الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إعلان أبوظبي» شجاعة الحوار والقرار

«إعلان أبوظبي» شجاعة الحوار والقرار
5 فبراير 2019 02:27

توّج «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية» أعماله، بـ «إعلان أبوظبي»، أو «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي حملت توقيع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيّب، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وطيف واسع من صنّاع القرار وقادة الرأي وعلماء الدين، من مسلمين ومسيحيين، ومن الشرق والغرب.
هذه الوثيقة هي نتاج شجاعة يستلزمها الحوار عادة، حينما يكون حول قضايا تخرج من الحيّز الخاص إلى ما يهم الأسرة البشرية.
ومن يراجع مجريات الحوار الإسلامي المسيحي، في أماكنه وموضوعاته، طيلة العقود الماضية، يدرك أن هذه المسألة كانت تحتاج إلى مقاربة أخرى، تتميز بالجرأة في تخطي الحواجز والتخلي عن أحكام مسبقة ناتجة عن تعالقات المصالح وضيق الأفق.
وبالفعل فقد استطاع مؤتمر أبوظبي، أن يخرج ولأول مرة من الإطار الأكاديمي الضيّق إلى الفضاء الأرحب، بجعل الحوار نوعياً وشاملاً في آن، وقادراً على ترجمة مخرجاته في وثيقة. وبقراءة المداخلات في المؤتمر، والأوراق التي طرحت في جلساته، يمكن القول إن الجميع خلصوا إلى أن الحوار هو الأداة الوحيدة، الفعّالة، والمطلوبة، لمعالجة قضايا الإنسانية المادية أو الروحية.
لقد ترجمت الإمارات في حدث واحد جرى في رحابها، تمثّل بالزيارة التاريخية للبابا فرنسيس، وبانعقاد مؤتمر الأخوة الإنسانية، مقومات نهج وطني وخارجي صاغته خلال عقود طويلة. فالإمارات الدولة نهضت بالإنسان، وخاضت غمار نهضتها من أجل الإنسان، وجعلت القيمة الإنسانية معياراً من معاييرها المجتمعية.. وقد كان الناظم الأعلى لهذا الإنجاز هو مبدأ الحوار، مع الذات والآخر.. مبدأ اعتنقته الإمارات مبكراً وتحصّنت به، وميّزت مكانها ومكانتها بمفاعيله.

"الاتحاد"

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©