الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كونتي يمنح «قُبلة الحياة» إلى «الكالشيو»

كونتي يمنح «قُبلة الحياة» إلى «الكالشيو»
19 ديسمبر 2019 00:09

عمرو عبيد (القاهرة)

ألقى المدرب الإيطالي، أنطونيو كونتي، حجراً، حرك به الكثير من المياه الراكدة في سباق المنافسة على لقب «الكالشيو»، بعد سيطرة كاملة لمدة 8 سنوات، لمصلحة فريقه السابق، يوفنتوس، وبدا واضحاً منذ الوهلة الأولى، أن اختيار إدارة الإنتر لكونتي، في بداية هذا الموسم، قرار رائع ورهان ناجح، من أجل إعادة «الأفاعي» إلى الواجهة، المحلية والقارية، ولم يخيب صاحب الـ 50 عاماً آمال عشاق «النيرأتزوري»، وبعد 16 جولة من البطولة الإيطالية المحلية، يتساوى العملاقان في رصيد النقاط، بـ 39 نقطة، ويتصدر الأفاعي بفارق الأهداف عن «السيدة العجوز»، ليعيد كونتي الحياة إلى «الكالشيو»، الذي فقد الكثير من بريقه خلال السنوات الماضية، بسبب بقاء «البيانكونيري» على القمة وحده، وتراجع كبير لعملاقي العاصمة ميلانو.
ويبدو أن الكرة الإيطالية تعيش حقبة كونتي العصرية، بمختلف تفاصيلها الفنية والقيادية المثيرة؛ لأن نجم اليوفي السابق، بزغ نجمه بقوة في بداية العقد الحالي، عندما تولي مهمة تدريب «السيدة العجوز» عام 2011، ليعيده فوراً إلى منصات التتويج، التي غاب عنها لمدة 9 سنوات، ووضع كونتي البذرة الأولى في مسيرة «البيانكونيري» الناجحة خلال آخر 8 سنوات، بعدما حصد معه 3 ألقاب متتالية في «سيري آ»، تخللها الفوز مرتين بكأس السوبر الإيطالية، والغريب أن اسم كونتي ارتبط بمرحلة بناء وإعادة الحياة لكل فريق يتولى قيادته الفنية، كأن الظروف اختارته للقيام بهذا الدور الفريد، الذي يضعه حالياً في مرتبة كبار مدربي الفترة الحالية، خاصة عندما قبل خوض مغامرة غير مأمونة العواقب مع منتخب بلاده، قبل انطلاق بطولة «يورو 2016»، في ظل اعتزال كبار نجوم الكرة الإيطالية السابقين، وتراجع واضح في أداء «الآتزوري» ونتائجه العالمية، وأقدم كونتي وقتها على اختيار أسماء، متوسطة النجومية والمستوي، ليحقق بها إنجازاً كبيراً غير متوقع على الإطلاق، عندما بلغ ربع نهائي النسخة الفرنسية، وخرج بصعوبة بالغة عبر ركلات الترجيح أمام ألمانيا، بعد تجاوز «الماتادور» الإسباني في دور الـ 16.
ويروي التاريخ حالات مشابهة، نجح خلالها بعض المدربين في إحياء المنافسة وإعادة الإثارة إلى بطولات ودوريات، كانت تخضع لسيطرة طرف واحد لفترات طويلة، ويتصدر العبقري الراحل، يوهان كرويف الهولندي، تلك القائمة، عندما تولى مهمة تدريب فريقه المحبوب، برشلونة، في بداية تسعينيات القرن الماضي، ووقتها كان الفريق الكتالوني يملك في جعبته 10 ألقاب فقط في الدوري الإسباني، مقابل 25 لغريمه الأزلي، ريال مدريد، وجاء كرويف ليقلب الأمور رأساً على عقب، بعد قيادته «البلوجرانا» للتتويج بالبطولة المحلية 4 مرات متتالية، بين عامي 1991 و1994، للمرة الأولى في تاريخ «البارسا»، ولم يقتصر دور الساحر الهولندي على الفوز بتلك البطولات، بل أرسى القواعد التي صنعت الشكل المستقبلي لبرشلونة وقتها، وهو ما جناه العملاق الإسباني في السنوات التالية، حتى الحقبة الحالية، بعدما صار له شخصية فنية مميزة للغاية منذ عصر كرويف، وكان أروع ما قام به الأسطوري الراحل، إهداء الإقليم الكتالوني أول لقب في بطولة «التشامبيونزليج» عام 1992، وقت أن كان الريال لديه 6 بطولات، مقابل 4 لكل من ميلان وليفربول، بل إن بايرن ميونخ كان بطلاً لأوروبا 3 مرات آنذاك، لينطلق «البارسا» بعدها في سماء البطولة القارية، بفضل أبناء كرويف المخلصين، ريكارد وجوارديولا وإنريكي.
والألماني يورجن كلوب، يملك هو الآخر سجلاً حافلاً في هذا الصدد، حيث نجح خلال آخر 11 عاماً، في إعادة الحياة إلى جسد بروسيا دورتموند الألماني، وليفربول الإنجليزي، بعد سنوات من التجمد والتراجع على جميع المستويات، ووسط قبضة بايرن ميونيخ الحديدية، التي منحته أكثر من نصف عدد بطولات «البوندسليجا» عبر التاريخ، جاء كلوب ليعيد بناء «أسود الفيستفيال» عام 2008، ولم تمر أكثر من 3 سنوات، ليتربع على قمة الكرة الألمانية، بلقبين متتاليين، بل إنه زاحم البافاري على لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2012 - 2013، وحل وصيفاً بصعوبة، بعدما خسر بنتيجة 2 - 1، بهدف ثانٍ قاتل، وقّع عليه الهولندي روبن قبل النهاية بدقيقة واحدة، ولم يختلف وضع كلوب مع «الريدز» كثيراً، حيث بدأ مهمة إنعاش ذاكرة الفريق العريق الذي نسى لحظات المجد فوق منصات التتويج الكبرى، وبعد 3 سنوات أيضاً، جنى الألماني ثمار جهده، ليحصد لقبه الأول في «التشامبيونزليج»، وهو الأول أيضاً في رصيد «الريدز» بعد غياب 14 عاماً، لتقرر إدارة «الريدز» تمديد عقد الألماني حتى عام 2024، وتبدو كتيبة كلوب الأقرب لاستعادة لقب «البريميرليج» الذي لم يحصل عليه ليفربول أبداً، منذ انطلاق البطولة في ثوبها الحديث في عام 1992!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©