الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

27 مليار درهم التجارة غير النفطية بين الإمارات وفرنسا

27 مليار درهم التجارة غير النفطية بين الإمارات وفرنسا
22 نوفمبر 2018 04:28

حاتم فاروق (أبوظبي)

تضاعفت حركة التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا خلال السنوات العشر الأخيرة، لتصل بنهاية عام 2017 إلى 7.3 مليار دولار( 27 مليار درهم)، مقابل حركة تبادل تجاري بين البلدين بقيمة 3.2 مليار دولار أو ما يعادل 11.8 مليار درهم، خلال عام 2007، بحسب تقرير التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وفرنسا الصادر عن وزارة الاقتصاد.
وأفاد التقرير الذي حصلت عليه «الاتحاد» بمناسبة بدء زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى العاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن التجارة المباشرة بين البلدين سجلت 5.3 مليار دولار بنهاية العام الماضي، فيما بلغت حركة التجارة بين المناطق الحرة في الإمارات وفرنسا نحو ملياري دولار.
وقال جمعة الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد لـ«الاتحاد»، إن ورادات الدولة من فرنسا سجلت 6.3 مليار دولار خلال العام الماضي، فيما بلغت قيمة الصادرات الإماراتية غير النفطية للأسواق الفرنسية نحو 170 مليون دولار، بينما حققت حركة إعادة التصدير بين البلدين نحو 860 مليون دولار.
وأضاف الكيت أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لجمهورية فرنسا من شأنها فتح آفاق جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها وتطويرها، في ظل ما يربط البلدين من روابط صداقة متينة ومصالح استراتيجية مشتركة ترتكز بالأساس على تاريخ طويل من التعاون والتنسيق المتبادل على الصعد كافة.


وأوضح الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد أن البيانات الإحصائية لحركة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين تشير إلى تصدر منتجات الألمنيوم الوطنية قائمة السلع الإماراتية المصدرة للأسواق الفرنسية، فضلاً عن المنتجات الزجاجية والقوارير الضخمة، فيما جاءت منتجات الحلي والمجوهرات في مقدمة السلع الفرنسية المصدرة للأسواق الإماراتية، أما منتجات إعادة التصدير بين البلدين فقد شملت العطور وأدوات التجميل والأجهزة الإلكترونية.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد قام بزيارة الجمهورية الفرنسية في يونيو 2017، حيث أجرى سموه خلال الزيارة التي استغرقت يومين محادثات مع إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، وكبار المسؤولين حول تعزيز وتطوير التعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين، وبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكانت آخر زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للدولة في 8 نوفمبر الماضي، بمناسبة افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي، حيث أكد أن فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة شريكان في تعزيز روح التسامح والمساواة بين الشعوب، ويعملان معاً من أجل تعزيز مفهوم التقارب الثقافي والإنساني بين مختلف الحضارات.
وحول العلاقات الاستثمارية بين الإمارات وفرنسا، قال الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد، إن الاستثمارات الفرنسية العاملة بالدولة تجاوزت الـ 18 مليار درهم، بما يعادل 4.9 مليار دولار، مع بداية العام الماضي، فيما سجلت الاستثمارات الإماراتية في فرنسا نحو 800 مليون دولار أو ما يعادل 2.9 مليار درهم.


