الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير أميركي: تعريفات أميركا تضرب الدول الأصغر والأفقر

تقرير أميركي: تعريفات أميركا تضرب الدول الأصغر والأفقر
18 نوفمبر 2018 00:29

شريف عادل (واشنطن)

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن التعريفات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على واردات الصلب أضرت الدول الأصغر والأفقر، أكثر مما فعلت بالدول الكبرى الغنية من مصدري الصلب للولايات المتحدة، على الرغم من أن الاقتصادات الأكبر كانت هي المستهدفة من فرض تلك التعريفات.
وقالت الدراسة الصادرة عن معهد بيترسون للاقتصادات الدولية بواشنطن، أحد أهم مراكز الأبحاث غير الهادفة للربح في العالم، إن التعريفات البالغة 25%، والتي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات بلاده من الصلب من كافة الدول، أصابت أول ما أصابت كبار مصدري الصلب للولايات المتحدة، مثل الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، والذين ردوا بدورهم بفرض تعريفات مماثلة على وارداتهم من الولايات المتحدة، وهو ما أضفى على تلك المنازعات صفة الحرب التجارية.
لكن الدراسة أوضحت أن بعض البلدان الصغيرة، مثل بنجلاديش وجواتيمالا وبيرو، كانت من بين ضحايا تعريفات ترامب، وهو ما أثر على صادراتها وتسبب في انخفاض حصيلة النقد الأجنبي لديها، خاصة مع عدم تمكن تلك البلدان من الرد بالمثل على وارداتها من الولايات المتحدة.
ولم يهتم ترامب، ولا المحللين داخل الولايات المتحدة أو خارجها، بتأثيرات التعريفات التجارية الجديدة على الاقتصادات الصغيرة، وكان التركيز دائماً منصباً على التأثير على الولايات المتحدة أو كبار شركائها التجاريين.
وفي كلمته يوم الجمعة الماضي أمام إحدى منتديات لجان مناقشة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي، في بابوا غينيا الجديدة، حذر يي شياوزون، أحد أربعة نواب مدير عام منظمة التجارة العالمية، من خطر تصعيد النزاعات التجارية بين الأطراف المختلفة، واعتبر أنها «مقلقة للجميع». وقال شياوزون، إن تلك النزاعات ستتسبب في الإضرار بالنظام التجاري الدولي، وأن الولايات المتحدة والصين ستعانيان إذا فرضت واشنطن مزيدا من التعريفات الجمركية على السلع الصينية، كما أكد أن «منظمة التجارة العالمية لها دور حيوي في حل الصراع». لكن دراسة معهد بييترسون، التي شارك في إعدادها تشاد بون، الباحث الذي شغل منصب كبير الاقتصاديين بالبيت الأبيض، كما عمل لفترة في البنك الدولي، وأوجين جونج، وايفا زانج، الباحثتان بالمعهد، أكدت أن التأثير السلبي للتعريفات كان متفاوتاً بين الدول الغنية والفقيرة، وأن هذا التفاوت في التأثير يلقي الضوء على نقطتين أساسيتين:
أولاً، تذكر الدراسة أن مبرر ترامب لفرض التعريفات ضد الشركاء التجاريين الرئيسين مثل الصين هو حماية الأمن القومي الأميركي، ولما كان استيراد الصلب من صغار المنتجين في بنغلاديش أو غواتيمالا أو بيرو لا يمكن اعتباره تهديداً للأمن القومي الأميركي، فقد اعتبرت الدراسة أن ترامب يضرب هذه البلدان الأكثر ضعفاً من دون هدف سياسي محدد.
ثانياً، ترى الدراسة أن أعمال ترامب تنتهك المعايير التي دأبت الولايات المتحدة على الترويج لها في منظمة التجارة العالمية، حيث أعلنت الدول الأعضاء التزامها بحماية الدول الأضعف والاقتصادات الأصغر من تداعيات الأعمال الحمائية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©