السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المراكز التجارية تغص بالمتسوقين استعداداً للعيد

المراكز التجارية تغص بالمتسوقين استعداداً للعيد
30 أغسطس 2011 00:49
ما أن تفكر بزيارة أحد المراكز التجارية، حتى تتذكر الكم الهائل من البشر الذين يصولون ويجولون إما في المحال التجارية أوالمطاعم التي لا يوجد لك فيها موطئ قدم والتي تقدم أشهى وألذ الأطباق الشرقية والغربية، وهكذا فإن الوضع في «المولات» في شهر رمضان مختلف وله نكهة مميزة خاصة مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد. (أبوظبي) - بعض الناس يذهب إلى «المولات» من أجل التبضع وشراء مستلزمات العيد للأسرة، لكن هناك من يرتاد «المول» بلا هدف، فهم لا يحتاجون إلى التسوق الفعلي، حيث تخلو أيديهم من أي مشتريات، فقط جاؤوا من أجل الترفيه والتنفيس عن أنفسهم وعن أسرهم لشرب القهوة، أو مشاهدة أحد الأفلام المعروضة في دور السينما أو مشاركة الأبناء في اللعب بالمكان المخصص للألعاب الترفيهية أو التجول ذهاباً وإياباً برفقة الأصدقاء، ومشاهدة البضائع، رافعاً شعار «الفرجة ببلاش». متنفس العائلات المراكز التجارية هي المتنفس الوحيد في هذا الشهر الفضيل لا سيما بسبب حلوله في فصل الصيف، حيث الجو الحار. تسمح أم أحمد أن تقوم بناتها الأربع بالتسوق للعيد بصحبة أخيهن الأصغر مساء كل يوم خميس في أحد مراكز أبوظبي التجارية. وتقول «لا تستهويني زيارة المراكز التجارية، فهي تحسسني بالضيق والاختناق، وأحياناً أخرى لا أجد موقفاً لركن سيارتي وهذا ما يجعلني أشعر بالملل كثيراً بمجرد التفكير بهذه الجولة». وتضيف «أعرف أنّ هذا التجول يعطل ويزاحم المتسوقين والمتسوقات الجادين خاصة أن العيد على الأبواب، ولكن المراكز التجارية هي المكان المناسب المناسبة لقضاء بعض الوقت وتغيير جو المنزل». وتوضح «أتفق مع جارتي أن نلتقي في ردهة المطعم برفقة أبنائي أو تناول القهوة في كوفي، بينما تقوم بناتي بالتسوق». أما مرام السيد، التي كانت برفقة زوجها وأبنائها، فقد جاءت إلى المول للتسوق للعيد. تقول «في الغالب زيارتي لـ(المولات) لا تكون بقصد التسلية والترفية بل للتسوق في المقام الأول، وإن كانت لدينا فرصة ترفيهية فقد ننعطف على أحد المطاعم التي تعج بـ(المول)، والتي تقدم كل أصناف الطعام ما لذ منها وما طاب لتناول وجبة ما، أما إن كنت برفقة زوجي فاختار ركناً هادئاً في أحد المقاهي لشرب القهوة بعد مشوار عملية التسوق المتعب». وتتعجب مرام من زحمة «المولات». وتضيف «بعض من المتسوقين جاء للفرجة وآخر فقط من أجل مزاحمة من يريد التسوق، أما العائلات فأغلبها تختار ركناً في مطعم لتتناول الأكل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة في جو عائلي، ولشراء احتياجاتها قبل العيد». لفت الأنظار تخالف الرأي سلمى خليفة «موظفة»، وأم لخمسة أبناء، وتذكر «أعتبر أن التنزه أو التجول في (المولات) من غير هدف سلوك غير حضاري يُعلم الأبناء الاستهتار». وتؤكد أن الجلوس في البيت ومشاهدة التلفزيون أفضل من التجول في المراكز التجارية مع الإزعاج والزحام ومشاهدة المتسوقين. وتضيف «ينتابني الضيق وأنا أرى الشباب والبنات يمشون في أروقة (المول) لا عمل لهم أو لهن سوى مشاهدة الناس ومراقبة البشر، وصراحة لا أعرف كيف تسمح بعض الأمهات لبناتهن بهذا السلوك بحجة التنزه والترويح عن النفس، ولماذا لا يكون الترويح في صلة الرحم والزيارات العائلية؟ وعن نفسي لا أجد متعة في هذا التصرف». وتتابع «بل العكس الإزعاج ولفت الأنظار وصداع الرأس ولا اذهب للتسوق إلا لغرض معين نأخذه ونخرج فوراً من الأسواق، ومن النادر أن نبقى لتناول العشاء مثلاً أو تناول المشروبات». أما عادل إبراهيم، الذي كان برفقة عائلته، فيعتبر وجوده في «المول» في هذا الشهر الفضيل كسر لـ»الروتين» وتناول وجبة السحور كنوع من التغيير. يقول «في الشهور العادية، يكون الجمعة هو اليوم المفتوح للتنزه والتسوق في (المول)، لكن في رمضان الوضع اختلف فقد اختزنا وبموافقة كل أفراد العائلة أن يكون الخميس من كل أسبوع من شهر رمضان هو اليوم الذي نقوم فيه بتناول السحور في جو يجتمع به كل أفراد العائلة صغيراً وكبيراً لإضفاء جو عائلي»، لافتاً إلى «أن التجمع العائلي يفضي الراحة والأمان بين الجميع، ويغير حالة الملل و(الروتين) طوال الأسبوع، ما يساعد على التجديد والعودة إلى البيت بروح تملؤها السعادة والفرح». لقاء الأصدقاء «المولات» هي المكان الأفضل للتسوق في جميع الأوقات، كما أنها المكان الأفضل للالتقاء بين الأصدقاء والصديقات. إلى ذلك، تعتبر زهرة الشاذلي «طالبة جامعية» أن الزيارات العائلية أصبحت قليلة جداً عند البعض من الأسر، وتقول «إن أرادت أن تزور أحداً فربما يكون مشغولاً، وعليك أن ترتب موعداً قبله بأيام، في حين أن (المول) يستقبلك في أي وقت، ويمكنك أخذ مكانك في المقهى دون حجز موعد مسبق، كما أن تنوع المعروضات ووفرتها وأسلوب عرضها تدفع وتغري جميع من يفد إليها، وتخلق بداخله رغبة في الاستهلاك وشراء ما لا يلزمه، كما يجد نفسه متورطاً في الرغبة بالتجديد وشراء الموديلات الأحدث». وتتفق معها عهود البلوشي «22 سنة»، معترفة بأن المراكز التجارية غيرت من سلوكها الاستهلاكي، بحيث أصبحت تلقي بقائمة الاحتياجات المعدة سلفاً عرض الحائط بمجرد الدخول إلى «المول» لتشتري أشياء أخرى ليست من ضمن القائمة ولا تحتاج لها، أما الميزانية المرصودة لمشروع التسوق، فتصبح أضعاف ما كان مقرراً خاصة مع شهر رمضان الكريم الذي تتنوع فيها المعروضات من الملابس بكثره ووجودها، موضحة زيارتها لـ»المول» غالباً ما تكون للتسوق فقط لا غير. غير أن بعضهم لا يحب دخول المراكز التجارية، إذ تفقدهم القدرة على الإحساس بالزمن في ظل عالم نهاري مصطنع، ومنهم مصطفى عبد الخالق، الذي يقول «أنا لا أحب (المولات)؛ لأنها تحجب الهواء ولا أرتادها إلا للضرورة فأحصل على حاجتي ثم أغادرها بأسرع ما يمكن». ويضيف «المراكز التجارية تتشابه جميعها من حيث سطوة إغراء المعروضات، وهو ما ينتج حالة من النهم