الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» ضحية الظروف والأندية بريئة مما حدث

«الأبيض» ضحية الظروف والأندية بريئة مما حدث
21 يناير 2011 23:25
خرج منتخبنا خالي اليدين، وبرصيد "صفر" من الأهداف، خلال المشاركة في كأس أمم آسيا المقامة حاليا ًبالدوحة، وقبل أن نغلق ملف المشاركة الإماراتية التي لم تخلو من أحلام وطموحات الجماهير والمسؤولين، بعدما كان الجميع، يمني النفس بإنجاز جديد، يضاف لسلسلة الإنجازات التي تحققت على يد المنتخب الأولمبي، الذي بات يشكل أكثر من ثلثي المنتخب الأول، ولكن أتت الرياح بما لا يشتهي عشاق "الأبيض"، وأخفق المنتخب في ترك بصمته بالبطولة التي ودعها دون فوز، أو زيارة شباك المنافسين، في الوقت الذي نجح فيه منتخب مثل الهند الأضعف والأقل فنياً في هز شباك منافسيه 3 مرات. وبات واضحاً خلال المشاركة الأخيرة التي أحبطت الشارع الرياضي أن هناك ظروفاً لعبت دوراً سلبياً في الإخفاق الآسيوي. وتقدم "الاتحاد" مناقشة "هادئة"، تحاول تلمس أسباب، ما حدث، وتلقي الضوء على الخلفيات التي سبقت الإخفاق، والتي كانت سبباً مباشراً فيه، دون أن نهضم الإيجابيات الكثيرة التي خرج بها "الأبيض" أو نخفيها، ولكن في الوقت نفسه نحاول تقديم إجابة قد تكون بمثابة "بلسم" يساهم في التئام الجراح التي نالت من قلوب عشاق "الأبيض". واستطلعت "الاتحاد" آراء مختصين وفنيين ومدربين ولاعبين، واتفقوا جميعاً على أن الفترة الحالية تتطلب الهدوء والتركيز من قبل أصحاب القرار الرياضي، باتحاد الكرة، خاصة أن الكرة الإماراتية، تمر بمرحلة فاصلة، في تاريخها، فضلاً عن مرورها بمرحلة إحلال وتجديد للمنتخب الذي بات يعتمد على عناصر المنتخب الأولمبي، وطالبت الآراء بضرورة دراسة الموضوع من مختلف الجوانب، بداية من أداء الأندية بالدوري، مروراً بأزمة التهديف التي وضح أنها أحد أهم "الأشباح" التي يحتاج القائمون على صناعة القرار الرياضي، للقضاء عليها قبل البحث عن حلول وطرق وآليات للعلاج. ورأت الآراء أن اتحاد الكرة وجد نفسه أمام ظروف قاهرة حتمت عليه تقسيم اللاعبين الدوليين، بين أكثر من مشاركة قبل بطولة أمم آسيا، سواء بآسياد الصين، بصفوف مكتملة للأولمبي أو بترك لاعبي الوحدة الدوليين بناديهم لظروف مشاركته بمونديال الأندية، وبين البطولتين جاءت بطولة "خليجي 20" التي تطلبت مشاركة الصف الثاني من المنتخب، وهي كلها ظروف حالت، دون أن يترك "الأبيض" بصمته بأمم آسيا بسبب غياب اللاعبين الدوليين وتقسيمهم على البطولات الثلاث، في خطة استراتيجية هدفت من ورائها "الاتحاد" إلى تحقيق أفضل النتائج فيها جميعاً، فراهن على الآسياد، وربح الرهان بفضية جوانزهو، كما ربح الرهان في "خليجي 20" بالخروج من الدور قبل النهائي، ولكنه خسر في أمم آسيا بسبب ضياع الهدف الأسمى، خلال الفترة الماضية والتركيز على أهداف ثانوية، أبرزها ترك الفرصة للوحدة