الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات وفرنسا شراكة وتعاون استراتيجي مهم

الإمارات وفرنسا شراكة وتعاون استراتيجي مهم
22 نوفمبر 2018 04:41

منى الحمودي (أبوظبي)

تمثل العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول، ويمثل الارتباط بين الدولتين جسر النجاح الاستراتيجي لجمهورية فرنسا في منطقة الخليج، حيث تأسست العلاقة بين الدولتين منذ 1971 على أسس أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي حرص على ترسيخ الاحترام المتبادل والتعاون والمصالح المشتركة في علاقة دولة الإمارات بفرنسا.

الشيخ زايد خلال إحدى زياراته إلى فرنسا في السبعينيات (الصور أرشيفية)
تشهد العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية فرنسا تطوراً مستمراً يزداد عاماً بعد آخر، كما تتوسع هذه العلاقات لتشمل التعاون في المجالات كافة، والتي تحظى بالأولوية بالنسبة للدولتين، مما يؤكد على عمق الشراكة والعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، والتي تحرص الدولتان على جعل هذه العلاقات أكثر قوةً ومتانةً في السنوات المقبلة.
وتحتضن دولة الإمارات أكثر من 30 ألف شخص من الجنسية الفرنسية، ويوجد 60 ألف طالب يدرسون اللغة الفرنسية في الإمارات، ويشكلون 12% من مجموع طلبة المدارس. وشيدت دولة الإمارات 6 مدارس فرنسية يدرس فيها ما يزيد على 10 آلاف طالب.
وتعتبر فرنسا البلد المصنف في المرتبة الرابعة لاستقبال الطلبة الإماراتيين الدارسين فيها، وتضم دولة الإمارات العديد من المنظمات المجتمعية والمدارس والمطاعم والأكاديميات الفرنسية في جميع أنحاء الدولة، إلى جانب ذلك هناك ما يزيد على 600 مؤسسة وشركة فرنسية في دولة الإمارات.
وتلتزم الدولتان بتعزيز العلاقات السياسية والتجارية بينهما بشكل مستمر، وذلك تقديراً وإيماناً بالقيم المشتركة للثقافة والحضارة والاقتصاد بين الإمارات وفرنسا.
وشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً في افتتاح متحف اللوفر الجديد في أبوظبي والذي تجاوزت تكلفة إنشائه مليار دولار، الذي وصفه الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه «جسر بين الحضارات»، واستعانت الإمارات بالمهندس الفرنسي جان نوفيل لتصميم لوفر أبوظبي.

الشيخ زايد خلال إحدى زياراته إلى فرنسا في السبعينيات (الصور أرشيفية)

العلاقات السياسية
حرص القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، منذ قيام دولة الإمارات، على توطيد العلاقة الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية فرنسا، وقررت حكومة دولة الإمارات في بدايتها الحصول على نظام دفاعي عسكري، والذي تم فيه اعتماد فرنسا إحدى الدول التي توفر هذا النظام. واقتصر الأمر في البداية على التعاون الأمني، والآن يشمل النظام مجموعة واسعة من الأنشطة، منها التعاون الثقافي والأكاديمي، ومشاريع مشتركة في مجال الطاقة المتجددة وغيرها. وتجري المشاورات بانتظام على أعلى مستوى، ويساعد الحوار الاستراتيجي الذي تم في عام 2012 على ضمان المتابعة الفنية للمشاريع الكبرى للعلاقة الثنائية بين الدولتين.

الشيخ زايد خلال إحدى زياراته إلى فرنسا في السبعينيات (الصور أرشيفية)

التعاون العسكري
من الناحية العسكرية، تفاوضت الإمارات العربية المتحدة وفرنسا على اتفاق تعاون دفاعي لتنويع مشتريات الإمارات من الأسلحة، وتعد فرنسا أحد المزودين الرئيسيين للعتاد العسكري لدولة الإمارات. ويعد التعاون الدفاعي بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا واسعاً ومتنوعاً، حيث تم تعزيز الاتفاق الموقع مع فرنسا في عام 1995، خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دولة الإمارات العربية المتحدة في 25 مايو 2009.
وتعتبر الشراكة بين البلدين استراتيجية حقيقية، وزادت في السنوات الأخيرة ضد خلفية إقليمية متغيرة تتزايد فيها عوامل عدم الاستقرار. وتعد فرنسا ثاني أكبر شريك في الإمارات العربية المتحدة نظراً لطبيعة وعدد أنشطة التعاون. ويمتلك التعاون بين البلدين بُعداً عملياً كبيراً يغطي مجموعة واسعة من المجالات.

