عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
بينما أخذ استخدام الفحم لتوليد الكهرباء في أميركا في التراجع، بدأت الطاقة المتجددة في الانتعاش وإحكام قبضتها على الريادة بحلول عام 2021. لكن ربما يتأثر ذلك التوازن بعوامل يصعب التنبؤ بها مثل، حالات الطقس والتغييرات التي تطرأ على السياسات العامة. وفي نوفمبر الماضي، تم إغلاق اثنين من أكبر ثلاث محطات توليد الكهرباء بالفحم في أميركا، بمنطقة نافاجو في شمال شرق ولاية أريزونا بسعة 2,250 ميجا واط وبروس مانسفيلد غربي بنسلفانيا بسعة 2,490 ميجاواط، حسب موقع «أويل برايس».
ويعكس إغلاق المحطتين الكبيرتين، إعادة التشكيل السريعة لقطاع توليد الكهرباء في أميركا. وكنتيجة لعمليات الإغلاق هذه وغيرها، يرى معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، أنه من المرجح إغلاق محطات أخرى لتوليد الكهرباء بالفحم، بسعة 24 ألف ميجاواط، في الفترة من 2019 إلى 2021، بينما تتوقع إدارة معلومات الطاقة، تراجع حصة الفحم في سوق توليد الكهرباء، بنسبة 25% خلال العام الجاري، مقارنة مع 28% في 2018، مع الاستمرار في التراجع في 2020 لما يقل عن 22%.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة، من المتوقع تراجع توليد الكهرباء بالفحم لنحو 993 مليار كيلوواط في الساعة في 2019، دون 1000 مليار لأول مرة منذ 40 سنة. ويشكل هذا التقدير، تراجعا قدره 12,7% عن السنة الماضية، مع توقعات بالمزيد منه لنحو 13,4% في 2020، ما يعني انخفاض إنتاج الفحم لتلك السنة إلى 860 مليار كيلوواط في الساعة.
وفي غضون ذلك، أضافت الطاقة المتجددة، المزيد من الحصة السوقية خلال الخمس سنوات الماضية والتي تتضمن الكتلة والطاقة الحرارية الأرضية والمائية والرياح والشمسية. وتتوقع الإدارة، إنتاج هذه المصادر مجتمعة، لنحو 712,5 مليار كيلوواط في الساعة خلال العام الجاري، بزيادة تناهز 40% بالمقارنة مع 2015، عندما كان إنتاج الطاقة المتجددة، لا يتعدى سوى 525 مليار كيلوواط في الساعة. كما ترجح الإدارة، نمواً واضحاً في الطاقة المتجددة خلال العام المقبل، خصوصاً قطاعي الرياح والشمسية، ليزيد إجمالي الإنتاج عن 784 مليار كيلوواط في الساعة.
كما أنه من المتوقع، نمو الطاقة الشمسية للمرافق بنحو 19% وللمنازل 21%، بينما تسجل طاقة الرياح نمواً قدره 10,8%. وتشير البيانات الواردة من إدارة معلومات الطاقة، لموجة جديدة من سعة طاقة الرياح والشمسية قيد التطوير. وتقدر الإدارة، نمو الطاقة الشمسية للمرافق، لما يزيد على 50 جيجا واط عند نهاية 2020، من واقع 31,5 جيجاواط في 2018، في حين ترتفع سعة التوليد للألواح المثبتة على أسطح المنازل، لنحو 28,6 جيجا واط بنهاية 2020، مقارنة مع 19,5 جيجا واط في 2018.
وعلى صعيد طاقة الرياح، تتوقع الإدارة، بلوغ سعتها 122 جيجاواط في 2020، من 94,2 جيجا واط في 2018. وتؤكد الرابطة الأميركية لطاقة الرياح، ارتفاع سعة طاقة الرياح، لنحو 100 جيجا واط خلال النصف الأول من العام الجاري، بجانب 22,6 جيجا واط قيد الإنشاء.
وبإضافة السعة المولدة من الموارد الأخرى للطاقة المتجددة من مائية وحرارية أرضية وكتلة، من المرجح تسجيلها لرقم قياسي قدره 845 مليار كيلوواط في الساعة في 2021، مقارنة مع سعة المحطات العاملة بالفحم، التي من المتوقع بلوغها 800 مليار كيلو واط في الساعة.
ورغم تحوطات العديد من الخبراء، بأنه ربما يترتب على الطاقة المتجددة الانتظار لعدة سنوات حتى تتغلب على الفحم، إلا أن البيانات الواردة، تعكس وبوضوح حدوث ذلك بالفعل، حيث لا يوجد ما يفند ادعاء تفوق الطاقة المتجددة على الفحم.