للمشاركة في المونديال، وضم عناصر لـ"خليجي 20" لم يستفد منها الجهاز الفني بصورة فنية خلال أمم آسيا. وعن الشبح المخيف الذي بات يسيطر على الشارع الكروي والمتعلق بالعقم الهجومي للمنتخب الذي أرجعه البعض لطريقة المدرب كاتانيتش الدفاعية فقد رأت الآراء أن التسرع في إصدار قرارات بإقالة المدرب وتغيير لاعبين أو ترحيل كبار النجوم سيكون له آثار مدمرة على مستقبل الكرة، واتفقت آراء المحللين على أن الأندية الإماراتية، بريئة مما حدث للمنتخب في أمم آسيا، بعدما صدرت أحكاماً متسرعة أرجعت فشل المنتخب في هز شباك المنافسين لأسلوب الأندية التي تعتمد على المهاجمين الأجانب في الدوري، وقال مختصون وفنيون إن الدوري الإماراتي مليء بالمواهب من اللاعبين المواطنين سواء على مستوى الهجوم أو الوسط، وهي كلها عناصر لم تتأثر بوجود اللاعب الأجنبي بل تطور مستواها وارتفع. علاج سريع وفعال وأكد عبدالله ناصر الجنيبي رئيس اللجنة الفنية برابطة المحترفين، أن الفترة القادمة تتطلب علاجا فعالا، لتطوير كرة القدم الإماراتية، وأداء المنتخب في البطولات القارية والعالمية، رافضاً التسرع في إصدار أي قرارات انفعالية أو عاطفية، من شأنها التأثير على المكتسبات والإيجابيات التي تحققت للمنتخب خلال الفترة الأخيرة، خاصة في الدمج بين عناصر الشباب والخبرة. وأكد الجنيبي أن رابطة المحترفين على أتم الاستعداد للتعاون، مع إدارة اتحاد الكرة، من أجل البحث عن أهم السبل والحلول، التي تصب في صالح المنتخب. وقال الجنيبي: “بشكل عام نحن نملك عناصر متميزة، ومنتخبا جيدا، لم تكن متوافرة منذ فترة طويلة قبل هذا الجيل من اللاعبين، كما أن هناك تخطيطا سليما خلال السنوات الأخيرة، أدى إلى إفراز لاعبين متميزين ومواهب إيجابية”. وكشف الجنيبي أنه يقف ضد أي رأي انفعالي يصدر من هنا أو هناك ويحاول توجيه أصابع اللوم أو الاتهام نتيجة لخروج المنتخب من الدور الأول لأمم آسيا وقال “ما نحتاج إليه الآن هو البحث عن أسباب الإخفاق ومواطن الخلل، إذا ما كانت موجودة، حسب رؤية الفنيين، لذلك يجب الابتعاد عن العواطف خلال الفترة القادمة، حتى يكون التقييم إيجابياً، نحن لدينا عناصر تبشر بالخير، ونحتاج لوضع النقاط فوق الحروف، ودراسة كل ما يتعلق بالمنتخب، وما إذا كان المدرب كاتانيتش هو الرجل المناسب للمرحلة أم لا؟، وهذه الاستفسارات في ذهن اللجنة الفنية المسؤولة عن تقييم المنتخبات الوطنية بطبيعة الحال”. وفيما يتعلق بالاهتمامات الموجهة لأندية دوري المحترفين، وما تردد عن تسببها في إهدار فرصة المهاجم المواطن، بعدما بات الاعتماد على الأجانب أمرا واقعا، وهو ما يتطلب إعادة النظر في عدد اللاعبين الأجانب أو تقنين مراكزهم، قال “الأندية المحترفة هي شركات كرة قدم، ومن حقها ضم اللاعبين الأجانب، وفق ما يتراءى لها، وهذا يحدث في مختلف دول العالم، الأمر يحتاج لدراسة وافية والرابطة