الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعات وطنية تقتحم أسواق العالم بالجودة «القياسية»

صناعات وطنية تقتحم أسواق العالم بالجودة «القياسية»
27 ديسمبر 2019 00:59

حاتم فاروق (أبوظبي)

نجحت منتجات صناعية وطنية في اقتحام معظم أسواق العالم خلال فترة زمنية قياسية، وتمكنت من اعتلاء قائمة الصناعات المتقدمة في مختلف المناحي الصناعية، بعدما أسهمت الكفاءات الوطنية في رفع قدرتها التنافسية التي تعتمد بالأساس على أحدث التقنيات، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى أرقى المنتجات الصناعية، بحسب مديرين تنفيذيين في كبريات الشركات الصناعية بالدولة.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن جودة المنتج الصناعي الوطني جاءت متزامنة مع تسجيل الصناعة الوطنية نجاحات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لتصبح الإمارات أول دولة في العالم تخصص وزارة للذكاء الاصطناعي، وفي مقدمة البلدان التي تستخدم تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد على التحول الرقمي، واستخدام الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد.
وأكد هؤلاء أن المعايير الحكومية والمواصفات القياسية للمنتجات الصناعية المنتجة محلياً، جعلت من دولة الإمارات شريكاً أساسياً في تنظيم القمة العالمية للصناعة والتصنيع، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» والتي استضافتها إمارة أبوظبي للمرة الأولي عام 2017، فيما نجحت الإمارات في تنظيم الدورة الثانية في روسيا العام الجاري، ويتم في الوقت الراهن تنظيم الدورة الثالثة للقمة في مدينة هانوفر الألمانية أبريل المقبل.

كيانات دولية
وقال عبدالله بن جاسم كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، إن الشركة احتلت صدارة الكيانات العالمية في إنتاج الألمنيوم عالي الجودة، لتصبح أول شركة صناعية إماراتية ترخص تقنياتها الصناعية على المستوى الدولي، بعد توقيع اتفاقية الترخيص لخط الصهر السادس لشركة ألمنيوم البحرين «ألبا».
وأكد كلبان أن «الإمارات العالمية للألمنيوم» وضعت الابتكار على قائمة أولوياتها على مدار أكثر من 25 عاماً، حيث صنفت تقنيات الشركة ضمن أكثر التقنيات كفاءة وتنافسية في صناعة الألمنيوم في العالم، وهو ما جعل منتجات الشركة تتواجد بقوة بالأسواق العالمية وفي مقدمتها السوق الأميركي.
وأضاف أنه وبعد مرور أربعة عقود من انطلاق العمليات الإنتاجية، يلبي إنتاج الشركة احتياجات أكثر من 350 عميلاً في 50 دولة حول العالم، منها أميركا الشمالية وآسيا والمحيط الهادي وأوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال: «تحقق الشركة وقطاع الألمنيوم نحو 20 مليار درهم للاقتصاد الوطني، وهو ما يمثل 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة».

فرص وظيفية
وأشار كلبان إلى أن قطاع الألمنيوم نجح في توفير نحو 61 ألف وظيفة في جميع أنحاء دولة الإمارات، بما يمثل 1% من جميع الوظائف في الدولة، حيث يعمل 1 من كل 100 شخص يعمل في دولة الإمارات في قطاع الألمنيوم أو سلسلة التوريد، أو من خلال الأجور التي يتم إنفاقها من قبل موظفي القطاع، مؤكداً أن منتجات الألمنيوم تعد في الوقت الراهن من أكبر الصادرات الإماراتية بعد النفط والغاز، كما أسهمت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في جعل دولة الإمارات خامس أكبر دولة منتجة للألمنيوم في العالم.
وفي ما يتعلق بخطط الشركة للتوسع في الأسواق العالمية، قال: تركيزنا لا ينصب على دخول مناطق جغرافية جديدة، فمنتجات العالمية للألمنيوم منتشرة جغرافياً بالفعل بشكل جيد، حيث نعكف حالياً على تلبية احتياجات العملاء الحاليين والعمل على إيجاد عملاء جدد أينما كانوا، بعدما تمكنا بفضل القيمة المضافة التي تحققها منتجاتنا لعملائنا، في الاحتفاظ بالعملاء على المدى الطويل.
وأوضح عبد الله بن جاسم كلبان أن أكثر من 75% من العملاء يشترون احتياجاتهم من الألمنيوم من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم لأكثر من 10 سنوات، وفي الوقت نفسه، لديها قاعدة عملاء متنوعة، فلا يوجد عميل واحد يسهم بأكثر من 4% من الإيرادات.