وتعمل الاستثمارات الفرنسية بالإمارات، بحسب تقرير التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين، في قطاعات الكهرباء والغاز والأنشطة المالية وتجارة الجملة والصناعات التحويلية والتعدين والبناء والعقار، فضلاً عن قطاعات التعليم والتقنية والنقل والتخزين، فيما تعمل الاستثمارات الإماراتية في الأسواق الفرنسية في منصات السفن وإصلاحها وصناعة المواد الغذائية والطائرات وتجارة الأسماك والنقل الجوي والبضائع.
وتأتي شركة موانئ دبي العالمية في مقدمة الشركات الإماراتية المستثمرة في فرنسا، إلى جانب شركة أبوظبي للاستثمار وجهاز أبوظبي للاستثمار وشركة سيراميك رأس الخيمة وشركة مبادلة للاستثمار وصندوق دبي للاستثمار وطيران الاتحاد وطيران الإمارات، إلى جانب مكتب ترويج التجارة والسياحة لحكومة دبي، والشركة العالمية لزراعة الأسماك وعالم المناطق الاقتصادية وشركة الإسلامي للأغذية.
وبحسب التقرير، فإن وزارة الاقتصاد في الدولة، سجلت أكثر من 15 ألف علامة تجارية فرنسية في الأسواق الإماراتية منذ العام 1993 وحتي نهاية عام 2017، فيما بلغ عدد الوكالات التجارية الفرنسية في الإمارات نحو 292 وكالة بنهاية العام الماضي، بينما تجاوز عدد الشركات الفرنسية العاملة بالسوق المحلي نحو 600 شركة.
وتولي الدولتان للعلاقات الثنائية أهمية كبيرة مدعومة بالإرادة السياسية التي كانت تؤكد دائماً إقامة شراكة متميزة في شتى المجالات، وهي لا تقتصر على التعاون في المجال السياسي فقط، إنما تتعداه لتشمل الاقتصاد والسياحة والتعليم والثقافة والتعاون الأمني والعسكري والاستراتيجي، وكذلك مجالات الزراعة والنفط والصناعة والطب والاتصالات والطيران والكهرباء والمياه والبيئة، كما تشمل التبادل التجاري وتبادل الخبرات والتدريب والعمل معاً في المنظمات الدولية والإقليمية.


وتتطابق مواقف أبوظبي وباريس تجاه كافة القضايا العالمية والإقليمية والتحديات والمخاطر التي تهدد أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم وفي مقدمتها خطر الإرهاب والتطرف، بالتزامن مع ارتباط الدولتين بعلاقات قوية ومتينة وتاريخية وتزداد في كل مرحلة عمقاً ورسوخاً، بفضل ما تحظى به من رعاية واهتمام من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وحرص سموه على الارتقاء بها إلى أفضل المستويات.
كما تتسم العلاقات الإماراتية ـ الفرنسية بتطابق كبير في وجهات النظر حول المسائل الإقليمية، حيث تدعم فرنسا الانفتاح على العالم والتسامح بين الشعوب، اقتناعاً منها بأن التنوع بين شعوب وحضارات وثقافات العالم هو مصدر إثراء، وهذا ما ينطبق على توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة، القائمة على السعي بجدية لأجل التقارب بين البلدان والشعوب والثقافات، والحرص على تجنب الصراعات والمواجهات.
ومنذ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، والعلاقات الإماراتية - الفرنسية تقوم على أساس السلام والحوار والتعاون والانفتاح، وهي التي أرسى دعائمها مؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخذت بالتطور فيما بعد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقد أنشأ المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، علاقات صداقة شخصية قوية ومتينة مع جميع الرؤساء الفرنسيين منذ قيام الاتحاد، فاليري جيسكار ديستان، جاك شيراك، وفرنسوا ميتران، وقد قام الرؤساء الثلاثة بزيارات رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
كما شهدت العلاقات الثقافية بين البلدين تقدماً كبيراً خلال السنوات الماضية، والذي انعكس مؤخراً في الشراكة التي أثمرت عن افتتاح متحف اللوفر- أبوظبي، الذي يعد من أبرز المعالم الثقافية في العالم، خاصة في ضوء أهميته الاستراتيجية بالنسبة لكل من دولتي الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، وتم افتتاحه في 8 نوفمبر 2017، وهو أول متحف عالمي يتم افتتاحه في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي تروج له فرنسا في الخارج، حيث يضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية التي تنتمي لجميع الحضارات والفترات الزمنية، ابتداءً من العصر الحجري الحديث وصولاً إلى العصر الحديث، ويمثل المتحف رمزاً للانفتاح على العالم ورمزاً للتسامح، حيث يلتقي الشرق بالغرب على طريق الحرير التاريخي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©