الاستهلاكي تجعل الفرد أسيراً لرغبة قوية في الشراء». وبالنسبة لـ»المولات» في رمضان، يقول «مع اقتراب العيد لا يوجد مكان لمواقف السيارات، الجميع يأتي لـ(المول) إما للفرجة أو التسوق حتى المطاعم تعج بالناس. وساحات الألعاب تتعالى فيها أصوات الأطفال. التزاحم على المحال التي تقدم عروض التخفيضات شديد، وهذه الأجواء طاردة بالنسبة لي أكثر ما كونها مشجعة». رأي اجتماعي يشير عماد سيد إلى أنه يذهب لـ»المول» في رمضان بحثاً عن إعلان أو تخفيض على سلعة. ويوضح «غايتي هي الشراء، لكن حين أفاجأ بمشاهدتي للسلع وتنوعها وحجم مشتريات الآخرين التي تخرجني عن هدف زيارتي، أشترى ما أحتاجه وما لا أحتاجه وتكون النتيجة أن أشتري كميات لم أعتد على استهلاكها مما يطير الميزانية ويوقعني في أزمة مالية طوال الشهر». يشمل التسوق الحركة الجسدية والتفاعل الاجتماعي والنشاط العقلي، في هذا السياق، يوضح الأخصائي الاجتماعي محمد عمر تأثير زيارة «المولات» قائلاً «رغم أن المراكز التجارية هي أماكن مغلقة. لكن البعض يجدها متعة وترفية بالنسبة له وتغير لدورة حياته اليومية، كما أن ما يمارس التسوق يتمتع بصحة جيدة، ويسهم في تحسين نشاطه». ويشير إلى دراسة قام بها يو هونج تشانج، من معهد علوم صحة السكان في تايوان، أظهرت أن التسوق غالباً ما يكون للمرح ويساعد على تحسين السلامة النفسية. كما أن التسوق نشاط سهل ولا يحتاج إلى التحفيز مثل النشاطات الأخرى كالرياضة. ومن فوائد التسوق بشكل عام يذكر عمر «التسوق والمشي يؤدى إلى ارتفاع اللياقة البدنية، والتنزه في مراكز التسوق للحصول على تمرينات رياضيه دون ملل. كما أن مراكز التسوق التجارية (المولات) مناسبة للأطفال، حيث حيث توجد أماكن مخصصه للألعاب تحت إشراف المربيات لحين الانتهاء من عملية الشراء»، إضافة إلى أن التمشية داخل (المولات) يسهم في التخلص من السعرات الحرارية، ويعمل على تقوية السيقان، ويحقق الجسم الرشيق». في المقابل، يحذر عمر من الإفراط في التسوق خاصة في مناسبات كالعيد؛ لأن ذلك سيرهق الميزانية ويهددها لبقية الشهر، الأمر الذي ينعكس على نفسية رب الأسرة وتالياً الأسرة بأكملها. زيادة الإقبال على المطاعم يجد مصطفى قاسم، محاسب بأحد مطاعم الوجبات السريعة بأحد «المولات»، أن الإقبال على المطاعم في شهر رمضان يتضاعف عن بقية شهور السنة ولا يقتصر فقط يومي الجمعة والسبت إنما طوال الأسبوع. ويقول إن «الدخل الشهري في رمضان يزداد، حيث يقبل الكثير من رواد المول على زيارة ردهة المطاعم التي تقدم شتى أصناف الطعام وكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، وتشتد المنافسة بين المطاعم فيمن يقدم الأفضل لعملائه وفي النهاية تبقى الجودة والطعم من يحدد ذلك». ويشير إلى زيادة الإقبال مع قرب انتهاء رمضان؛ لأن ربات البيوت تعبن من الطبخ فضلاً عن أنهن أنهين الواجبات الاجتماعية من قبيل الولائم والدعوات وأردن أن ينعمن ببعض الراحة قبل العيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©