عدد اليوم
عبد الرحيم حسين، علاء مشهراوي (رام الله، غزة)
دان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، سماح سلطات الاحتلال بتحليق ثلاث طائرات شراعية فوق المسجد الأقصى، في سابقة خطيرة واستفزازية لمشاعر الفلسطينيين، وانتهاك جسيم لحرمة الأقصى. وفيما استأنف المستوطنون اقتحاماتهم الاستفزازية للمسجد، أعلنت إسرائيل أمس بدء إقامة جدار جديد هائل فوق الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة.
واستشهد أمس شاب متأثراً بجروح أصيب بها الأسبوع الماضي برصاص الاحتلال شمالي غزة.والشهيد هو «أحمد غازي عباس أبو جبل (30 عاماً)، وأفادت مصادر فلسطينية بأن 85 مستوطناً، و26 طالباً من معاهد تلمودية اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات مشبوهة في المسجد واستمعوا إلى شروحات حول أسطورة «الهيكل المزعوم»، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة.
وتتواصل هذه التعديات في الوقت الذي تفرض فيه إسرائيل قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين للأقصى وتمنع حتى النساء وكبار السن من دخول المسجد لفترات طويلة، واتهم مسؤول فلسطيني أمس إسرائيل بالعمل على إزالة كل ما يمثل طابعاً سيادياً فلسطينياً في الجزء الشرقي من القدس. وقال وزير شؤون القدس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عدنان الحسيني، إن «إسرائيل لا تريد أي مؤسسة سيادية فلسطينية في القدس المحتلة»، وأضاف أن إسرائيل «تتغول منذ عامين على كافة أشكال الوجود الفلسطيني في القدس مستغلة الدعم الأميركي الأعمى لها واعتراف واشنطن بالمدينة عاصمة لإسرائيل».
وأعلنت إسرائيل أمس بدء بناء جدار جديد «هائل» فوق الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة. وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للصحفيين «خلال نهاية الأسبوع سنبدأ بناء جدار فوق الأرض على طول الحدود مع غزة». وأضاف أن الجدار الذي يتوقع أن يرتفع ستة أمتار عن الأرض «سيمنع الفلسطينيين من التسلل إلى مناطقنا». ومن المقرر أن يتبع الجدار الجديد مسار جدار تحت الأرض بطول 65 كلم يجري بناؤه لتبديد خطر بناء المقاتلين الفلسطينيين أنفاقاً عابرة للحدود. وجاء في بيان إسرائيلي أن الجدار فوق الأرض سيضم عند طرفه الغربي جداراً بحرياً مقوّى في مياه المتوسط يهدف إلى منع الفلسطينيين من الهجوم عبر المياه.
وهدد نتنياهو الفلسطينيين بأنه «إذا لم يتم الحفاظ على الهدوء في غزة، فسنتخذ القرارات حتى خلال فترة الانتخابات ولن نتردد في التحرك».
ومنذ نحو عام يحتشد الفلسطينيون بشكل شبه أسبوعي عند الحدود مع إسرائيل للمطالبة بالعودة إلى منازلهم التي أخرجت منها عائلاتهم في حرب 1948 وبإنهاء حصار غزة.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال اعتقال 5 فلسطينيين أمس، شرقي محافظة رفح جنوب قطاع غزة. وقال هذا الجيش إن الخمسة كانوا يُحاولون التسلل للأراضي المحتلة عام 1948 عبر السياج الأمني قرب موقع صوفا العسكري. وتُشير الإحصائيات الأخيرة من الجهات المُختصّة إلى تصاعدٍ ملحوظ في ظاهرة تسلل الفلسطينيين من غزة بسبب تردي الأوضاع المعيشيّة.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال صبياً فلسطينياً (16 عاماً) على حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل، بزعم حمله سكيناً. كما شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات في الضفة وعند السياج الأمني بقطاع غزة، تم خلالها اعتقال 14 فلسطينياً، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الإسرائيلية.
مصر تستضيف فصيلين فلسطينيين للتهدئة في غزة
قال مسؤولون أمس إن مصر ستعقد محادثات مع قادة اثنين من أكبر الفصائل الفلسطينية في محاولة لإنقاذ جهود الوحدة الفلسطينية واستعادة التهدئة مع إسرائيل. وترأس زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وفداً للقاء مسؤولين أمنيين مصريين في القاهرة. وقال المسؤولون الفلسطينيون إن زعيم حركة (الجهاد) توجه أيضاً إلى القاهرة. وهناك خلافات حادة بين حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة لأكثر من عقد بعد سيطرة هذه الحركة على القطاع بالقوة وإفشالها الكثير من جهود المصالحة. وتسعى مصر للحيلولة دون تصاعد العنف في غزة بعد أشهر من التوتر على حدود قطاع غزة، وأوفدت مصر مسؤولين إلى غزة في الأسابيع الماضية لمتابعة الوضع هناك، وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه «مصر تنطلق من اهتمامها بتجنب حرب جديدة في غزة وبمحاولة تحسين الوضع المعيشي لأهل قطاع غزة».
