الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخيل تحظى بتكريم القرآن وثناء الرسول

الخيل تحظى بتكريم القرآن وثناء الرسول
23 أغسطس 2011 22:40
أحمد محمد (القاهرة) - تؤكد الدراسات أن تاريخ نشأة الحصان تعود إلى ما يزيد على الستين مليون سنة، ودلت الحفريات على أن أصل الحصان كان موجوداً في القارة الأميركية آنذاك، وكان حجمه أصغر بكثير مما هو عليه الآن. وأكد العلماء أن الحصان في صورته الحالية كان موجوداً في السهول والبراري الآسيوية منذ ما يقرب من المليون سنة، وانتقل من موطنه الأصلي في أميركا إلى أوروبا وآسيا منذ زمن بعيد وانتشر بفضل الجسور التي ربطت القارات في العصور الجليدية، ومع انحسار الجليد وانعزال جماعات الحصان في أوروبا وآسيا عن تلك التي بقيت في أميركا منذ حوالي عشرة آلاف سنة، انقرض الحصان من موطنه الأصلي، لكنه بقي في المناطق الأخرى وبشكل خاص في آسيا. سلالات وقبل أن يتمكن الإنسان من استئناس الخيول، كانت هناك أربع سلالات قديمة، ولكن في وقتنا الحاضر اتفق العلماء على تقسيم الخيول إلى سلالات مختلفة، منها الحصان العربي الأصيل، والخيول المنغولية، والبريطانية، والألمانية، والأميركية، والروسية، وخيول أوروبا الشرقية والغربية والأسترالية وأميركا الجنوبية. والحصان حيوان ثديي من الفصيلة الخيلية، يستعمل للركوب وللجر، وله ألوان كثيرة، ولم يفقد منزلته مع التقدم الحضاري، بل زاد الاهتمام به خصوصاً الخيول الأصيلة التي تقام لها الإسطبلات الراقية والاستعراضات والسباقات، ويخصص لها الأطباء البيطريون الذين يعتنون ويشرفون عليها ويضمنون راحتها. ويعد الحصان العربي أقدم وأنبل وأجمل الخيول في العالم، وهو من السلالات الخفيفة، ويرجع تاريخه إلى ما قبل الميلاد ومعظم سلالات الخيول في العالم تحمل خاصية من خواص الحصان العربي، وتؤكد المصادر القديمة والحديثة أن هذا الحصان أصيل في شبه الجزيرة العربية ولم يفد إليها من خارجها، كما يدعي بعض الدارسين. مكانة خاصة احتلت الخيل عند العرب مكانة خاصة وزاد الاهتمام بها بعد ظهور الإسلام، وكان للفتوحات الإسلامية دور كبير في انتشار الخيل العربية شرقاً وغرباً والتعرف إلى ميزاتها من قوة وسرعة فائقة وجمال وتناسق بين أعضائها وعندما وصلت هذه الفتوحات إلى العراق والشام وفارس ومصر ثم إلى إسبانيا وفرنسا وتركيا والصين، وكذلك أثناء الحروب الصليبية والتي امتدت من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي نقل ملوك وأمراء وجنود الفرنجة الخيل العربية معهم من الشام ومصر إلى أوطانهم الأصلية. ومن عجائب وغرائب الخيل، أنها تحمل جهاز تبريد في جانبي الرأس يبردها عند الحركة السريعة، وتتميز بجهاز الاحتمال الذي يسهل لها الوقوف لفترات طويلة بلا إجهاد للعضلات وصرف الطاقة، كما تتميز بامتلاكها خمسة قلوب الأول في الجهة اليسرى من الصدر وواحد في كل حافر تساعد في إكمال الدورة الدموية للأطراف، لذلك يجب عدم إعطاء الراحة التامة للخيل، لأنها توقف القلوب الأربعة وتسبب عرقلة دوران الدم في الأطراف. ?ولا تتنفس الخيل من فمها مطلقاً فتموت مخنوقة، ولا تمتلك مرارة وترى البعيد والقريب ومن حولها وتميز الألوان وتسمع أفضل من الإنسان وليس لها حاجب وتبيض أسنانها عند تقدمها في العمر. وتتميز الخيل العربية بالوفاء والذكاء مما عزز علاقتها ببعضها ومع الإنسان وتصدر أصواتاً تشير إلى فرحها أو حزنها وتقع في شراك الحب والعشق، حيث يعشق الذكر فرساً دون غيرها. ?وتبكي الخيل ولا تضحك وتذرف الدموع خصوصاً عند الآلام الشديدة وأثناء الولادة وتتحاشى رفس أو إيذاء راكبها بعد سقوطه وأثناء حركتها ولديها شعور عال بالأمومة، وهناك لغة تفاهم بينها وتتعاون لتنظيف بعضها وقد تختلف وتتشاجر ولا تقبل الظلم، ومع ذلك فهي رقيقة وحساسة وتتعرض للإصابة بالكآبة والحزن والأمراض النفسية، فتعزل نفسها أو تتمرد. وجاء في التفسير الميسر: أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدوِ، حين يظهر صوتها من سرعة عَدوِها فالخيل التي تنقدح النار من صلابة حوافرها من شدة عدوها، فالمغيرات على الأعداء عند الصبح، فهيجن بهذا العدو غباراً فتوسطن بركبانهن جموع الأعداء. ويحدث القرآن الكريم عن سيدنا سليمان: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب، إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب، ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق) «سورة ص، الآيات 30 - 33». الصافنات والصافنات من الخيل هي القائمة على ثلاثة قوائم، وقد أقام الرابعة على طرف الحافر، والجياد هي الخيل السريعة العدو والجيدة الركض. وذكر الخيل في آيات القرآن الكريم كلها يرفع من قدرها على غيرها من الحيوانات الأخرى، ويشير إلى فضل الخيل وتكريمها وارتباطها بصفة الخير وعدها الله من أعظم مخلوقاته، ثم قرن عز وجل القوة بالخيل والخيل بالقوة عندما قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل). ?كما يأتي ذكر الخيل في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مدحاً وتكريماً امتداداً لفضلها الذي أوردته الآيات الكريمة، فقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: «من ارتبط فرسا في سبيل الله كان له مثل أجر الصائم والباسط يده بالصدقة ما دام ينفق على فرسه»، وقال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».? الخيل في القرآن الكريم ذكرت كلمة الخيل في القرآن الكريم صريحة خمس مرات منها قول الله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأَنعام والحرث ذلك مَتاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) «سورة آل عمران، الآية 14»، وقال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباطِ الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...) «سورة الأنفال، الآية 60». وقوله عز وجل: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) «سورة النحل، آيه 6». كما ذكرت كلمات أخرى في القرآن تدل على الخيل وقد أقسم الله تعالى بقدرتها علي إرهاب الأعداء عند عدوها، فقال تعالى: (والعاديات ضبحا، فَالموريات قدحا، فَالمغيرات صبحا، فَأثرن بِه نقعا، فَوسطن به جمعا) سورة العاديات، الآيات 1 - 5».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©