مستعدة للبحث عن صيغ وآليات معينة تسهم في تطوير مستوى المهاجمين، على الرغم من وفرتهم في كافة الأندية المحترفة، والتي تضم لاعبين أمثال أحمد جمعة والكثيري والشحي ومطر وخليل وعوانة وعامر وغيرهم من أصحاب المهارات والقدرات الفنية العالية”. وأبدى الجنيبي عدم تقبله لتصريحات المدرب الذي انتقد أداء ولياقة اللاعبين، مشيراً إلى أن المدرب كان يلعب حتى لا يخسر فقط وهو ما أثر على بعض التغييرات بالمباريات التي لعبها، فضلاً عن المردود الإجمالي للمنتخب، ولكن ذلك لا يمنع أن الأبيض قدم مباريات قوية، خاصة أمام كوريا الشمالية والعراق. الإعداد لم يكن كافياً من ناحيته قال عيد باروت مدرب منتخب الناشئين إن الكرة الإماراتية مرت بمأزق خطير، خلال وقبل المشاركة بأمم آسيا، التي خرج منها المنتخب من الدور التمهيدي، دون أن يسجل أهداف، بنقطة واحدة. ولفت باروت إلى أن الظروف لم تساعد “الأبيض” من قبل بداية البطولة، وذلك لعدة أسباب، وقال “للمرة الأولى كانت هناك بطولات مهمة متداخلة، حيث كان المنتخب الأولمبي في بطولة آسياد جوانزهو، وهي بطولة مهمة للمنتخب الذي يشكل ثلثي عناصر المنتخب الأول، كما كان فريق الوحدة مشاركاً في بطولة مونديال الأندية، وما بين البطولتين كانت هناك بطولة الخليج باليمن، وخلال أقل من شهر، كان يجب أن نشارك في 3 بطولات، مهمة بالعناصر الدولية، وهي معادلة قد لا تقدر عليها دول يزيد تعداداها على 80 مليون نسمة، وتضم ممارسين لكرة القدم أكثر وأكبر، مما هو متوافر لدينا في الإمارات، ورغم ذلك تعامل الاتحاد مع كل هذه المعطيات بصورة عقلانية بأن شارك فيها جميعاً وحقق نتائج جيدة في الآسياد، وحصل الأولمبي على الفضية، كما شارك في “خليجي 20” بصف ثانٍ وخرج من الدور قبل النهائي”. وأشار باروت إلى أن هذه الظروف جعلت فترة الإعداد لأمم آسيا غير كافية، وقال “منتخب الأردن على سبيل المثال، يستعد بمعسكرات ومباريات منذ أكثر من شهرين، خاض ما لا يقل عن 15 مباراة، ولديه تفاهم وثبات في التشكيلة، بينما دخلنا نحن البطولة بمنتخب تجمعت عناصره قبلها بـ15 يوما فقط ولعبت مباراتين وديتين ضعيفتين المستوى، وكان يجب أن يكون التحضير أكبر والمعسكر أطول والمباريات الودية أكثر أيضاً، بما يتوازى مع البطولة، مما يعني أن الظروف لم تخدم “الأبيض”، ولو حدث ذلك لكان لنا شكل مختلف”. إيجابيات عديدة وأضاف: “يجب أن يتم أخذ كل تلك المعطيات في الحسبان وقت التقييم، كما أن علينا النظر للإيجابيات الكثيرة للمنتخب، خاصة فيما يتعلق بالثبات الفني والشخصية التكتيكية داخل الملعب، والتي تأثرت كثيراً بسوء التوفيق وابتعاد الحظ عن المنتخب، ولو كانت الكرة التي ارتطمت بالعارضة في مباراة كوريا الشمالية، قد هزت الشباك لكان الموقف مختلف حالياً، وكنا ضمن فرق الدور ربع النهائي”. ورفض باروت تحميل الأندية الإماراتية وحدها مسؤولية الإخفاق الآسيوي