السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد»: سنواجه العدوان التركي ولن نفرط في أرضنا

مسؤول عسكري ليبي لـ«الاتحاد»: سنواجه العدوان التركي ولن نفرط في أرضنا
31 ديسمبر 2019 00:15

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

حذر الجيش الليبي من أنه في حال فكرت تركيا في العدوان على ليبيا ستتم مواجهتها بدعم عربي، داعياً المجتمع الدولي للاضطلاع بمهامه أمام ما وصفه «عدوان تركيا»، خاصة أن ليبيا تحت البند السابع وتحارب الإرهابيين المطلوبين دولياً. وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب إن الدفاع عن الأرض والعرض والجهاد من الأمور الطبيعية للشعب الليبي، لافتاً إلى أن القوات التي تدرس أنقرة إرسالها لليبيا ستتم مواجهتها.
وأكد المحجوب في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الشعب الليبي لن يفرط في أرضه ولن ينهزم، مضيفاً «سيقاتل شعبنا هؤلاء، فنحن شعب يقاتل بأبنائه من أجل أمنه واستقراره، ولم نعتد على أحد».
يأتي ذلك فيما سرعت أنقرة من وتيرة تحركاتها للتدخل عسكرياً في ليبيا بعد توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس، على مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا وتسليمها للبرلمان. ودعا رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب الجمعية العامة للبرلمان إلى عقد اجتماع طارئ الخميس المقبل، لمناقشة المذكرة الرئاسية حول تفويض إرسال جنود إلى ليبيا. إلى ذلك، أعلن حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر حزب معارض في تركيا، الاثنين، معارضته مشروع قانون يسمح بنشر القوات التركية في ليبيا.
ولفت شنطوب، في نص الدعوة التي وجهها إلى النواب، إلى تلقي رئاسة البرلمان، الاثنين، مذكرة من رئاسة الجمهورية من أجل التفويض بإرسال قوات إلى ليبيا.
إلى ذلك، أعلن حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر حزب معارض في تركيا، الاثنين، معارضته مشروع قانون يسمح بنشر القوات التركية في ليبيا.
وقال أونال جاويك أوز، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، عقب اجتماع عقد في مقر الحزب بين وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو وزعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، إن خطوة إرسال قوات تركية إلى ليبيا ستؤدي إلى تفاقم الصراع في البلاد وتسبب بانتشاره في كل أرجاء المنطقة.
وأعرب أوز عن اعتقاده «أن تركيا يجب أن تعطي الأولوية للدبلوماسية، بدلاً من أن تكون طرفاً في حرب بالوكالة. ما يجري الإعداد له، سيؤدي إلى تدهور الوضع الحالي»، مؤكداً أن إرسال قوات إلى هناك في هذه الحالة سيزيد من آثار النزاعات في المنطقة ويسبب انتشارها.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي إنه استعرض مع كليجدار أوغلو، حيثيات مذكرة التفويض التي ستعرضها الحكومة التركية على البرلمان، من أجل إرسال قوات إلى ليبيا، شارحا أسباب الحاجة لاستصدار المذكرة، من حيث المصالح القومية للبلاد والتصدي للتهديدات التي تواجهها تركيا.
فيما وصف المتحدث باسم حزب الخير التركي المعارض، يافوز أغار أوغلو، قرار حكومة حزب العدالة والتنمية إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، بأنه أمر سلبي.
وفيما يتعلق بموقفهم الرسمي من التصويت على إرسال قوات من الجيش التركي إلى ليبيا، أوضح أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيحضر إلى البرلمان التركي ويقدم معلومات حول الأمر أمام رؤساء الأحزاب.
وفي سياق متصل، قالت مصادر إخبارية إن أنقرة تدرس إرسال مقاتلين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا. وأكدت مصادر تركية أن إرسال قوات عسكرية تركية لليبيا يأتي في إطار الدعم العسكري التركي المزمع لحكومة طرابلس التي تحوطها المشكلات.
إلى ذلك، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تأكيد موقف القاهرة الثابت تجاه الأزمة الليبية، مشدداً على ضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الجارة الغربية لمصر. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد خلاله الرئيس المصري ثوابت موقف بلاده الهادف إلى استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ودعم جهود مكافحة الإرهاب وتقويض نشاط الميليشيات المسلحة، وكذلك وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا التي من شأنها زيادة تفاقم الوضع.
وفي سياق آخر، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فكرة فرض حظر جوي على ليبيا، مشيراً إلى أن هذه المقترح يعيد إلى الأذهان تدخل الناتو في ليبيا في عام 2011.
وعلق لافروف على فكرة فرض الحظر الجوي التي طرحها، قبل أيام، رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، قائلاً «أما فكرة فرض حظر جوي فوق ليبيا فهي تعيد إلى الأذهان أموراً سيئة جداً، إذ شرع الناتو في قصف ليبيا بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي القرار المماثل تماماً، أي قرار فرض حظر جوي فوق ليبيا. والصلاحية الوحيدة التي صادق عليها مجلس الأمن هي صلاحية ضمان تطبيق نظام الحظر الجوي التي منحها للدول المعنية بالأمر».
وأكد لافروف أن مصلحة الشعب الليبي تتطلب وقف الأعمال القتالية وإعلان وقف دائم لإطلاق النار وبدء حوار يهدف إلى بلورة اتفاقات قابلة للتنفيذ.

