عدد اليوم
خولة علي (دبي)
رحلة افتراضية إلى الكوكب الأحمر، يعيش أجواءها أطفال مركز الجليلة لثقافة الطفل، عبر المخيم الشتوي «حلم المريخ» الذي انطلق مؤخراً ويستمر حتى 26 من الشهر الجاري، وهذه الرحلة الشيقة والمفيدة لا تخلو من المتعة، بما فيها من برامج وأنشطة مختلفة تدور محاورها حول المريخ المحطة المقبلة لمسبار الأمل، ورغبة في إثراء عقول الأطفال وخيالهم في كيفية قراءة تفاصيل الفضاء الخارجي والإبحار في عالمه، وبالتحديد الكوكب الأحمر، من خلال عدة مفاهيم فنية متنوعة، تعطي للأطفال جرعة معلوماتية وتثري خيالهم في البحث والاستكشاف لتعانق طموحهم.
وعلى وقع الترانيم والأنغام الموسيقية، الشجية، انطلق الأطفال في محاكاة لغة لا تعرف الحدود لما تتمتع بها من طاقة مستمرة لا تنتهي، حيث يقول مدرب الموسيقى فراس رضا: حياتنا كلها غارقة في بحر من الإيقاع لا ينقطع هديره، فالكون من حولنا تدور ظواهره في إيقاع منتظم، في حركة الأفلاك، وظهور النجوم والكواكب واختفاؤها، والنبض الكوني الذي لا يتوقف، فمن خلال الموسيقى أردنا أن نخلق عالماً من خيال، لنحفز الأطفال على تخيل الكوكب الأحمر الذي كثيراً ما سمعوا به، وبشهرته دون الكواكب الأخرى، فتحت عنوان «صوت الحلم وصدى الفضاء»، يتعلم الأطفال أساسيات العزف ويتم تدريبهم على عمل موسيقي مبتكر يحاكي فكرة الحلم نحو المريخ، ومن خلال هذا يستكشف الصغار عناصر جديدة تساهم في بناء أفكارهم الموسيقية باستخدام آلات موسيقية وآلات مدمجة وأجهزة لوحية، لبناء عمل موسيقي يشبه أحلامهم وكأنها رسائل موسيقية صوتية تنطلق من الأرض نحو الفضاء الفسيح، لتحمل بداخلها أفكار الأطفال وأحلامهم وضحكاتهم. وفي المقابل، يعمل الأطفال على التقاط تلك الرسائل الموسيقية الصوتية ويعيدون تركيبها وصياغتها من جديد ثم إرسالها إلى الأرض، ليبدو العمل الموسيقي وكأنه حوار بين حلم الأرض والفضاء الشاسع الملهم.
ويتابع رضا، قائلاً: المقطوعة الموسيقية خلقت لتستمع إليها وتحلّق معها في خيالك إلى عالم آخر، لتلامس مشاعرك الداخلية العميقة، وهي كانت وسيلة لتحرر الإنسان من القيود والانطلاق في بحر الخيال، فالأطفال من خلال هذه الورشة يبدؤون في عزف مقطوعة موسيقية تحاكي فكرة الفضاء وتحمل رسالة مفادها حلم الوصول إلى المريخ، مع ترديد أبيات شعرية مغناة بجانب العزف.
