عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، ولن يهدأ له بال حتى تحقيق العدالة. جاء ذلك خلال مشاركته أمس في تدشين شارع الشهيد محمد هاشم مطر «الإنقاذ سابقاً» في الخرطوم بحري، وأشار إلى أن الحكومة السودانية تعتزم تخليد ذكرى كل الشهداء بإطلاق أسمائهم على المرافق العامة والمدارس والشوارع.
وقال حمدوك، في كلمة، إن الشهداء هم من جعلوا تحقيق شعارات الثورة أمراً ممكناً، وبدأنا في تحقيق السلام والعدالة، ولن يهدأ لنا بال حتى نتأكد تماماً أن كل مجرم وكل من اقترف جرائم الحرب والإبادة الجماعية، تحققت بشأنه العدالة.
وأضاف: «شكلنا لجاناً، وأجرينا تعديلات في الجهاز القضائي، وسنعمل مع بعضنا بعضاً لتحقيق العدالة التي لن نقبل إلا أن ترضيكم تماماً. وقال إنه ستتم إعادة تسمية الشوارع والمدارس والمستشفيات بأسماء الشهداء تخليداً لذكراهم.
ووجّه حمدوك التهنئة للمسيحيين في السودان وفي جميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الميلاد، وأكد أن السودان بعد الثورة يحترم التنوع، ويمكن جميع المواطنين السودانيين من ممارسة حياتهم في بيئة آمنة.
يأتي ذلك في وقت جابت مظاهرات شارك فيها الآلاف في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم أمس للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة، ومعالجة المشكلات الاقتصادية في السودان.
واعترضت قوات الشرطة والجيش المتظاهرين ومنعتهم من دخول حرم القصر الجمهوري. كما تظاهر الآلاف أمام حدائق الشهداء على مقربة من القصر الجمهوري. وهنأ الثوار المسيحيين بعيد الكريسماس، ووقفت المواكب أمام الكنيسة المطلة على شارع القصر الجمهوري، واتجهت المواكب بعدها إلى مجلس الوزراء، ومنها إلى قاعة الصداقة، حيث خاطب رئيس الوزراء السوداني الثوار والشعب السوداني.
وبالتزامن مع ذلك، احتفل السودانيون بعيد الكريسماس الذي أصبح عطلة رسمية لأول مرة منذ تسع سنوات، حيث ألغت حكومة الرئيس المعزول عمر البشير هذه العطلة للاحتفال بالكريسماس بعد انفصال جنوب السودان عام 2011.
على صعيد آخر، أصدرت نيابة المال العام في ولاية البحر الأحمر أمراً بالقبض على محمد طاهر أيلا، آخر رئيس وزراء في نظام البشير، للتحقيق معه في تهم فساد مالي.
وفي الوقت ذاته، أخطرت المحكمة الجنائية الدولية الحكومة السودانية أن وفدها سيزور السودان من أجل إكمال الترتيبات الخاصة بتسليم مرتكبي الجرائم الدولية، الرئيس المعزول عمر البشير، وقيادات نظامه عبد الرحيم حسين وأحمد هارون وغيرهم.
وقالت مصادر سودانية، إن المحكمة الجنائية طالبت المدعي العام في السودان بالسماح لفريق من المحققين التابعين لها بزيارة السودان.
