظل ضمن الإطار الطبيعي، قياساً إلى حجم قطاع الأعمال والشركات والعمليات التجارية المتزايدة التي تشهدها الدولة، كونها مركزاً مالياً وتجارياً مهماً بالمنطقة.
وحول الأحداث العالمية العملاقة التي تستضيفها الإمارات أوضح أسوليني، أن الأحداث الكبيرة دائماً تقابلها عمليات واختراقات متزايدة، وهو ما شهدته روسيا خلال بطولة كأس العالم، إلا أنه أشار إلى أن الامارات تمتلك إمكانيات كبيرة لاكتشاف هذه العمليات وتحجيمها والتصدي لها، خصوصاً أنها تستضيف أحداثاً عملاقة مثل إكسبو دبي 2020 ومجموعة من المعارض والمؤتمرات العالمية الكبيرة.
أما في المملكة العربية السعودية فقد تم تسجيل زيادة بنسبة 164% في هجمات التصيّد في 2018، و378% الارتفاع في هجمات طلب الفدية في 2018، وسجلت في المقابل انخفاضاً بنسبة 56% الانخفاض في هجمات التروجانات المصرفية في 2018.
وفي البحرين سجلت الشركة نمواً بنسبة 140% الارتفاع في هجمات التصيّد في 2018، و7.5% ارتفاعاً في هجمات البرمجيات الخبيثة (من جميع العائلات)، إلى جانب زيادة بنسبة 131% الارتفاع في هجمات التروجانات المصرفية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©