عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
تواصل الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي تقدماتها في محاور القتال المختلفة بالعاصمة طرابلس، شنت المقاتلات الحربية غارات على مواقع داخل قاعدة معيتيقة العسكرية بالعاصمة.
وقالت شعبة الإعلام الحربي إن الوحدات العسكرية أحرزت تقدمات جديدة في أكثر من محور، وبسطت سيطرتها على مواقع جديدة، كما قامت بأسر 13 عنصرا من الميليشيات المسلحة، بينهم ليبيون ومرتزقة يحملون جنسيات أجنبية، إلى جانب غنم أربع آليات مسلحة ودبابة.
تأتي تقدمات قوات الجيش الليبي وسط انسحاب للميليشيات من عدة مواقع في طرابلس، وإسناد جوي قدمتها الطائرات الحربية لاستهداف مخازن الأسلحة والذخيرة داخل العاصمة.
فيما كشف المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري عن حدوث متغيرات جديدة في معركة تحرير طرابلس، من بينها محاولات انتحاريين استهداف جنود الجيش الليبي في خطوط النار، مشيرا إلى أن تركيا لا تنقل جنودا أتراك إلى ليبيا ولكن إرهابيين وانتحاريين.
وأوضح المسماري في مؤتمر صحفي في بنغازي أن العملية العسكرية لتحرير ليبيا من المليشيات بدأت بعدة مراحل كان أهمها استنزاف المليشيات على تخوم العاصمة، مضيفا: «الأتراك نقلوا مئات الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا من بينهم انتحاريون ومتخصصون في التفجيرات».
وجدد المسماري تأكيده على أن قوات الجيش الليبي تخوض معركة نيابة عن العالم للقضاء على الإرهابيين والمتطرفين، داعيا المبعوث الأممي الخاص لدى ليبيا غسان سلامة إلى إعادة التفكير ودراسة الموقف الليبي بشكل آخر.
وأكد أن كل المناطق العسكرية لديها قوات في مناطق القتال في طرابلس، من شرق سرت إلى الحدود التونسية، وأن العمليات متواصلة منذ 12 ديسمبر الماضي، بعدما أعلن المشير خليفة حفتر انطلاق ساعة الصفر لبدء المرحلة الحاسمة من معركة تحرير طرابلس.
وأوضح أن منطقة الحظر الجوي لا زالت قائمة حتى الساعة، ولا زال مسرح العمليات تحت الاستطلاع الجوي، مشيرا إلى تحقيق إنجازات مهمة على قواطع العمليات بالكامل على خطوط التماس مع الميليشيات.
ولفت المسماري إلى أن تركيا تهدد دول جوار ليبيا وأوروبا، إذ أن أردوغان يدعم جماعة الإخوان ومنظمات الهجرة غير الشرعية وتنظيم القاعدة.
وعن إرسال أردوغان جنوده إلى ليبيا، قال المسماري إن ذلك مرهون بنجاح الإرهابيين على الأرض، ونجاحهم مستحيل ونبشر الجميع بأن القوات المسلحة الليبية حققت نجاحا كبيرا جدا في صون الأمن، واستطاعت طرد كل الجماعات الإرهابية من شرق ليبيا وحولتهم إلى ذئاب منفردة مطاردين في الصحراء.
وأوضح أن القضاء على المليشيات وحل التشكيلات غير الشرعية وجمع السلاح وغلق كل الأبواب المفتوحة التي سمحت بتدخل الإرهاب في ليبيا هو السبيل لحل الأزمة الليبية.
وتعاني ليبيا من انتشار ميليشيات مسلحة في عدد من مدن المنطقة الغربية وخاصة في طرابلس ومصراتة، وتتهم القيادة العامة للجيش الليبي حكومة الوفاق بالاستعانة بمرتزقة وإرهابيين لدعم صفوف الميليشيات لعرقلة عملية الجيش لتحرير العاصمة.
بدورها أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تقديم دعم عسكري ومالي، وتجنيد مرتزقة من سوريا، لدعم ميليشيات حكومة السراج في العاصمة الليبية طرابلس.
كان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قد أكد أن مسألة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا بدأت في إطار الاستعدادات التي قاموا بها، مشيراً إلى أن المهمة ستوكل إلى القوات التركية ووزارة الدفاع بعد المصادقة على المذكرة من قبل البرلمان التركي.
ويعقد البرلمان التركي اجتماعا طارئا غدا، لمناقشة المذكرة الرئاسية حول تفويض إرسال جنود إلى ليبيا.
إلى ذلك، قال سعيد أمغيب عضو مجلس النواب الليبي إن مطالبة رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، لتركيا بالتدخل العسكري المباشر على الأراضي الليبية جريمة سيحاسب وحده عليها قريبا بصفته رئيسا للمجلس الرئاسي المنبثق عن الاتفاق السياسي المعترف به دولياً.
فيما أعلنت قبائل مدينة مصراتة المتمركزة شرق ليبيا، دعمها للجيش الليبي ورفضها لجميع التحالفات التي يجريها المجلس الرئاسي مع تركيا، واصفة الاتفاق الموقع بين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وتركيا بـ«المشبوه»، مشيرة إلى أن المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق فقدا الشرعية.
وأكدت قبائل مصراتة أنها ستكون في الصفوف الأولى للجيش الليبي، لكسر شوكة الغدر والخيانة ضد كل من يحاول النيل من أمنه وسيادته، مؤكدة دعمها اللامحدود للجيش في حربه على الإرهاب، مشيرة إلى رفضها لكل التحالفات المشبوهة التي يجريها ما يسمى المجلس الرئاسي الفاقد للشرعية المغتصب للسلطة، مثمنة المواقف التاريخية المشرفة لأغلبية مدن وقبائل غرب ليبيا في انحيازها لليبيا.