سمعة عالمية
من جانبه، قال محمد المطوع الرئيس التنفيذي لشركة دوكاب: «تجاوزت الكميات المصدرة 60% من إجمالي إنتاجها من الكلابات ومنتجات النحاس والألمنيوم، إلى أسواق 30 دولة حول العالم».
وقال المطوع لـ«الاتحاد» إن منتجات «دوكاب» تتمتع بسمعة عالمية، نظراً لجودة المنتجات التي تتوافق مع أعلى معايير الجودة والمطابقة، منوهاً بأن إنتاج «دوكاب» السنوي بلغ حالياً أكثر من 10 ملايين كيلومتر من الكابلات ونحو 160 ألف طن من النحاس و50 ألف طن من الألمنيوم، فيما بلغ حجم المبيعات قرابة 30% من الإنتاج الإجمالي، متوقعاً لهذه النسبة أن ترتفع بمعدل يتراوح بين 7 و8% خلال العام المقبل.
وأضاف المطوع أن «دوكاب» تفتخر بدعم مبدأ «القيمة المحلية المضافة» من خلال الإسهام المباشر في عمليات شراء المنتجات والخدمات من مصادر محلية، نظراً لسرعة توريد الكابلات مقارنة بالاستيراد من الخارج، مؤكداً أن «دوكاب» تمتلك القدرة على تصميم منتجات جديدة بمواصفات فريدة تتماشى مع المعايير العالمية مثل كابلات NuBICC وكابلات PetroBICC والموصلات العلوية، وبالتالي المساهمة في توفير مزايا تجارية وقيمة أكثر استدامة للدولة.
وأضاف: «نحن فخورون بدعم هذا المبدأ إلى جانب عملائنا المميزين مثل مجموعة أدنوك. وتسهم مشاركتنا في برنامج القيمة المحلية المضافة في تعزيز مستويات السهولة والأمان وكفاءة التكاليف في مجال توفير الطاقة في دولة الإمارات، كما أن كافة عمليات تصميم وإنتاج كابلات (دوكاب) تجري داخل الدولة، مما يسهم في الحد من حاجة الشركات للاعتماد على الموردين الخارجيين للحصول على كابلات الطاقة التي يحتاجونها».
وأشار المطوع إلى أن «دوكاب» تواظب باستمرار على استكشاف المزيد من فرص النمو عبر الشراكات الحالية والجديدة، لافتاً في هذا الصدد إلى أن الشركة تخوض حالياً محادثات مع عملاء في عدة مناطق جغرافية جديدة، وذلك بهدف تعزيز حضورنا في أسواق جديدة، بالتزامن مع طرحها لخطوط إنتاج جديدة من الكابلات والمعادن.
وحول أهم الأسس والمعايير التي اعتمدت عليها الشركة في تعزيز مكانتها الرائدة، قال الرئيس التنفيذي إن الشركة اعتمدت على ركائز رئيسة يتقدمها الجودة العالمية، حيث تفخر «دوكاب» بتوفير مجموعة منتجات مضمونة الجودة تلتزم بأرقي المعايير العالمية، مؤكداً أن جميع مصانع الشركة حاصلة على اعتماد الآيزو 9001.
وقال: كما اعتمدت الشركة على إنتاج منتجات متخصصة، حيث نشهد اليوم نمواً في الطلب على الكابلات والخدمات ذات التطبيقات المخصصة مع التركيز على مصادر الطاقة النظيفة.

مركز الصدارة
بدوره، أكد المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بكونها رافداً استراتيجياً ولاعباً مؤثراً في قطاع الحديد والصلب على مستوى المنطقة، وهو ما أهلها لتتبوأ خلال السنوات الماضية مراكز الصدارة والريادة في مختلف المجالات التشغيلية، والابتكارية والبيئية، والصناعية، على مستوى القطاع، مستفيدة من الإمكانات الواعدة التي أسهمت في دعم المشاريع الاستراتيجية، سواء كانت إنشائية أو صناعية، وفق أعلى مستويات الجودة.

صادرات عالمية
أشار الرميثي إلى أن «حديد الإمارات» استطاعت من خلال خططها التشغيلية وعملياتها أن تواصل جهودها لتعزيز قدرات إنتاج وصناعة الحديد والصلب في دولة الإمارات، والترويج لها على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، كما تواصل دعم نمو القطاع الإقليمي، والترويج لمنتجاته وخدماته وحلوله في جميع أنحاء العالم، من خلال تصدير منتجات الحديد والصلب التي يجري تصنيعها في أبوظبي لعملائها في 40 دولة، وتشكل ما نسبته 20% من إجمالي مبيعات الشركة البالغة 3.1 مليون طن، في وقت حافظت الشركة خلاله على حصة 60% من السوق المحلية.
واستكمل: تُعد «حديد الإمارات» أول مصنع في المنطقة يسلّم منتجات الصلب المصنعة بالكامل إلى دول أميركا الشمالية والجنوبية، لتصنّف حالياً من بين أكبر 4 مصنعين عالميين للألواح الارتكازية، كما تتمتع الشركة بمكانة رائدة على المستوى الإقليمي، بوصفها الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تنتج بنى هيكلية ضخمة ذات درجات صلابة مرتفعة لاستخدامها في قطاعي البناء والهندسة.

