عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
هيمن نقاش اعتبره البعض محاكمة لاضطرابات ما عرف بـ«الربيع العربي» على جلسات منتدى شباب العالم في شرم الشيخ المصرية أمس. وجاء الحديث مع اقتراب الذكرى التاسعة لاندلاع هذه الاضطرابات. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط هو محور الحديث في المنتدى خلال جلسات أمس بعد أن أعلن صراحة أنه يرفض تسمية تلك الأحداث بـ«ثورات الربيع العربي» قائلاً: «لا ينبغي تسميته بالربيع بمنتهى الأمانة».
وبرر أبو الغيط اعتراضه على هذه التسمية بموت 500 ألف سوري، وطرد من 4 لـ5 ملايين سوري من بلادهم مع نزوح 6 ملايين سوري داخليا، وهدم ليبيا وتأثيرات رهيبة على المدن العراقية والليبية والسورية وعودة الكوليرا وشلل الأطفال باليمن، مشدداً على أنه «ليس بالربيع» وأنه مستعد إعلان ذلك أمام العالم.
من جانبه، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة مواجهة الدول الداعمة للإرهاب بكل حسم وحزم بغض النظر عن المصالح السياسية والاقتصادية معها، لافتاً إلى أنه أكد مراراً على أن الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق ستصيب أوروبا بالضرر، خاصة بسبب العناصر التي ستعود بعد انتهاء مهماتها في سوريا. مؤكداً على أن ذلك ما يحدث الآن.
وأكد السيسي أن الإرهاب صناعة شيطانية تستخدم أدواتها في الإنسان وتقدمه، موضحا أن الجريمة المنظمة تدخل تحت ساتر الإرهاب، لافتاً إلى أن الإرهاب أصبح غطاء لعدد من العواصم من أجل تحقيق أطماعها في دول أخرى، مشددا على أن أخطر ما في الإرهاب هو استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية.
وحول الصراع بين الدول وتأثير ذلك على الدول الفقيرة والصغيرة، قال الرئيس المصري: «عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة»، في إشارة إلى أن الدول الصغيرة هي التي تدفع ثمن صراعات الدول الكبرى. وينعقد المنتدى في مدينة شرم الشيخ المصرية، في الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر 2019، ويحظى المنتدى باهتمام سياسي وإعلامي واسع في مصر، في ظل مشاركة الرئيس السيسي، وسبق أن وصف السيسي المنتدى بأنه فرصة «لمد جسور الحوار والتواصل بين الشباب من أنحاء العالم كافة».
وفي موضع آخر، قال السيسي إن الدولة الليبية تعاني وجود قوى تحول دون استقرارها نتيجة تنفيذ أجندتها، موضحا أن الحكومة الليبية في طرابلس (حكومة الوفاق) بلا إرادة حرة حقيقية خلال السنوات الماضية لأنها أسيرة للميليشيات المسلحة والإرهابية في العاصمة.
وأكد السيسي، خلال مداخلته في جلسة «تعزيز الحوار بين دول المتوسط»، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، أنه من مصلحة الجميع أن يعود الاستقرار مرة أخرى للإقليم من دون النظر إلى المصالح الخاصة، مشددا على أن الإرهاب أصبح وسيلة لتنفيذ هذه المصالح.
ولفت الرئيس المصري إلى أن الأمن القومي المصري يُمس بشكل مباشر من الموقف في ليبيا، مضيفا «كان الأولى التدخل بشكل مباشر في ليبيا ولدينا القدرة لكن لم نقدم على ذلك واحترمنا ظروف ليبيا وقلنا نحافظ على الأخوة بيننا وبين الشعب الليبي ولن ينسى لنا الشعب الليبي تدخلنا بشكل مباشر في أمنه».
واعتبر الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الإرهاب أحد الظواهر التي ابتليت الدول بها في هذا العصر، ووصفه بـ «سرطان العصر»، مؤكداً على خطر الإنترنت على الرغم من فوائد وسهولة تداول المعلومات عن طريقها، إلا أنه خطر جسيم على المجتمعات الإسلامية والعالم كله، مطالباً بإحكام الرقابة على الفضاء الإلكتروني، وعدم ترك الحبل على الغارب.
