الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

جميلٌ أن نُبصِر

جميلٌ أن نُبصِر
30 ديسمبر 2019 01:35

هل نملك بصيرة ً نحتفظ في داخلها بالكثير من التفاصيل التي تَعنينا وتُشكّل وَعْينا وذاكرتنا وربما شخصياتنا، واختياراتنا كي نسترجعها وقت احتياج، ونؤوب إليها عند اختيار، بخاصة والأيام تطوي الأيام، والأعوام تصحب الأعوام إلى غير عودة، هل نحن قادرون ببصيرتنا على النفاذ إلى دواخلنا واستقرائها بالشكل الذي يمكننا من تجاوز عثراتنا، وخيباتنا، وإسقاطاتنا، وتحولاتنا، وأشياء كثيرة تنضوي داخل نفوسنا وما استطعنا تجاوزها رغم الوقت.
هل نستطيعُ ببصيرتنا حماية ما تبقى من أرواحنا التي أتعبتها المواقف، وأنهكتها ظروف الحياة بتعدد أشكالها فرحا، جُرحاً، في كل الحالات نحنُ نحملُ ذواتنا معنا بكل ما فيها من إنسانية وقيم وأخلاقيات، ومُثل عليا، أو هي معنا تسكننا حتى تتداخل مع تفاصيلنا وإن تضاءلت، حتى الأمكنة بما تحمل من عطر الوقت هي في دواخلنا ذاكرة مستدامة، في بصيرة قادرة على الاختراق والتمكُن، وتجاوز البصر نحو الوهج النابت في ضلع الأرض، ونحن عيلها وقوف أو سائرون.
ببَصيرتنا نستطيع تفكيك ما حولنا، حالات البشر المتغيّرة بحسب أمزجتهم وبصائرهم هم كذلك واحتياجاتهم التي لا نراها، لكننا نستشعر أي ألم يخلّفون بين جوانحنا حينما تُعمى بصائرهم فلا يرون إلاّ ذواتهم، وحينما نُغلقُ بصائرنا عليهم فلا نتقبلُ سواهم، كما هي حالاتنا في منازلنا في أعمالنا نحنُ نُبصرُ ما نحب لأن الحب حينئذٍ حقيقي خالص للروح من الداخل، متداخل معنا في حركاتنا وسكوننا، لذا في مرحلة ما تغيب فيها البصيرة لا نتقبل المكوث في مكان ٍأو قلبٍ غابت عنه بصيرته فلم يعُد يرانا.
الله سبحانه وتعالى يدعونا إلى أهمية أن نُبصر بأعماقنا، بإنسانيتنا، وأن نُعمل فكرنا كي لا يصدأ، وأن نكون قراءَ إيجابيين فالقراءة السلبية عواقبها وخيمة لأنها عندئذ تفصل الروح عن عمقها فتغدو القلوب صحراء جافة يهجرها المطر والحب. فَيَعْمَهَ الفِكْرُ وهُو الأهم.
من المهم لنا أن نبصرَ جيداً لكي نتجاوز ما هو خارج البصيرة، أن نحمدَ الله كثيرا ً أن الضوء في قلوبنا وأرواحنا قادرٌ على أن يقرأ بإنسانيته الحياة، والجمال، والأماكن، والأصدقاء بلون ٍ جديد في عام ٍ جديدٍ كل الأمنيات لكم بأن تكونوا فيه سُعداء، بُسطاء، شفَافين، مُحبين حقيقيين، وأوفياء، كل عام وبصائرنا في وضوحٍ وأمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©