الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«خلوة» مباركة

«خلوة» مباركة
27 ديسمبر 2019 00:02

راقتني كثيراً المبادرة المبتكرة التي أطلقها الشيخ راشد بن حمد النعيمي رئيس اللجنة الانتقالية لاتحاد الكرة، والتي اصطلح عليها «الخلوة الإستراتيجية»، خلوة يراد منها تفعيل واحدة من القيم التي تقوم عليها الحوكمة الجيدة، ألا وهي الوصول لأعلى مستوى من التشاركية ومن تقاسم الأفكار والرؤى، بهدف صياغة منظومة جماعية جديدة تخترق بكرة القدم الإماراتية مدارات الخوف والشك والارتداد التي تسحب إليها مكرهة، كلما تغممت السماء بسحب الهزائم والإقصاءات، منظومة يكون فيها مجال العمل الجماعي فسيحاً، ويشعر كل الفاعلين والمتدخلين في المشهد الكروي الإماراتي، أنهم معنيون باشتغالها على النحو الذي يقود للنجاحات ويحقق الانتصارات.
وإبداع هذا الشكل المتقدم من الحوار الذي لا يقصي أحداً، هو ما يجعلني مطمئناً من أن الأرضية خصبة لإنبات المبادرات والبدائل، فالإمارات التي جعلت بفضل قادتها ومبدعيها، المستحيل هواء يستنشق كل يوم، لا يمكن أن تعدم لا الإرادة ولا القدرة على الحفر بالأنامل في الصخر لجعل ماء الأمل ينهمر كالشلال، وبالتالي فأنا أتوقع أن تكون «الخلوة» بسمو مراميها ومضامينها، جواز سفر جديداً للإبداع الإماراتي إلى دول الجوار، وأيضاً آلية لصناعة مستقبل الكرة الإماراتية بشكل جماعي، ومتى كان المبتكر جماعياً متى قيد له أن يعيش، ومتى عاش طويلاً، متى ضاقت أمامه هوامش الخطأ وكبرت فسحة الأمل والعمل.
إن «الخلوة» التي تطلقها اللجنة الانتقالية للاتحاد الإماراتي، ستكون بحسب ما استقيته من تعريفات بليغة قدمها الشيخ راشد بن حمد النعيمي، فضاء للإنصات بعمق وبمسؤولية أيضاً، إلى نبض الشارع الرياضي الإماراتي، فلطالما أقصينا بسابق حكم ظالم، من صناعة الاستراتيجيات الكبرى، صناع الفرجة الذين هم اللاعبون، والجماهير التي من دونها لن تكون هناك قيمة لأي عرض كروي، كما أننا بالغنا في أزمنة كثيرة، في الاحتكام إلى تجارب أجنبية من دون أدنى تكييف أو مطابقة، وأيضاً في صناعة هذه الاستراتيجيات في الغرف المغلقة.
إن «الخلوة الإستراتيجية» تلك، ستخصب الحوار والتفكير الجماعيين، وستفتح العيون على كثير من الحقائق المهملة، وستعرف اللجنة الانتقالية على أشياء محظورة كنا نصطلح عليه بالخفي الأعظم، وفي النهاية ستنتج هذه «الخلوة» عصفاً ذهنياً تتمخض عنه الكثير من الأفكار في مختلف أضلاع الاشتغال الكروي داخل النوادي كما داخل اتحاد الكرة، أفكار ستكون مساعدة على بلورة منظومة عمل جديدة يفخر كل الإماراتيين أنهم ساهموا في إبداعها، والمؤكد أن من يصنع شيئاً يتعلق به ولا يفرط فيه.
هذه أبواب النقاش شرعت على مصراعيها لكل أبناء الإمارات ولكل الغيورين على كرتها ورياضتها، ولن يبقى بعد ذلك عذر لمن يملك رأياً لكتابة مستقبل جديد للكرة الإماراتية، ويدفنه في تراب الإهمال واللامبالاة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©