عدد اليوم
هدى جاسم، وكالات
توقف الإنتاج في حقل الناصرية النفطي في جنوب العراق، أمس، بعدما قطع متظاهرون ضد الحكومة إمكانية الوصول إليه، فيما قتل متظاهر في ساحة الوثبة وسط بغداد، أثناء مواجهات بين محتجين وقوات مكافحة الشغب خلال مظاهرات خرجت ضد الأحزاب السياسية.
وانطلق المتظاهرون من ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد باتجاه مقرات حزبية، تنديداً بدور الأحزاب المعطّل للمسار السياسي في البلاد.
ويواصل المتظاهرون احتجاجهم بساحة كهرمانة في منطقة الكرادة رافعين شعارات مناهضة لأحزاب البلاد السياسية، كما خرجت مظاهرات مناهضة للأحزاب في محافظة البصرة جنوبي العراق.
وأغلق محتجون عراقيون الطريق المؤدية لميناء مدينة أم قصر في البصرة، مساء أمس الأول، وهو ما تسبب في تعطيل حركة الشاحنات الناقلة للبضائع والمشتقات النفطية.
إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية وأخرى نفطية في الناصرية، بأن هذه المرة الأولى التي يتوقف فيها الإنتاج في حقل نفطي في العراق منذ بدء التظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة في الأول من أكتوبر.
ويصل إنتاج حقل الناصرية الواقع على مسافة حوالى 300 كلم جنوب بغداد إلى مئة ألف برميل في اليوم عادة.
وتوقف الإنتاج صباح أمس، حين قام متظاهرون بقطع الطرق المؤدية إلى الحقل النفطي مطالبين بوظائف، بحسب مصادر في الشرطة.
وأكدت مصادر نفطية وقف الإنتاج، فيما رأى خبراء أن ذلك لن يكون له تأثير كبير على الإنتاج والصادرات إن لم يستمر طويلاً.
ولفت المسؤولون إلى أن المباني الإدارية التابعة للشركة الوطنية المشغلة للحقل مغلقة منذ خمسين يوماً في سياق حملة عصيان مدني تشل جزءاً كبيراً من جنوب العراق.
ويشهد العراق حركة احتجاجية مناهضة للحكومة مستمرة منذ ثلاثة أشهر، تتركز في العاصمة بغداد ومدن جنوبية عدة، حيث يقوم المتظاهرون باعتصامات تستهدف الطرقات الرئيسة والبنية التحتية الحكومية، بما في ذلك الحقول النفطية، في بلد يعتبر ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك.
والعراق هو خامس أكبر مصدر للنفط في العالم، ويصدر نحو 3.4 مليون برميل يومياً من ميناء البصرة.
وتعتمد الحكومة العراقية بشكل كامل تقريباً على عائدات النفط التي تشكل 90 في المئة من ميزانية البلاد، فيما أشار محللون إلى أن أي ضربة للصادرات قد تكون «كارثية» على البلاد.
ورغم الثروة النفطية الهائلة، يعيش واحد من بين خمسة أشخاص في العراق تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب 25 في المئة.
68 مختطفاً منذ انطلاق الاحتجاجات
كشفت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، أمس، عن اختطاف 68 متظاهراً منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية، في أكتوبر الماضي.
وقال أنس العزاوي، عضو مجلس المفوضية، في تصريح صحفي: «إن إجمالي عدد حالات الاختطاف في العراق في صفوف الناشطين والمتظاهرين، منذ انطلاق المظاهرات، بلغ 68 حالة اختطاف، تم إطلاق سراح 12 منهم، وما زال مصير 56 مختطفاً مجهولاً».
وأوضح، أن حالات الاغتيال في صفوف الناشطين والمتظاهرين بلغت 33 حالة، سبع حالات محاولات فاشلة.
وأكد العزاوي، أن حالات الاختطاف والاغتيال تتم خارج ساحات التظاهر، وتواصل القوات الأمنية عمليات البحث عن الفاعلين.
