السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطابية أوباما الطنانة

17 فبراير 2008 22:19
بيل كلينتون يقول ''نصف أوباما الأبيض يفوز بأصوات ولاية مين''··· كان هذا هو نص العنوان الرئيسي الذي ظهر في موقع ''سكرابيل فيس'' الساخر هذا الأسبوع، مضيفا قوله: على ''أوباما'' اللعب بالبطاقة العرقية على وجهيها الاثنين وليس على وجه واحد فقط··· لقد قلت لكم إنه سيفوز في كارولينا الجنوبية لأنه أسود مثل ''جيسي جاكسون''، ولكي أكون متسقا فأنا مضطر لأن أقول إنه قد فاز في ''مين'' لأنه أبيض مثل ''مايكل دوكاكيس''· هناك قدر غير يسير من الحقيقة في هذا القول بالطبع، لأن باراك ''أوباما'' أثبت أنه قادر على كسب أصوات السود وكذلك أصوات البيض أيضا· ولكن ذلك يعود إلى جسارة خطاب ''أوباما''، وهو خطاب جدير بالاهتمام في حد ذاته· ففي خطاب النصر الذي ألقاه يوم الثلاثاء الكبير أعلن أوباما: ''هذه هي الحقيقة بلا زيادة ولا نقصان، نحن من كان الأميركيون ينتظرونهم، ونحن نمثل التغيير الذي كانوا يتطلعون إليه''، بالفعل وكما تشير كافة الدلائل، هناك تعطش شديد لأميركا القادرة على تجاوز العنصرية، وهو تعطش يشمل الجميع بمن فيهم الجمهوريون أنفسهم· يضاف إلى ذلك ما تلعبه حملة ''أوباما'' في مساعدة البلاد على تشخيص تعقيدات مشكلتها بشكل أفضل، لقد كانت أعظم إنجازات الرجل، قدرته على كسب أصوات البيض في الولايات البيضاء بالكامل تقريبا، وخصوصا تلك التي يوجد بها مجمعات انتخابية علنية، أما في الولايات المختلطة والتي تزيد فيها نسبة البيض على السود، فإنه لم يتمكن من الفوز بأصوات تلك الولايات، إلا من خلال إضافة أصوات الناخبين السود إلى الناخبين البيض الذين يمثلون قاعدته الليبرالية الثرية كما فعل في ولاية ''ساوث كارولينا'' مثلا· أما في الولايات التي تمثل أميركا الحقيقية، أي الولايات التي حصل فيها انصهار بين الأجناس مثل ''نيفادا'' و''كاليفورنيا'' و''ماساشوستس'' و''نيويورك''، فإن ''هيلاري'' تمكنت من إلحاق الهزيمة به حيث لم يتمكن من الفوز بعدد كاف من أصوات اللاتين والبيض في تلك الولايات· وقد ادعى بعض المحافظين بأسلوب خبيث، أن المشاعر المعادية للسود السائدة في أوساط اللاتين، كانت هي السبب في فشل أوباما في الحصول على دعم اللاتين، وتفسير هذا يعود إلى أن الناخبين الديمقراطيين الذين يعيشون في مجتمعات متعددة الأجناس، ومتعددة الثقافات، هم الأشخاص الأكثر تحصينا، والأقل تعرضا، لما يقوله ''أوباما'' عن تجاوز المسألة العرقية؛ يرجع هذا إلى ما وصفه ''روبرت بانتهام'' -أستاذ علم الاجتماع في جامعة هارفارد'' بقوله: ''كلما كان المجتمع أكثر تنوعا كلما أصبح أقل ثقة''، وفي لقاء أدلى به لـ''الفاينانشيال تايمز'' قال ''بانتهام'': إن تأثير التنوع أسوأ مما كان يُتخيل من قبل، فالأمر في مثل تلك المجتمعات لا يقتصر فقط أننا نشك في الذين يختلفون عنا، بل يصل حتى إلى حد عدم الثقة في الأشخاص الذين يشبهوننا، فالثقة بين الناس تصل إلى أدنى معدلاتها في ''لوس أنجلوس'' التي تعد أكثر مدن أميركا تنوعا· من السهل على كبار الليبراليين أن يتحدثوا كما يشاؤون عن فضائل التنوع، لأنهم يعيشون في أبراج عالية تطل على حقائق أميركا المتعددة الثقافات· أما بالنسبة لأنصار ''أوباما'' من الليبراليين الأغنياء والبيض، فإن كل ما يعنيه التنوع بالنسبة لهم، هو التعرف على محام أسود غني، أو على محاسب لاتيني لامع· أما الليبراليون البيض من الطبقة العاملة، الذين يعيشون في ولايات مثل ''إيوا'' و''مين'' فمن السهل علينا أن نرى فيهم انقسامنا العرقي واضحا وجليا، وهو ما يعني أن الاستجابات الخطابية سوف تكون كافية في مثل هذه الحالة للتعامل معهم، كما يفعل خطاب ''أوباما'' الذي يحتوي على نوعية الكلمات المناسبة التي تلائم هذا النوع من الناس· ولكن يبقى الجزء الأكبر من الأميركيين أكثر تشككا بشأن هذا النوع من الخطابية الطنانة، المقرونة بالسياسات الليبرالية التقليدية عن الحرية وعن الهجرة···، ربما لم يستمع هؤلاء الأشخاص في أي وقت إلى مثل هذا الخطاب، وهو يؤدى على هذا النحو البالغ الإتقان -كما يفعل أوباما- ولكن الشيء المؤكد هو أنهم قد سمعوه من قبل· جونا جولدبرج كاتب ومحل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©