السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفلام الغنائية اختفت في ظروف غامضة

الأفلام الغنائية اختفت في ظروف غامضة
20 ديسمبر 2019 00:06

علي عبدالرحمن (القاهرة)

رغم أن صناعة السينما العربية شهدت طفرة كبيرة على المستوى التقني والفني، أهلتها لتحصد جوائز مهمة من كبرى المهرجانات، إلا أن الأفلام الغنائية التي كانت سائدة في الماضي، اختفت عن الشاشة لظروف أبرزها توجه المطربين إلى الحفلات، والانشغال بها، إلى جانب عزوف المنتجين عن هذه النوعية من الأفلام واعتبارها «مجازفة مالية».

وسيلة وحيدة
ويقول الناقد الفني طارق الشناوي لـ«الاتحاد» إن أسباب اختفاء الفيلم الغنائي في الألفية الثالثة هو انتشار الفضائيات واتجاه المطربين للفيديو كليب، ومنذ أن عرفت السينما المصرية النطق في فيلم «أنشودة الفؤاد»، كانت السينما بشكل عام والأفلام الغنائية بشكل خاص الوسيلة الوحيدة للمطرب ليتعرف عليه الجمهور.
ويضيف أن مطربي الزمن الجميل لم يجدوا وسيلة أخرى غير المسرح، لكن كانت تكلفته مرتفعة للغاية، ومقتصرة على طبقة خاصة من الجمهور، وكانت السينما في ذلك الوقت صناعة مربحة تدر دخلا كبيرا على المطرب والمنتج، وأسعارها في متناول الجمهور.
ويؤكد أنه في الوقت الحالي، ومع تطور صناعة السينما لا بد من ثورة فنية في تقديم المطربين للأفلام الغنائية، مشيرا إلى أن تامر حسني من الذين استطاعوا أن يتواجدوا مع الجمهور في الفترة الأخيرة، ولكن في أفلامه هو ممثل يقدم أغاني.
وتقول الناقدة ماجدة خيرالله إن أسباب غياب هذه الأفلام، تكمن في عدم وجود مطربين في سن مناسب يسمح لهم بأن يقدموا أدوار قصص الحب والعشق، كما أن معايير السوق الإنتاجية اختلفت، وأصبح المنتج يخشى المجازفة بتقديم مواهب جديدة للجمهور على الشاشة خصوصا.
وتوضح أن الفيلم الغنائي له معايير واضحة، تتمثل في أن يكون الغناء والاستعراض بطل العمل، والأغاني جزءا من الحدث، تعبر عن موقف ما، مثل أغنية «يا سلام على حبي وحبك» لفريد الأطرش وشادية.
وتؤكد أنه ليس معنى وجود أغان بالفيلم أن نطلق عليه فيلما غنائيا، مشيرة إلى أن أغلب التجارب السينمائية التي خاضها المطربون في الوقت الحالي، تندرج تحت التصنيف الدرامي والكوميدي.

تفضيلات واهتمامات
وترى الناقدة ماجدة موريس أن المطرب العربي يكافح للاحتفاظ بمكانته الفنية لدى الجمهور ونجاح مشروعه الغنائي أكثر من التمثيلي.وعن أسباب ندرة الفيلم الغنائي، تقول موريس إنها تتمثل في عدم الاهتمام بصناعة هذه النوعية من الأفلام للتكلفة المرتفعة لها، وعدم وجود شركات إنتاج تدعم المواهب الفنية، وانتشار القرصنة الإلكترونية، ما أدى إلى العزوف عن الأفلام الغنائية من المنتج والمطرب في الوقت نفسه.
وتوضح أن الأفلام التي قدمها تامر حسني في مسيرته الفنية لا تعتبر غنائية بالمعنى الواضح والصريح، وإن كان يستطيع مع تطوير موهبته تقديم فيلم غنائي تكون الأغنية والاستعراض فيه أساس العمل.
ورغم أن الساحة السينمائية متعطشة لهذه النوعية من الأفلام، وأن هذا التوقيت فرصة ذهبية لها، يوضح الدكتور إبراهيم أبو ذكري، رئيس الاتحاد العام للمنتحين العرب أنه لا يوجد منتج مغامر لإنتاج فيلم غنائي، بسبب تكلفته المادية الباهظة، ولا يضمن استرداد أمواله، والأمر الآخر انشغال المطربين بإحياء الحفلات والبرامج التي تدر عليهم دخلا كبيرا وسريعا.

نوعية الجمهور
من جهته، يؤكد الكاتب السينمائي مدحت العدل أن الجمهور العربي في الوقت الحالي عازف عن هذه النوعية من الأفلام، وإن كنا في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حاولنا تقديم عمل موسيقي ذي طابع عربي وهو «آيس كريم في جليم» على غرار الأفلام الأجنبية وحقق نجاحا كبيرا.
ويقول إن الأفلام الموسيقية تحتاج إلى ثقافة سينمائية غنائية شعرية فنية، ويفضل أن يكون كاتب القصة والسيناريو والحوار شخصا واحدا، وهذا غير متوافر في كتاب السينما الحاليين بشكل كبير.
ويرى الشاعر الغنائي أمير طعيمة أنه رغم وجود مواهب جيدة في الساحة الفنية لتقديم فيلم موسيقي عربي يضاهي الأفلام الغربية، إلا أن ضعف الإنتاج وخوف المنتج من خسارة أمواله، وراء اختفاء الفيلم الموسيقي من الساحة السينمائية.

مطربون يمثلون
يقول الفنان المصري مصطفى قمر لـ «الاتحاد»: «رغم أنني مطرب قدم أكثر من 10 أفلام سينمائية، إلا أنها لا تصنف أفلاما موسيقية»، لافتا إلى أن أسباب اختفاء الفيلم الموسيقي متعددة منها ضعف الإنتاج، وعدم المجازفة، وعدم وجود كتاب سينمائيين يتمتعون بالحرفية الغنائية.
ويكشف الفنان المصري محمد الكيلاني لـ «الاتحاد» أنه يتمنى تجسيد فيلم موسيقي على غرار أفلام الأبيض والأسود، ولكن تقديم هذه النوعية من الأفلام مرتبط بالمعايير الإنتاجية لتكلفته الضخمة وعزوف المنتجين عنها خوفا من الخسارة المالية، بالإضافة إلى اختلاف ثقافة الجمهور السينمائي حالياً عن الماضي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©