عدد اليوم
بصعوبة، فاز ليفربول المتصدر على واتفورد الأخير، وبصعوبة تعادل ليستر سيتي الثاني مع نوريتش سيتي قبل الأخير في المرحلة نفسها، وصحيح أن البريمير ليج له 6 أبطال، منذ انطلاقه عام 1992، لكن اللعب من أجل الفوز هو شعار كل الفرق الإنجليزية.. فلا فريق ضعيف مستسلم في البريمير ليج.
اللعب للأمام فلسفة كرة القدم في إنجلترا، والبريمير ليج فاز بلقب أقوى دوري في العالم لأسباب عديدة، وفي مقدمتها فلسفة لعب الفرق كلها، والاستغناء عن الأسوار التي ظلت تحيط باللعبة منذ عام 1863، ففتحت الأبواب للأجانب لتمتزج ثقافة اللعبة الإنجليزية بثقافات أخرى متنوعة، وشاهدنا فريقاً إنجليزياً عريقاً مثل أرسنال يخوض مبارياته في أحيان، بلاعبين يحملون جميعهم الجنسية الفرنسية، بينما تولى تدريب منتخب الأسود الثلاثة، لأول مرة، مدرب أجنبي، وهو السويدي جوران أريكسون، كما أصبحت الأندية الإنجليزية تحظى بملكيات أجنبية تستثمر في الصناعة المربحة والأولى عالمياً، وقبل سنوات، قال كارل هاينز رومينيجه، الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ: «يسبقنا الإنجليز بعشر سنوات، في عمليات تسويق الدوري عالمياً».
البريمير ليج هو أكبر وأقوى صالة عرض لمنتج كرة القدم في العالم، ولجميع عناصر اللعبة، اللاعب، والمدرب، والفريق، والملعب، والتسويق، والتصوير، والتكنولوجيا، وعندما طبقت تقنية الفار، لأول مرة هذا الموسم، كانت على أعلى مستوى تقني، والبريمير ليج ليس دوري فريقين كما الحال في إسبانيا، ولا دوري الفريق الواحد كما الحال في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ولكنه دوري كل الفرق، ودوري كل النجوم والجنسيات، وهو أيضاً دوري كل المدن وكل الجماهير الإنجليزية.
والمسابقة تمضي في مواعيد محددة، والمسابقة تمضي بضوابط محددة، وعندما طالب ليفربول تأجيل مباراة، بسبب مشاركته في كأس العالم للأندية، رفضت رابطة الأندية المحترفة طلبه. والاتحاد الإنجليزي يدرك دوره ويملك أدواته، وبعد سنوات من إخفاق المنتخبات فازت إنجلترا ببطولتي كأس العالم للناشئين والشباب في عام 2017، وهو إنجاز يشير إلى مستقبل المنتخب الأول، الذي تطور كثيراً في السنوات الأخيرة، تحت قيادة ساوث جيت، وفي ذلك ربما استفاد الإنجليز من التجربة الألمانية، في الفترة من عام 2000 إلى 2010، بالاهتمام بالناشئين، وتوفير أكثر من 17 ألف مدرب للمراحل السنية، وهو ما أنتج منتخباً توّج بكأس العالم 2014، وكان يستحق لقب 2010 أيضاً. عراقة الكرة الإنجليزية اختلطت بالحداثة وبالتطوير المستمر، وأصبح البريمير ليج موجوداً ومشهوداً في أكثر من 204 دول، ويدر أرباحاً هائلة في الاقتصاد الإنجليزي، وأصبح بالفعل قوة ناعمة مؤثرة في الشعوب التي تتابعه.
