الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فخر للشعبين الشقيقين.. إرث ثقافي راسـخ في الذاكرة

فخر للشعبين الشقيقين.. إرث ثقافي راسـخ في الذاكرة
16 ديسمبر 2019 01:43

إبراهيم الملا

تتأسس قيمة وعمق العلاقات الثقافية بين الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقة على جذور تاريخية ممتدة وقديمة فيها من الرحابة والثراء، ما يمكن أن يتيح لشعبي البلدين أن يفتخرا بهذه العلاقات القائمة على الودّ والمحبة، والمتّصلة بروابط اجتماعية واقتصادية وسياسية بقدر ما هي راسخة في الذاكرة الجمعية للشعبين، فهي متواصلة وتشهد المزيد من النماء والتطور، خصوصاً أن الإرث الثقافي الجامع بين البلدين ليس ابن المرحلة الحديثة والمعاصرة فقط، بل هو إرث نابع من عهود سحيقة، ولا تزال بصمات وملامح هذا الإرث الزاهي ثابتة ومدونة على الشواهد واللقى والمقتنيات الأثرية التي تعود لآلاف السنين، وتحديداً في العصر البرونزي ثم العصر النحاسي قبل أن يكتشف البشر القدماء في المنطقتين عنصر الحديد الذي ساهم في ولادة المجتمعات الصناعية المبكرة في كل من «أم النار» بالإمارات، وفي حضارة «دلمون» بالبحرين، ضمن وشائج تجارية واقتصادية ورحلات متبادلة تمتد في عمقها التاريخي إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد، واستمرت حتى 1200 قبل الميلاد، والتي تم استكمالها بعلاقات قديمة متبادلة مع الهند ووادي الرافدين، حيث لعب الشريان البحري في مياه الخليج، والممتد بين هذه الحضارات، دوراً رئيساً في خلق علاقات مزدهرة ومتنامية بين السكان القدامى في الإمارات والبحرين.

عمق حضاري
ويشير الكثير من الباحثين والخبراء في علم الآثار إلى أن العلاقات الثقافية بين الإمارات والبحرين تتمتع بعمق حضاري تؤكدها المكتشفات وعمليات التنقيب المتواصلة، وهي علاقات تحتاج لمن يضيء عليها أكثر، ويقدم الدراسات والبحوث الدقيقة حول تحولاتها عبر العصور، لأنه تاريخ صنعه الأسلاف والأجداد نعتز به وعلينا أن نقدمه ونوفره للأجيال الجديدة والقادمة من خلال الكتب والمناهج الدراسية، كما أن استثمار هذه الكنوز العلمية من خلال المتاحف والمواقع الأثرية أسس لوعي جديد حول أهمية السياحة الثقافية في كل من الإمارات والبحرين، وطرق تطوير هذا النمط السياحي القادر على تنمية القطاعين الأثري والتراثي، وتحريك عجلة الاقتصاد من خلال تبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال، وخلق بيئة جاذبة وصانعة للسياحة الداخلية والأخرى الخارجية للزوار الأجانب المتعطشين لمعرفة تاريخ المنطقة منذ الأزمنة الغابرة وإلى اليوم.
وتعمل الزيارات المتبادلة للوفود الثقافية في كل من الإمارات ومملكة البحرين على الارتقاء بالحراك الثقافي عبر تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية والحوار الفكري والاطلاع على التجارب الثقافية الناجحة للبلدين، خصوصاً مع امتلاك البحرين بنية ثقافية أصيلة وخصبة تتمثل في مؤسسات عريقة عدة وأخرى جديدة وناهضة، مثل: متحف البحرين الوطني، المتميز بتصميمه المعماري، وقاعاته الداخلية التي تعرض مجموعة أثرية نادرة، والقاعات الفنية التي تضم باقة دائمة من أعمال أبرز فناني البحرين، وهناك أيضاً متحف قلعة البحرين الذي يوثق أهمية هذا الموقع المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ومركز زوار طريق اللؤلؤ الذي يحتضن في تصميمه المبهر عدداً من اللقى الأثرية، إضافةً إلى جناح مملكة البحرين الوطني «آثار خضراء» الذي شارك في إكسبو ميلانو 2015، ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الذي يعد ملتقى للثقافة وشؤونها، وموقع اتصال ثقافياً بارزاً في حوار الحضارات الإنسانية.

