الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

3 معارك يخلدها التاريخ في الطريق إلى مونديال أبوظبي

3 معارك يخلدها التاريخ في الطريق إلى مونديال أبوظبي
12 ديسمبر 2018 00:25

محمد حامد (دبي)

دخلت 3 معارك كروية في البطولات القارية للأندية، أقيمت خلال الفترة الماضية، التاريخ من الباب الواسع، وكان لها مفعول السحر في رفع درجة الإثارة والترقب إلى أعلى مستوياتهما قبل انطلاقة مونديال «الإمارات 2018»، والأمر لم يكن يتعلق بمكانة وتاريخ وشعبية هذه الأندية فحسب، بل إن سيناريو النهائيات القارية في أوروبا، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية، جاء مثيراً بصورة غير متوقعة، ليستقر في أذهان الجماهير ويخلده التاريخ، فضلاً عن أنه يجعل النسخة الحالية لمونديال الأندية الأكثر قوة وإثارة في التاريخ.
موقعة ريال مدريد وليفربول التي أقيمت في كييف نهاية مايو الماضي أثارت جدلاً كبيراً على إثر إصابة نجم «الريدز» محمد صلاح بخلع في الكتف، بعد مرور نصف ساعة من المباراة، وعلى الرغم من أن الإصابات تظل أمراً وارداً في كرة القدم، إلا أن تدخل قائد الريال سيرجيو راموس على هداف ليفربول أثار جدلاً كبيراً لم يتوقف حتى الآن، حيث يواجه راموس تساؤلات عن تعمده إلحاق الضرر باللاعب المصري، وتظل ذكرى هذه الإصابة عالقة في أذهان الجماهير على طريقة «نطحة زيدان» لمدافع إيطاليا ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006. وفي «القارة السمراء» لم يكن طريق الترجي التونسي مفروشاً بالورود، خاصة المباراة النهائية أمام الأهلي المصري، فمن المعروف أن مواجهات الأندية والمنتخبات في شمال أفريقيا لها طابعها الحماسي المثير، في ظل تقارب المستويات، والندية الكبيرة في مختلف المسابقات، وكان للأداء التحكيمي في مباراة الذهاب التي أقيمت في برج العرب دور كبير في جعلها تتحول إلى ما يشبه المعركة، ونجح الترجي في التفوق بين جماهيره بثلاثية نظيفة رداً على فوز الأهلي 3-1 في مباراة الذهاب.
أما ثالث المعارك في الطريق إلى أبوظبي فهي الأكثر جدارة بالبقاء في ذاكرة التاريخ الكروي، وهي نهائي كوبا ليبرتادوريس بين بوكا جونيورز، وريفر بليت، والتي انتزعت لقب نهائي القرن، وموقعة «الدم والنار»، و«كلاسيكو» أميركا اللاتينية الذي يفوق في إثارته وجنونه كلاسيكو البارسا والريال، وجاءت الأحداث التي رافقت المباراة لتشعلها وتجعلها في صدارة اهتمامات الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم، إلى الحد الذي جعل النهائي اللاتيني يتفوق في جاذبيته الجماهيرية على مباريات الدوريات والبطولات الأوروبية طوال الشهر الماضي.

1- كتف الجدل!
استمر الريال في التربع على قمة «القارة العجوز» للمرة الـ13 في تاريخه، وحصد لقب دوري الأبطال الأوروبي، في مايو الماضي، على حساب ليفربول في طريق القدوم إلى أبوظبي، بحثاً عن لقب مونديالي رابع ينفرد به على جميع أندية العالم، وحقق الملكي إنجازاً تاريخياً بحصد بطولته المفضلة للمرة الثالثة على التوالي، وهو أمر لم يحدث من قبل منذ أن بدأت البطولة بنظامها الحالي، كما أن اللقب هو الرابع للريال في آخر 5 مواسم، مما يؤكد أن دوري الأبطال بطولة ملكية خالصة، تاريخاً وحاضراً.


وفي المقابل، أصيب الملايين من عشاق ليفربول بالصدمة من ضياع الحلم الكبير بالحصول على لقب البطولة للمرة السادسة في تاريخ النادي، والأولى منذ عام 2005، وعلى الرغم من أن المواجهة شهدت تحقيق أرقام قياسية تاريخية، إلا أن واقعة «راموس- صلاح» طغت على ما دونها من أحداث، فقد فتحت الصحافة الإنجليزية النار على راموس، واتهمته بتعمد إصابة صلاح الذي كانت آمال «الريدز» معلقة عليه في تحقيق الإنجاز الذي طال انتظاره، وواجه قائد الفريق الملكي تساؤلات عدة عن هذه الواقعة، ونفى تعمده فعل ذلك، كما انشغل الملايين من عشاق الكرة العالمية بهذه الواقعة ما بين مؤيد لنظرية التعمد، وآخر لا يصدقها.
ويواجه راموس هتافات عدائية منذ هذه الواقعة، وهو الأمر الذي حدث في مباراة إنجلترا وإسبانيا التي أقيمت في ويمبلي 8 سبتمبر الماضي، وعلى الرغم من تصريح راموس بأنه لا يتعمد إلحاق الأذى بأي لاعب منافس، إلا أنه واجه هتافات غاضبة في الجماهير الإنجليزية، فضلاً عن التقارير التي تتناول الواقعة بين الحين والآخر.