غسان سلامة: اتفاق السراج وأردوغان «تصعيد» للنزاع
قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إن الاتفاقين العسكري والبحري الموقعين في 27 نوفمبر الماضي، بين حكومة الوفاق وتركيا، يشكلان «تصعيداً في النزاع» ويسهمان في «تسريع تدويله وتوسعه لا سيما إلى المجال البحري».
وقال سلامة في حديث مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن الاتفاقات التي وقعتها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج مع تركيا «تشكل تصعيداً للنزاع عبر توسيعه إلى مناطق بعيدة عن ليبيا، لا سيما ما يتعلق بالخلاف بين اليونانيين والأتراك حول ترسيم الحدود البحرية والذي يطرح مشاكل حادة».
وأضاف أن هذا الأمر «ساهم في تسريع تدويل النزاع، وتوسعه لا سيما إلى المجال البحري، وأيضاً في التصعيد العسكري بكل معنى الكلمة».
وتوقف سلامة عند تزايد «التدخل الخارجي» خلال الأسابيع الأخيرة في ليبيا، قائلاً «لقد خاب أملي، وأنا جد محبط، كون أي قرار لم يصدر عن مجلس الأمن يدعو إلى وقف لإطلاق النار، وذلك بعد تسعة أشهر من المعارك في طرابلس». ورأى أن هذا يؤدي إلى «تضاعف التدخلات الخارجية وازديادها خطورة».
وأعرب عن أسفه لعجز مجلس الأمن عن التوصل إلى قرار لوقف النار في ليبيا بعد تسعة أشهر من المعارك، وندد بتدويل الأزمة.

اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم لبحث الأوضاع في ليبيا
يعقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم «الثلاثاء» دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة العراق لاتخاذ موقف عربي موحد إزاء التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي والتي تهدد استقرار ليبيا والمنطقة. وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الأمانة العامة تلقت مذكرة من جمهورية مصر العربية تطلب فيها عقد اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، وقد تم تعميمها على الدول الأعضاء، وبعد المشاورات مع العراق رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة ومصر صاحبة الدعوة، تقرر عقد الاجتماع غداً.
وأضاف زكي أن مصر طلبت في مذكرتها بحث الأوضاع في ليبيا واحتمالات التصعيد التي تنذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة وسبل تسوية الأزمة على نحو شامل وتكامل من جميع جوانبها، بما يحافظ على موارد الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية وسيادتها ووحدة أراضيها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©