الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النمور الآسيوية تبحث عن أنماط نمو جديدة

النمور الآسيوية تبحث عن أنماط نمو جديدة
22 ديسمبر 2019 00:49

حسونة الطيب (أبوظبي)

بعد 50 عاماً من النجاحات الكبيرة والابتكارات المبهرة، لم تعد النمور الآسيوية تسيطر على ساحة النمو العالمية، حيث يترتب عليها التحول من دول مهووسة بالنمو، لأخرى تركز على رفاهية شعوبها. أبهرت هذه الدول، هونج كونج وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية، الاقتصاد العالمي بنموها القوي والمتكرر في الفترة بين ستينيات القرن الماضي والتسعينيات منه.
بدأت مسيرة النمور، بصناعات خفيفة تمثلت في، القمصان القطنية والزهور البلاستيكية والشعور السوداء المستعارة، ثم تطورت لإنتاج رقاقات الذاكرة والكمبيوترات المحمولة. وربما يعزى هذا النجاح، للتوجيهات الحكومية الصارمة ولاحتدام منافسة الأسواق الأخرى.
لكن وفي ظل موجة التغيير التي سادت العالم، دمرت الأزمة المالية الآسيوية، سحر النمور وأطلت الصين برأسها كواحدة من النجوم العالمية الجديدة، بينما أميركا في طريقها لتحقيق نمو أسرع يفوق الدول الأربع مجتمعة هذا العام، بحسب تقرير أعدته مجلة ذا إيكونوميست.
ويبدو أن الأربع دول تعاني من مشاكل متداخلة مثل، بطء النمو في تايوان وسيطرة الأعمال التجارية الكبيرة في كوريا الجنوبية وتدفق العمالة الرخيصة في سنغافورة والأسوأ من كل ذلك، حكومة في هونج كونج لا ولن وليس في مقدورها الاستجابة لمواطنيها.
لكن النمور لا تهدأ، حيث يعكس سجلها الاقتصادي، أن في جعبتها الكثير والمثير. وظل مسار ناتجها المحلي الإجمالي للفرد، قياساً إلى تساوي القوة الشرائية، على قوته، حيث من المتوقع تفوق كوريا الجنوبية على اليابان في المستقبل القريب.
وبمقارنة الناتج المحلي الإجمالي للفرد، تفوقت سنغافورة على أميركا في تسعينيات القرن الماضي وتساوت هونج كونج معها في 2013، بينما قللت كوريا وتايوان من الفجوة بينهما وأميركا. ومشاكل النمور نابعة من نجاحها الاقتصادي وليس فشلها. وفي حين نجحت في حماية حصص صادراتها لسنوات عديدة، بصرف النظر عن ارتفاع تكاليف العمالة والأراضي، يبدو أنها ستعاني في سبيل نمو صادراتها، بوتيرة أسرع من الطلب العالمي. كما حققت أقصى ما توصلت له العلوم في العديد من الصناعات، ما يجعل من الصعوبة إنجاز المزيد من أعمال التطوير وعدم مقدرتها على مواكبة أفضل الممارسات العالمية، لتعود بدلاً من ذلك للابتكار.
ويصعب الحديث عن النمور ككتلة واحدة، في حين أن اثنين منها، مدن في شكل دول، واثنين دول متوسطة الحجم. كما أن اثنين منها، أعضاء في الأمم المتحدة وأخرى إقليم تابع للصين. وتعتمد اثنان منهما على الصناعة، بينما تعتمد الأخريان على تقديم الخدمات الراقية. لكن رغم هذه الاختلافات، تشترك النمور في العديد من الأمور، حيث تعتبر من أكثر الاقتصادات التجارية انفتاحاً وتحافظ على معدلات توظيف عالية. واتسمت حصة النمور من صادرات السلع العالمية، بالاستقرار عند 10%، في الوقت الذي تراجعت فيه حصة اليابان لأقل من 4%، أي نصف ما كانت عليه في العام 2000.
وكغيرها من الاقتصادات الغنية، حولت النمور معظم صناعاتها الأساسية للصين. ومن أمثلة ذلك، فوكسكون التايوانية للإلكترونيات، شركة التجميع الرئيسية لجهاز آيفون. وفتحت الشركة، أول فرع لها في الصين في العام 1988، وبعد 30 سنة من ذلك بلغت قوتها العاملة هناك، نحو مليون شخص.
وبعد نقل بعض أعمالها التي لا تتطلب خبرة ودراية كبيرة، ركزت النمور على عمليات الإنتاج، حيث تعتبر كوريا الجنوبية، أكبر دولة لتصنيع رقاقات الذاكرة في العالم. وتمتلك تايوان، أكبر سعة لتصنيع أشباه الموصلات. وبذلك، تشكل كل واحدة منها، ما يزيد على 12% من الطلب النهائي الصيني من منتجات الكمبيوتر والإلكترونيات.
وعضدت سنغافورة وهونج كونج، دوريهما كمراكز إدارية لشعار «صنع في آسيا»، حيث اختارت أكثر من 4 آلاف شركة، سنغافورة كمقر رئيسي لها، بينما يوجد نحو 1.5 ألف في هونج كونج، حيث حققت نجاحاً أكثر في جذب الشركات الصينية لبورصتها، التي تزيد قيمتها على 4 تريليونات دولار، مقابل نحو 700 مليار دولار لبورصة سنغافورة.
ورغم أن الحرب التجارية الأميركية مقصود بها الصين، فإن سعيرها يطال النمور أيضاً، نظراً لأنها أصغر واقتصاداتها أكثر انفتاحاً. وفي الصين، تشكل الصادرات، 20% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين تشكل أكثر من 45% في كوريا الجنوبية ونحو 65% في تايوان وما يقارب 200% في كل من سنغافورة وهونج كونج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©