خليفة وجاك شيراك خلال إحدى زيارات الرئيس الفرنسي الأسبق للدولة

التعاون التربوي والثقافي والعلمي والتقني
وفي 8 نوفمبر 2017، تم افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، الذي يعد أول متحف عالمي في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي تروج له فرنسا في الخارج. مع مجموعة تغطي جميع الحضارات والفترات، من العصر الحجري إلى العصر الحديث، وهو رمز الانفتاح على العالم والتسامح. ويعد مشروعاً ثنائياً استثنائياً من حيث هندسته المعمارية ومشروعه العلمي والثقافي، وله أهمية استراتيجية بالنسبة لفرنسا والإمارات العربية المتحدة.
وأقيم حفل الافتتاح بحضور الرئيس ماكرون، وشهد أيضاً إتمام برنامج فرنسي إماراتي أظهر التعاون الثقافي والفني بين فرنسا والإمارات منذ مارس 2016.
وفي مؤتمر حول التراث الثقافي في حالات النزاع، الذي عُقد بأبوظبي في 2 و3 ديسمبر 2016، تم إطلاق شراكة دولية لحماية التراث الثقافي في العالم المهدد من النزاعات المسلحة بين دولة الإمارات وفرنسا. والذي يهدف لتشكيل تحالف بين دول ومؤسسات عامة ومجموعات خاصة ومنظمات كبرى غير حكومية وخبراء.
وتأسست جامعة باريس - السوربون أبوظبي عام 2006، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودائرة التعليم والمعرفة وجامعة السوربون كجزء من رؤية الإمارة لتعزيز القطاع الأكاديمي والثقافي، وهي جزء من استراتيجية «رؤية أبوظبي 2030»، وتمثل الجامعة اتفاقاً تاريخياً يحقق الرؤية المشتركة بين حكومة دولة الإمارات والحكومة الفرنسية لتحقيق أفضل المعايير في مجال التعليم الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط، وتلتزم الجامعة بشكل مستمر بالمساهمة في رؤية أبوظبي المُتمثلة في تحويل الإمارة إلى مركز ثقافي وعلمي وتوسيع نطاق تواصلها مع الطلبة محلياً وعالمياً.

رئيس الدولة يصافح الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي

الزيارات الثنائية
تسهم الزيارات الرسمية الفرنسية الإماراتية المنتظمة بين الدولتين في الحفاظ على الحوار السياسي المكثف في جميع المجالات، وأسهمت الزيارات المتبادلة المنتظمة بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين فيهما، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية مباشرة بعد إعلان قيام دولة الإمارات في العام 1971، في تعزيز أوجه التعاون المشترك في جميع المجالات وتدعيم أواصر الصداقة بين الشعبين.
وأولى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اهتماماً خاصاً بالعلاقات الثقافية مع باريس التي زارها للمرة الأولى في السبعينيات من القرن الماضي، ليضع حينها اللبنة الأولى لقواعد العلاقة القوية المشتركة المبنية على التسامح.
وقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، منذ مطلع السبعينيات بزيارات عمل عدة للجمهورية الفرنسية، كان آخرها الزيارة الرسمية التي قام بها سموه لفرنسا في منتصف شهر يونيو 2003 وعقد خلالها جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تناولت علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والأوضاع في فلسطين والعراق والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك·

محمد بن زايد خلال لقائه إيمانويل ماكرون أثناء زيارة سابقة إلى فرنسا
كما زار فخامة الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق دولة الإمارات، مرات عدة كانت من أهمها الزيارة التي قام بها في منتصف شهر ديسمبر 1997 والتقى خلالها مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ووصف الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في 16 ديسمبر 1997 العلاقات الثنائية بين فرنسا والإمارات بأنها علاقات خاصة ومتميزة وتاريخية، مؤكداً أن المغفور له الشيخ زايد أرسى دعائم هذه العلاقات منذ عهد الجنرال ديجول·
وشهدت السنوات الثلاث الماضية زيارات مهمة عدة منها، الزيارة التي قام بها لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية يومي 18 و19 يناير 2016 إلى أبوظبي ودبي.
ثم كانت زيارة فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الفرنسية، إلى أبوظبي يومي 2-3 ديسمبر 2016. وزيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى باريس يوم 5 يوليو 2016. وشهد عام 2017 زيارة جان أيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، إلى أبوظبي يوم 15 يوليو، وزيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لفرنسا، وزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إلى فرنسا ولقائه إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، يوم 21 يونيو 2017، وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأبوظبي 8 - 9 ديسمبر 2017.
كما شهد العام الجاري العديد من الزيارات المتبادلة، ومنها زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، إلى الإمارات، ولقاؤه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، يوم 3 سبتمبر الماضي، حيث تم إطلاق المرحلة الثانية من الحوار الثقافي الفرنسي - الإماراتي، بحضور معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة.
وكذلك زيارة إدوار فيليب، رئيس وزراء الجمهورية الفرنسية، إلى الدولة، بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لحضور القمة العالمية للحكومات يوم 10 فبراير الماضي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©