الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبو الغيط: «الربيع العربي» دمر دولاً

أبو الغيط: «الربيع العربي» دمر دولاً
26 ديسمبر 2019 00:58

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أشاد معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بنهج دولة الإمارات العربية المتحدة في السعي إلى امتلاك ناصية العلوم والتكنولوجيا، وتجاوزها التفكير التقليدي في التعامل مع التحديات، مؤكّداً أنها تشكّل مثالاً متميّزاً ونموذجاً يحتذى به في التفكير خارج الصندوق، والجرأة في تبني الطموحات المستقبلية.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي، صباح أمس، بعنوان «العالم العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية»، تناول فيها التحديات التي تواجه المنطقة العربية، مسلطاً الضوء على التطور التكنولوجي ودوره في تهديد أمن المجتمعات، والهجرة، والتغير المناخي وتأثيره على المجتمعات العربية.
واستعرض معاليه التطورات الجارية في العلاقات الدولية وفي النظام الدولي، حيث يمر العالم بمرحلة تغيير عميق، تحركها تحولات كبرى على صعيد الاقتصاد والتكنولوجيا والديموغرافيا، وغير ذلك من العوامل. وفي الوقت الذي تتزايد فيه الشبكات العالمية تعقيداً، وتتصاعد المخاطر والتهديدات، يتعرض النظام العالمي الذي ظهر عقب الحرب العالمية الثانية لتآكل ملحوظ، وتعاني مؤسساته ظاهرتَي التراجع وانعدام الفاعلية والمصداقية؛ وتعكس هذه التغيرات تحولات أعمق في موازين القوى العالمية، وتصاعداً ملحوظاً في حدة المنافسة بين القوى الكبرى.
وتطرق أبو الغيط في حديثه، إلى أهم المتغيرات التي تتسبب بتزايد حالة انعدام اليقين على المسرح الدولي، وتدفع التفاعلات العالمية في اتجاهات يصعب التنبؤ بمآلاتها، خاصة مع تزايد تأثير عناصر الاضطراب في البيئة الدولية؛ مثل: الأزمات المالية، والهجرة، والتطورات التكنولوجية، والتغير المناخي، وغيرها.
وقال: «إن إدراك المتغيرات وقراءتها بشكل سليم وعلمي هو الأساس الذي يجب أن تستند إليه الدول العربية في سعيها إلى تحقيق مصالحها على الصعيدين الجمعي والفردي، الأمر الذي يتطلّب منها رصداً دقيقاً لما يدور على الساحة العالمية، وما يطرأ عليها من متغيرات، ومن ثمّ مناقشتها بشكل معمّق للخروج بتصورات وسيناريوهات مستقبلية، مع الحرص على عدم الجزم والاعتماد على تصور محدد والاستعداد الدائم للتعامل مع المتغيرات التي قد تكون غير متوقعة في كثير من الأحيان»، لافتاً أن الصعوبة التي تكتنف عملية التنبؤ بالتوجهات المستقبلية العالمية تعود إلى كثرة المتغيرات التي تؤثر فيها.

وضع المنطقة العربية
وأشار معاليه إلى أن التغيرات المتسارعة في المشهد الدولي تزيد من صعوبة التنبؤ بالمستقبل، ممثلاً على ذلك بانتهاء ما سماه (لحظة الأحادية الأميركية) التي تتمثل في التراجع الكبير في هيمنة الولايات المتحدة على العالم نتيجة التغيرات العميقة التي تحدث على صعيدها الداخلي، والتي تدفعها إلى التخلي عن زعامة العالم، وبزوغ قوى صاعدة مثل الصين التي تمتلك مقومات هائلة تؤهلها لمنافسة الولايات المتحدة، بل والتفوق عليها في الكثير من المجالات على الصعيدين الاقتصادي والتكنولوجي في المستقبل القريب.
وقال إن المنطقة العربية تعيش وضعاً صعباً في ظل المتغيرات العالمية، يتطلّب من دولها العمل على استعادة أمنها الجماعي والاتفاق على أولوياتها في هذا المجال، لافتاً النظر إلى وجود مصادر أساسية للخطر الذي يهدد الأمن القومي العربي، وهي: السياسات ومحاولات الهيمنة والأطماع الإيرانية والتركية والإسرائيلية، داعياً العرب إلى أن يكونوا أكثر جرأة في التفكير بحلول نوعية تحفظ أمنهم القومي.

مخاطر التكنولوجيا
وتابع معاليه: «ثمة بعد آخر وهو الذكاء الاصطناعي واستخدامه وتأثيره على الإنسان، وهناك نسب عالية جداً من ملايين العاملين في مختلف العالم يمكن أن يفقدوا وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي وتأثير ذلك على توازن المجتمعات»، مؤكداً «اليوم يتم رصد قلق متنام بين الطبقة الوسطى من أثر هذه التكنولوجيا، ويترجم هذا القلق في صورة تصاعد الموجات الشعبوية، خاصة أنها تقترب إلى حالة أقرب من عدم الرضا بين الطبقات الوسطى على مستوى العالم، وهذه هي الحالة التي سببت الأوضاع في دولة مثل تشيلي، وهي متقدمة للغاية وتطبق الاقتصاد الحر، ودولة مثل فرنسا التي تظاهر فيها أصحاب السترات الصفراء».
وأضاف «هناك باعث آخر للقلق، ولكن بصورة أشد هو تأثير التكنولوجيا على الاقتصاد والتماسك الاجتماعي واستقرار هذه الدول، وهذه التكنولوجيا قادرة علي استهداف الجماهير وتشكيل الوعي العام»، مشيراً إلى «أن وسائل التواصل الاجتماعي تثير القلق الشديد لدى الإنسان».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©