الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاقتصاد الياباني يواجه «زلزال» أزمة ثقة المستهلكين في العالم

الاقتصاد الياباني يواجه «زلزال» أزمة ثقة المستهلكين في العالم
8 فبراير 2010 21:48
بعد إفلاس شركة “جابان ايرلاينز” وسحب مجموعة “تويوتا” ملايين السيارات بسبب أعطال، اهتزت في أسابيع قليلة شركتان ترمزان إلى قوة اليابان، ما يزيد من المخاوف في بلد يوشك أن يخسر موقعه كثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويقول تاتسويا ميزونو المحلل لدى “ميزونو كريدي ادفايزيري” إنه “بالنسبة لليابانيين كان إعلان الخطوط الجوية اليابانية إفلاسها أمراً لا يمكن تصوره. وجاءت (مشاكل) تويوتا لتشكل صدمة ثانية”. والحالتان تبدوان للوهلة الأولى مختلفتين. فقد أعلنت الخطوط اليابانية، التي لم تتمكن أبداً من التخلص من تأثير الدولة منذ تخصيصها في 1987، إفلاسها في يناير بسبب خسائرها وتراكم ديون ضخمة. أما “تويوتا” فقد اضطرت لسحب أكثر من ثمانية ملايين من سياراتها في العالم بسبب عيوب فنية لكنها تبقى مع ذلك إحدى أمتن الشركات في العالم. بيد أن الأزمتين تطالان رموز الاقتصاد الياباني. فقد مثلت الخطوط الجوية اليابانية لفترة طويلة رمز النهضة الخارقة للعادة لليابان بعد الحرب العالمية الثانية. أما “تويوتا” التي أصبحت أول صانع للسيارات في العالم في 2008، فهي تجسد جودة المنتجات اليابانية وسيطرة الشركات اليابانية على الأسواق العالمية. وقالت نوريكو هاما الخبيرة الاقتصادية لدى دوشيشا بيزنيس سكول في طوكيو إن “اليابان هي رديف الامتياز التكنولوجي وتويوتا تتربع على قمة الهرم”، لكن بعد سحب السيارات “ستتأثر صورة الاقتصاد الياباني كثيراً وسيكون هناك الكثير من الخيبة”. وشاطرها وزير الخارجية الياباني كاتسويا اوكادا هذا القلق. وقال “إنها مشكلة لمجمل صناعة السيارات اليابانية وللثقة في المنتجات اليابانية”. وتأتي إخفاقات الخطوط اليابانية وتويوتا في الوقت الذي تمر فيه اليابان بفترة تراجع ديمجرافي وانكماش حاد. كما أنها على وشك أن تترك موقعها كثاني اقتصاد عالمي الذي حازته سنة 1968 للصين. وأضافت هاما “إنه من الصعب للوهلة الأولى ربط هذه الأحداث ببعضها لكني لا اعتقد أن الأمر يشكل مصادفة”. وتابعت أن التطورات الأخيرة “تظهر أن النظام وقع ضحية نجاحاته السابقة. فاليابان نجحت في التأقلم مع طريقة عمل الاقتصاد العالمي بعد الحرب (العالمية الثانية) حتى أصبح من الصعب عليها تغيير عاداتها. لقد تم جرنا إلى غابة العولمة دون أن نعرف كيفية البقاء في هذه البيئة المتوحشة الجديدة”. وتعود صعوبات الخطوط الجوية اليابانية في قسم كبير منها إلى طريقة تسييرها البيروقراطية وغياب رد فعل من جانبها إزاء تراجع حركة النقل الجوي التي تلت اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وأيضاً لانتظارها حتى 2007 للانضمام إلى تحالف دولي. أما “تويوتا” فقد ظلت لعقود تتزود بتجهيزات من مزوديها ومعظمهم من اليابانيين، وتقوم هي على مراقبتهم كما أنهم يعرفون بشكل يكاد يكون غريزياً ما تريده “تويوتا” منهم. لكن الشركة ومن أجل إمداد مصانعها في الخارج، وقعت عقوداً مع الكثير من المزودين المحليين الذين يجهلون كل شيء عن هذا النظام “الأسري” المعتمد من الشركة. ومن هنا جاء سوء التفاهم المحتمل الذي كان له أثر ضار بالجودة. وقالت هاما “يفترض أن تكون تويوتا واحدة من أكثر الشركات تعدداً للجنسيات غير أنه يبدو أن أسلوبها الذي عمل بشكل جيد حتى الآن، غير متلائم مع البيئة الفائقة العولمة”. وأضاف ميزونو أن بطء رد الفعل لدى “تويوتا” على أزمة العيوب الفنية وسوء إدارتها للاتصال حول الموضوع تؤشر إلى غياب روح عالمية. وتابع “أن تويوتا أساءت تقدير الخطورة التي تقيم بها وسائل الإعلام والجمهور في الولايات المتحدة هذه القضية. وباعتبارها مؤسسة عالمية كبرى كان يجدر بتويوتا إدراك ذلك بشكل مبكر”.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©