السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد في القلوب

خالد في القلوب
7 أغسطس 2012
تمضي السنون، وتتعاقب الأيام والليالي، على رحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويظل زايد خالدا باقياً ومتربعاً في قلوب تخفق له حباً ووفاء وإخلاصاً، فكل حبة رمل على امتداد أرض الإمارات الغالية تشهد لزايد، وفي كل زاوية من زوايا صرحها الشامخ تشهد له، صرح شاهد بالحلم والحكمة، والعمل الدؤوب والسهر على كل محطاته، نسج بالحب والتآلف والتراحم رابطة لا تنفصم عراها بأبناء هذا الوطن الغالي ليجعل بهم ومعهم الإمارات دانة تتلألأ عزاً وفخراً وإنجازاً، وتسمو مجداً بين الأمم والشعوب والبلدان. غرس حب البذل والعطاء والإيثار فيهم ليشيد بهم ومعهم بنيانا أضحى واحة أمن وأمان ورخاء وازدهار، تهفو إليه الأفئدة من مشارق الأرض ومغاربها تتفيأ بظلالها وسط مدلهمات الأحوال وصروف الدهر وتقلبات الأزمان. ويبسط بكرمه جود وخير الإمارات لشعوب المعمورة كافة. رجل قلما يجود بمثله الزمان، وقد ارتبط اسمه باسم البلاد، فحين ُتذكر الإمارات، تذكر بأجمل أسمائها” بلد زايد الخير”، وعندما يذكر أبناؤها في منصات التتويج والتكريم و ميادين الإنجاز المتميز، يشار إليهم بالبنان بأزهى الأوصاف وتعابير التقدير” أبناء زايد الخير”. رجل شهد له البشر، وتجلى بعمله الحجر، بعد أن صاغ بحكمته نموذجاً فذاً من نماذج بناء الأوطان، وضع الإنسان في بؤرة كل اهتمام لتتمحور حوله كل خطط وبرامج الرعاية الشاملة المتكاملة من المهد إلى اللحد. أمتلك رؤى سبق بها عصره، وهو ينثر دور العلم في ربوع الوطن، ويروي الأرض العطشى بمنجزات جعلت من فيها أكثر ارتباطاً بها، وودعوا وللأبد سنوات العزلة والحرمان، وثبت أقدامهم على درب مضيء، يتطلعون فيه دوما إلى الغد الآمن المستقر، تعلموا منه البذل والعطاء و بأن لا شيء مخلد إلا العمل للوطن، دون سواه. رحل عنا زايد ولكنه معنا في كل لحظة أينما شخص المرء ببصره في ربوع الإمارات، يجد عند كل زاوية من زوايا كل صرح فيها شاهداً على حكمته وإخلاصه، فقد أرسى نهجاً راسخاً واضحاً، قويا متينا رغم بساطته، السطر الأول والأخير منه الإنسان ثم الإنسان، فهو المبتدأ والمنتهى، بقناعة ثابتة بأن نهضة الأمم تقوم بسواعد أبنائها وبناتها. ولتصبح به الإمارات ومعه حصنا يفيض خيراً و عطاءً للمواطن وعونا للشقيق والصديق. رحل زايد عن دنيانا، مطمئنا قرير العين، بعد أن استودع الأمانة خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليواصل الإبحار بسفينة إنجازات الإمارات نحو المزيد والمزيد لأجل خير ورفاهية المواطن وتقدمها وازدهارها. وتمضي الإمارات بقيادته بثقة واقتدار في رحاب” التمكين” نحو آفاق غير مسبوقة، أبهرت العالم، بإنجازات وإبداعات رجال نهلوا من مدرسة زايد، وساروا على دربه في تطويع المستحيل وأصعب الظروف وأعقد المواقف. إن الوفاء لـ «زايد الوفاء» التزام ودين في عنق كل مواطن، وفاء والتزام بالمحافظة على قوة بنيان الإمارات، وفاء والتزام يتجسد بالإخلاص لنهج زايد والعمل على ترسيخه كل في مجاله، التزام هو أبلغ صور الانتماء للوطن والولاء لقائد الوطن. واللهم أرحم زايد رحمة واسعة .. وبارك لنا في خليفة وإخوانه.. واحفظ الإمارات في عز وشموخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©