عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
شهدت سلطنة عُمان على مدار عقود مضت، حركة تطويرية مستمرة وفق أساسيات واستراتيجيات مدروسة، حققت من خلالها الكثير من الإنجازات في بناء وتطوير نهضة عُمان، فمنذ تاريخ إعلان اليوم الوطني ويوم «انطلاقة النهضة المباركة» بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد، نجحت السلطنة في بناء دولة عصرية قوية، وتطوير البلاد بما يناسب العصر ومستجداته، في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والتعليمية والصحية، ومع احتفالات السلطنة بيومها الوطني الـ48، نلقي الضوء على أهم المنجزات الفنية والثقافية من مهرجانات الأغنية والسينما والفنون الشعبية، وغيرها، حيث اهتمت السلطنة بإبراز وتأسيس المهرجانات الفنية والسياحية التي تسلط الضوء على الحضارة العُمانية وعراقتها، مع الغوص في عبق الماضي وأصالة التراث، حتى أصبحت «ملتقى الفكر والثقافة والفنون».
مهرجان صلالة
يمثل مهرجان صلالة السياحي بصمة حقيقية، تزهو بها السلطنة العُمانية، حيث احتضن العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي جذبت عدداً كبيراً من السياح والزوار إلى السلطنة، ومزجت مناسباته بين الماضي والحاضر.
يقام المهرجان في مركز البلدية الترفيهي في منطقة إيتين القريبة من الجبل من 15 يوليو حتى 31 أغسطس من كل عام، ويضم قرية للتسوق العائلي ومنطقة للألعاب الكهربائية والهوائية والقرية التراثية وعدداً من المعارض، ويتميز بعروضه الموسيقية والثقافية، ويشتمل أيضاً على عروض حية من الفن العُماني والرقصات الشعبية المحلية والفنون التراثية، إضافة إلى الحفلات الغنائية الساهرة التي يشارك في إحيائها نخبة من نجوم الغناء والموسيقى من كل أنحاء الوطن العربي.
ويعتبر مهرجان مسقط بوابة ثقافية للشعوب، إذ يهدف المهرجان إلى تنشيط السياحة داخل وخارج السلطنة، حيث يرعى العديد من الأنشطة والفعاليات والأحداث الثقافية والفنية والسياحية، بداية من 18 يناير وحتى 10 فبراير من كل عام.
وتتنوع فعاليات المهرجان بين الفعاليات الترفيهية والتسويقية، وإقامة أجنحة خاصة بكل دولة تعرض فيها فنونها الشعبية والغنائية من الفرق الزائرة، بالإضافة إلى الحفلات الشاطئية التي تجتذب مشاهير مطربي العالم العربي، والعروض المسرحية.
ويعد المهرجان وجهة عائلية وملتقى للفنون ونقطة التقاء وتعارف حضاري بين مختلف دول العالم، إذ يتحلى بأنشطة وفعاليات ومسابقات متنوعة، كما يعد إحدى الوجهات السياحية للسلطنة، حيث يتعرف الزائر خلاله إلى الحضارة العُمانية، ومدى تنوع الفنون، والحرف المتنوعة التي مارسها الإنسان العُماني منذ القدم، وما صاحبها من تطور وتقدم، والتعرف إلى الفنون الأخرى التي تتمتع بها السلطنة ضمن محفل ثقافي فريد.
اهتمت سلطنة عُمان بالفنون الشعبية التي أسست لها قاعدة لتعليم الناشئة، وأيضاً لتوسيع دائرة ممارستها، إيماناً منها بأن الفنون الشعبية من أهم وسائل تعزيز هوية الأوطان، ومن أشهر الفنون الشعبية التي تستهوي الزوار، وتعمل على تأصيل العادات وإحياء التراث الشعبي العُماني الأصيل، هو فن الرزحة أو الرزفة الذي يعتبر أهم الفنون الشعبية، وتقام الرزحة في جميع المناسبات السعيدة كالأعياد وحفلات الزواج، ومن الفنون التي تشتهر بها السلطنة أيضاً، «غفن الكرنوته» وهو من الفنون الشعبية التي تشارك فيها النساء اللائي يقدمن استعراضات تراثية على أنغامها، إلى جانب أكثر من 10 أنواع أخرى من الفنون الشعبية التقليدية المغناة منها «العازي» و«المغايض» و«الربوبة» و«السومو».
ليالي عُمان
وبهدف إحياء الموروث العُماني الأصيل، وإظهار الفنون التراثية المعروفة في السلطنة، أسست جمعية هواة العود «ليالي عُمان»، والتي تزخر أنشطتها بحفلات غنائية يشارك فيها نخبة من المطربين والموسيقيين العُمانيين، لنشر الموروث الثقافي والفني من خلال نوعيات مختلفة من الفنون الموسيقية، وإظهار إبداع الفرق الشعبية، كما يشارك في «ليالي عُمان» نخبة من المطربين العُمانيين المشهورين منهم محمد المخيني وماجد المرزوقي وهدى الخنبشية ومحمود النوفلي ونوال البوسيعيدية ومحاد المشيخي وعبدالله العبري.
مهرجان الأغنية
يعتبر مهرجان الأغنية العُمانية منذ انطلاقته في عام 1994، محطة فنية مهمة عملت على استقطاب المواهب الغنائية والموسيقية وشعراء الكلمة المبدعة، ووضعها أمام مسارها الصحيح في سعي حثيث لإيجاد قاعدة فنية راسخة، تعمل على تطوير الأغنية العُمانية، وتأمين سبل استمرارها وانتشارها ونجاحها، ويأتي المهرجان بتنظيم ورعاية وزارة التراث والثقافة بهدف دعم الفنون وتطوير الجهود من أجل الارتقاء بالأغنية العُمانية والوصول بها إلى العالمية.
مهرجان مسقط السينمائي
للاحتفاء بصناع السينما ومبدعي «الفن السابع»، تم تأسيس مهرجان مسقط السينمائي الذي يجمع عشاق السينما تحت سماء عُمان، ليدعم الفيلم العُماني والفيلم العربي بشكل عام، من خلال العديد من المسابقات الخاصة بنوعيات مختلفة من الأفلام، منها الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، كما يهتم في كل دورة منه بتكريم رواد الفن السابع من مختلف أنحاء الوطن العربي.