للمنتخب، نتيجة لاعتمادها على الأجانب في خط الهجوم، وقال “الأندية تبحث عن مصلحتها والدوري لن يتطور إذا ما ابتعد عن اللاعبين الأجانب، كما أن مطالبتها بشراء لاعبي وسط ومدافعين أجانب فقط، يعتبر حلا غير متاح”. وأشار باروت إلى أن كل هذه العوامل لم تؤثر على الأداء الهجومي للمنتخب وقال إن “الأبيض” وصل لمرمى المنافسين في أكثر من مناسبة، ولكنه لم يسجل وقد يكون سبب ذلك في غياب الانسجام بين عناصره، أو قلة الخبرة للمهاجم أحمد خليل الذي سيكون له شأن كبير مع المنتخب في المستقبل”. واقترح باروت حلاً أكثر إفادة لمستوى الكرة الإماراتية، خاصة على مستوى خط الهجوم، وذلك عن طريق تحلي الأندية بنظرة وطنية، والسماح للاعبيها بالاحتراف الخارجي، داعياً اللاعبين أنفسهم بالتمسك برغبة وطموح الاحتراف الخارجي، سواء بدوريات خليجية أو عربية أو حتى أوروبية، ولو في الدرجة الثانية هناك، وقال “لن نقدر على منع الأجانب من اللعب في الدوري، ولكننا نقدر على فتح الباب أمام لاعبينا للاحتراف الخارجي ليتطور أداء المنتخب”. بخيت سعد: الجيل الحالي الأفضل دبي (الاتحاد) - لفت بخيت سعد لاعب المنتخب الأول ونادي الشباب الأسبق الذي نجح في التأهل لنهائي أمم آسيا عام 96، قبل أن يخسر المباراة النهائية بضربات الترجيح أمام الأخضر، إلى أهمية التركيز على الأهداف التي دخل بها المنتخب خلال المشاركة بأمم آسيا، مشيراً إلى أن الفريق قدم مباريات قوية، وكان له حضور وشخصية، بصورة لم يظهرها منتخب خليجي آخر، وخاصة المنتخبين السعودي صاحب الجولات والإنجازات، والكويتي حامل لقب "خليجي 20". ورفض بخيت تحميل المسؤولية للمدرب كاتانيتش، واتهامه باللعب الدفاعي، وقال إن "الأبيض" يلعب بهذا الأسلوب منذ عام 2007، ولكن الناس لا تتذكر، ويبقى الفارق الآن أن المنتخب يضم لاعبين أصحاب مهارات فردية ووعي وثقافة تكتيكية عالية"، ويعد الجيل الحالي الأفضل. وأضاف "ميتسو كان يطبق نفس الأسلوب، بالاعتماد على إغلاق منطقة الوسط، ومحاولة امتلاك الكرة، ومن ثم الاعتماد على هجمات منظمة، تنتهي عند إسماعيل مطر الذي كان موفقاً إلى حد بعيد خلال "خليجي 18"، ولكن الأمر حالياً يعتبر أفضل، حيث أن للمنتخب شخصية، كما يلعب كرة قدم جميلة، يستمتع بها من يدري فنيات اللعبة، وليس الجماهير التي لا تعرف سوى الانتقاد، من المدرجات، ولا تعترف إلا بالأهداف". وأضاف: "بصفتي لاعب كرة أعرف متى يلعب الفريق الذي أتابعه، ومتى يكون هدفه مجرد الأداء داخل الملعب، والخوف من المنافس، وأقول بكل ثقة إننا لعبنا كرة قدم جميلة استمتعت شخصياً بها". وانتقد بخيت حالة المبالغة التي سيطرت على الشارع الرياضي، عقب الخسارة، مشيراً إلى رفضه وصف المنتخب الإماراتي بـ"الخواف" هجومياً، وقال "لو كان هناك حظ لتأهلنا بأريحية للدور الثاني، لأننا كنا نستحق ذلك".
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©