2- «ديربي الغضب»
حظي نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والترجي باهتمام إعلامي وجماهيري تجاوز حدود «القارة السمراء»، وبدا في ظاهره أكبر بكثير من المستويات الفنية للبطولة الأفريقية مقارنة مع الكرة الأوروبية واللاتينية، فقد كان الصراع على انتزاع بطاقة التأهل لمونديال الأندية بأبوظبي كبيراً، سواء من جانب الأهلي البطل شبه الدائم للقارة وجماهيره، وكذلك الترجي الذي يعد واحداً من أكبر أندية تونس والمنطقتين العربية والأفريقية، ولم يكن طموح الظهور المونديالي سبباً وحيداً في ارتفاع درجة الاهتمام بالمباراة، بل إن الأداء التحكيمي للجزائري مهدي عبيد في مباراة الذهاب التي انتهت للأهلي 3-1 كان سبباً رئيساً في هذه الضجة.


الحكم الجزائري واجه اتهامات بارتكاب أخطاء كان لها تأثير مباشر في نتيجة المباراة، وتسببت المناوشات الإعلامية والجماهيرية قبل موقعة الرد في رادس في حالة من الاحتقان الكبير، والمخاوف من حدوث عنف جماهيري، خاصة أن جماهير الأهلي المصري قررت الذهاب لمساندة فريقها في العاصمة التونسية، وتمكن الترجي من حسم المباراة بثلاثية نظيفة، والتتويج باللقب القاري، إلا أن الجدل الذي أحاط بالنهائي المذكور لم يتوقف حتى الآن.
ووفقاً للتقارير التي بثتها وكالات الأنباء فقد خضع مهدي عبيد للتحقيق أمام لجنة الانضباط في الاتحاد الأفريقي خلال الأيام الماضية، ولم يتم الإعلان عن نتائج هذا التحقيق وسط توقعات بأن يتم تأجيل أي قرارات إلى ما بعد نهاية مونديال الأندية الذي يشارك فيه الترجي ممثلاً للقارة السمراء، ويسعى الفريق التونسي إلى الظهور بصورة جيدة في التحدي العالمي بأبوظبي لإثبات مكانة الكرة الإفريقية، وقدرتها على تقديم الأداء الجيد، بعيداً عن كل ما يحاصرها من مشكلات تنظيمية وتحكيمية.

3- «الجنون اللاتيني»
تجاوز جنون نهائي كوبا ليبرتادوريس بين بوكا جونيورز وريفر بليت حدود العقل، بعد أن استفاق العالم على صدمة الشغف الجماهيري اللاتيني الذي يحمل مزيجاً من التعصب والجنون، وبالنظر إلى أنه كان نهائياً قارياً تاريخياً قياساً بأنه الأول بين البوكا والريفر، فقد ترقب العالم نهائياً مثيراً حماسياً، ولكنه تجاوز ذلك إلى بلوغ مرحلة العنف الجماهيري، مما تسبب في تأجيل مباراة المونومنتال في معقل ريفر بليت، وتحولت مباراة الحلم إلى أزمة.


وتدخلت مدريد لإنقاذ الموقف باحتضان النهائي المتوتر، وهو الأمر الذي تسبب في موجة عارمة من الغضب في الأرجنتين، حيث أشار البعض إلى أن الأرجنتين أهدرت على نفسها فرصة ذهبية لتقديم كرتها الساحرة للعالم في أجمل صورها، كما أن نقل المباراة إلى مدريد في الوقت الذي تحمل البطولة اسم «الحرية»، ما هو إلا عودة للمحتل الإسباني، واستمر الجدل في الأرجنتين وعواصم أميركا اللاتينية كافة لفترة طويلة، قبل أن يخضع الجميع لخيار العقل، وأقيمت المباراة في سنتياجو برنابيو، وانتهت بثلاثية مقابل هدف للريفر، بعد أن كانت موقعة البومبونيرا قد انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.
ويحمل فريق «المليونيرات» على عاتقه أعباء إعادة الكبرياء للكرة الأرجنتينية واللاتينية، حيث يصل سقف الطموح إلى الفوز بمونديال الأندية على حساب أبطال القارات المختلفة، وعلى رأسهم ريال مدريد بطل أوروبا، كما أن حافز الريفر وطني بامتياز، ويتمثل في منح اللقب المونديالي للأرجنتين للمرة الأولى في التاريخ للرد على الغريم الكروي الأكبر وهو البرازيل التي انتزعت مونديال الأندية 4 مرات عن طريق كورينثيانز وساو باولو وإنترناسيونال، وهي الوحيدة من خارج أوروبا التي حظيت بهذا الشرف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©