الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خبرة سابلون

خبرة سابلون
19 ديسمبر 2019 00:10

فعل اتحاد كرة القدم خيراً، عندما أسند مهمة المدير الفني للاتحاد إلى البلجيكي ميشيل سابلون، فالرجل بكل الخبرات الميدانية التي يتمتع بها، وبالدرجة التي بلغها في إبداع الحلول ورسم خرائط الطريق، يمكن أن يكون صانعاً للبديل المبحوث عنه من قيادات كرة القدم الإماراتية، مبرمجاً لهوية اللعب المتطابقة مع الخصوصيات الجغرافية والموروث الفكري للدولة، وعلى الخصوص مبدعاً لفلسفة التكوين بأبعادها كافة وأجناسها، والهادفة أساساً للتطابق مع كرة القدم المستوى العالي.
طبعاً عندما نبحث لهذا الاختناق الذي يضرب كرة القدم، منتخبات وأندية عن أسباب ومسببات، نجد ما له علاقة بالدرجة التي بلغتها الحوكمة، ونجد ما له اتصال مباشر بالوتيرة التي يسير بها قطار الاحتراف، وأيضاً بالسرعات المتفاوتة للأندية في ممشاها الاحترافي، وبما له ارتباط بصناعة النخب الموكول لها قيادة اللعبة، واتخاذ القرارات الجريئة والصعبة، بل والمؤلمة أحياناً، إلا أن أقوى مظاهر هذا التراجع، هو التصدع الفني الناتج عن غياب الكفاءات والخبرات، التصدع الذي من تجلياته التراجع الملحوظ في نتائج المنتخبات.
طبعاً لا أدعي أن الاتحادات المتعاقبة، لم ترتبط في السابق بخبرات دولية عالية القدر والكفاءة، فقد مر على الكرة الإماراتية أساطير التدريب، ولكنني مُصر على أن ما يحدث من قطائع في هذا المرفق بالذات، هو ما تسبب في الشرخ الفني الذي تشكو منه الكرة الإماراتية اليوم، وهو ما يحول دون إحداث التراكم النوعي، وما يسقطها أحياناً في مشكلة العودة إلى «نقطة الصفر»، لذلك أرى في الارتباط بالبلجيكي ميشيل سابلون، ما يعمق بداخلي الأمل بأن كرة القدم الإماراتية وجدت ضالتها أخيراً، فالرجل يستطيع أن يجد الوصفة الفنية السحرية، ويستطيع صياغة منظومة عمل متجددة ومستجيبة لخصوصيات كرة القدم الحديثة، ما يتعلق بتأهيل الأطر الفنية وما يتعلق بتكوين وتأطير اللاعبين في مختلف المراحل السنية، وما يختص بهيكلة مؤسسة الإدارة الفنية الوطنية لتكون عصرية ومهيكلة.
لا أستمد الثقة بقدرة سابلون على وضع خريطة فنية جديدة لكرة القدم الإماراتية من فراغ، فما عرفته، هو أن من يرصدون الطفرة النوعية التي حدثت للكرة البلجيكية في السنوات العشر الأخيرة، وللقفزة الرائعة لمنتخب «الشياطين الحمر» التي قادته لصدارة التصنيف العالمي، ينسبون ذلك للثورة الفنية التي صممها وقادها سابلون، والتي نقلت العمل المضني إلى القاعدة التي هي الفئات العمرية للأندية، بعد سنوات تركز فيها العمل بشكل مبالغ فيه على قمة الهرم أي المنتخب الأول.
ثورة سابلون التي منحت بلجيكا مكانة الريادة، هي التي ستمنح عن قريب الإمارات، كرة قدم التي تقودها إلى العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©