مظاهر قوة
تتجلّى المظاهر المؤكدة على قوة ومتانة العلاقات الثقافية بين الإمارات والبحرين في عدة حقول ومسارات نذكر منها: الأسابيع التراثية البحرينية في الإمارات، والمعارض الفنية والتشكيلية المشتركة، والمنتديات والدورات والورش المتعلقة بعلم الآثار، والدراما التلفزيونية، والمهرجانات المسرحية، والتعاون وتبادل الخبرات بين السينمائيين الإماراتيين والبحرينيين في مجال التمثيل والإخراج والكتابة السينمائية واستثمار مواقع التصوير المناسبة والمترجمة لأجواء القصص والحكايات والقضايا الإنسانية التي تقدمها الأفلام الإماراتية والبحرينية في المهرجانات السينمائية المشتركة، وتعرضها لقطاع واسع من الجمهور العاشق للفن السابع في البلدين. ومؤخراً قامت دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مملكة البحرين بافتتاح «نُزُل السلام» في مدينة المحرّق، أحد مشاريع استعادة المباني التراثية الذي تدعمه الإمارات ضمن مشروع ثقافي مشترك يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي، بالإضافة لتشييد «الركن الأخضر»، بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين الشقيقة للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين.
وساهمت الاتفاقية المشتركة بين الإمارات والبحرين في عودة الحياة إلى بيت فتح الله الذي كان منذ عام 1947م علامة مميّزة في المحرّق، ويعود ليكون مكان استراحة للسائح الذي يأتي إلى زيارة طريق اللؤلؤ المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي، فيكتشف جماليات العمارة البحرينيّة، ويوقظ الحنين إلى الماضي في قلوب أهله في مجالات تجارة اللؤلؤ، والشعر، والموسيقى، والصحافة وغيرها.

علاقات تشكيلية
وفي حقل الفنون التشكيلية، كان لحضور الأسماء الإبداعية البحرينية في مجال النحت وإنتاج اللوحات والأعمال التركيبية، ومشاركتها واستضافتها في المعارض الكبرى، أثر في توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، من خلال بوابة الفن التشكيلي باتجاهاته وتياراته الكلاسيكية والمعاصرة، حيث تمت استضافة أعمال مجموعة من رواد الفن التشكيلي في البحرين بإحدى معارض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وهؤلاء الرواد الذين يمثلون ثلاثة أجيال من الفنانين البحرينيين، هم: عبد الله المحرّقي، وعبد الرحيم شريف، وجعفر عُريبي، وحملت أعمالهم عنوان «التجربة البحرينية»، والتي تعكس الموروثات الاجتماعية والثقافية التي اُستمِدت من حضارات عريقة مرت على أرض مملكة البحرين، كما تعكس أيضاً التطور والازدهار في الساحة الفنية التشكيلية الحديثة، نظراً لسجل البحرين الحافل ورصيدها الكبير المتوّج بأعمال فنية ثرية وراقية في شكلها ومضمونها.

نُزُل السلام
قامت الإمارات مؤخراً بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مملكة البحرين بافتتاح «نُزُل السلام» في مدينة المحرّق، أحد مشاريع استعادة المباني التراثية الذي تدعمه الإمارات ضمن مشروع ثقافي مشترك يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي، بالإضافة لتشييد «الركن الأخضر»، بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي بين البلدين للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك.

بنية عريقة
تمتلك البحرين بنية ثقافية أصيلة وخصبة تتمثل في مؤسسات عريقة عدة وأخرى جديدة وناهضة، مثل: متحف البحرين الوطني، المتميز بتصميمه المعماري، وقاعاته الداخلية التي تعرض مجموعة أثرية نادرة، ومتحف قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ومسار اللؤلؤ الذي يحتضن في تصميمه المبهر عدداً من اللقى الأثرية، وجناح مملكة البحرين الوطني «آثار خضراء» الذي شارك في إكسبو ميلانو 2015، ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الذي يعد ملتقى للثقافة وشؤونها، وموقع اتصال ثقافياً بارزاً في حوار الحضارات الإنسانية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©