اعتراف دولي
قال المهندس سعيد الرميثي إن حديد الإمارات تعمل باستمرار على تخفيف الآثار البيئية لصناعاتها، حتى حصلت على وثيقة عضوية «كلايمت أكشن» من منظمة الحديد والصلب العالمية، تقديراً لجهودها في الحد من الأثر السلبي لأنشطتها على المناخ. وتمثّل شراكتها الأخيرة مع شركات إدارة المخلفات الصناعية لإعادة تدوير نفايات المصنع، بما في ذلك الخبث والغبار المعدني، إلى منتجات مفيدة لصناعات الإسمنت والخرسانات، دليلاً على النهج التعاوني الذي تتبعه لتعزيز استدامة مصنعها.
وأكد الرميثي أن «حديد الإمارات» تنظر بجدية كبيرة إلى الالتزام في مجال تعزيز الاستدامة البيئية في مختلف مجالات عمل الشركة، وهو ما أهلها للحصول على عضوية برنامج المناخ العالمي لدى منظمة الحديد والصلب العالمية «ورلد ستيل». كما حصلت الشركة على شهادة تقدير، على مدار الأعوام الستة الماضية، من المنظمة لمشاركتها في برنامج جمع البيانات حول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأضاف الرميثي أن نظام الإدارة المتكامل في حديد الإمارات، حاز على شهادة برنامج المواصفات البريطانية «كيرز» لحديد التسليح الفولاذي المستدام، وشهادة BES 6001 الخاصة بالشراء المسؤول لمنتجات البناء والتشييد من الموردين الخارجيين.
ويساعد استخدام منتجات «حديد الإمارات» العملاء ومطوري المنتجات على تلبية متطلبات تصنيف المباني الخضراء المحلية والدولية لمنتجات الحديد والصلب.

إسماعيل عبد الله: تسليم أجزاء هياكل الطائرات وفق أرقى معايير التصنيع العالمية
قال إسماعيل عبد الله، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا لتصنيع أجزاء وهياكل الطائرات، إن رؤيتنا تتمثل في أن نكون الشركة الرائدة في قطاع تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة المتطورة، والشريك المفضل لدى عملائها، مما يمكنها من قيادة التحول في صناعة الطيران العالمية لإمارة أبوظبي، وتحقيق عوائد مستدامة لمساهميها.
وأضاف: «تعتبر ستراتا من الشركات الوطنية الناشطة في مجال صناعة الطيران، تجسيداً مباشراً لرؤية القيادة الرشيدة التي عبرت عنها رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة، تلعب فيه الكوادر الوطنية المؤهلة دوراً محورياً»، متطلعاً بأن تعزز ستراتا شعار (صنع بفخر في دولة الإمارات) حول العالم».
وأوضح أنه وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية، استطاعت ’ستراتا‘ تكريس موقعها في سلاسل القيمة العالمية لقطاع صناعة الطيران كأحد الموردين الرئيسيين لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية، إذ سلّمت «ستراتا» منذ عام 2009 أكثر من 3 آلاف شُحنة مكونة من 50 ألف قطعة من أجزاء هياكل الطائرات المصنّعة لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية.
وأشار عبد الله إلى أن «ستراتا» حرصت منذ بدء عملياتها على تسليم أجزاء هياكل الطائرات وفق أرقى معايير التصنيع العالمية، بما يعكس تنافسية القطاع الصناعي في الدولة على المستوى العالمي، مؤكداً مدى حرص «ستراتا» على توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتي أصبحت دفعةً كبيرة للشركة نحو آفاق جديدة في عمليات التصنيع، حيث تعمل الشركة على توظيف تقنيات مثل التصنيع الذكي والطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي.
وقال: «تلعب وحدة الأبحاث والتطوير في ستراتا دوراً محورياً في تعزيز الكفاءات الفنية، من خلال التركيز على عددٍ من المشاريع المتميزة التي ترسّخ مكانة الشركة وقدرتها على المنافسة على المستوى العالمي. وتركز الوحدة على عدد من المشاريع تتمحور حول تكنولوجيا التصنيع الرقمي والروبوتات».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©