الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مؤسسة العويس تختتم احتفاءها بـ"الجواهري معاصراً".. إيقاع الموت والصوت.. والذاكرة الشعرية الحداثية

مؤسسة العويس تختتم احتفاءها بـ"الجواهري معاصراً".. إيقاع الموت والصوت.. والذاكرة الشعرية الحداثية
17 نوفمبر 2018 01:28

غالية خوجة (دبي)

اختتمت مؤسسة العويس الثقافية احتفاءها بالجواهري معاصراً، أول أمس، بحضور د. محمد عبدالله المطوع عضو مجلس أمناء جائزة سلطان بن علي العويس، وعدد من المثقفين والمهتمين.
وناقشت الجلسة الأولى التي أدارتها الكاتبة بدرية الشامسي الإيقاع في شعرية محمد مهدي الجواهري، من خلال ورقة قدمها د. علوي الهاشمي وقرأها حسين درويش، وعنوانها: «إيقاع تجربة الموت عروضياً في شعر الجواهري من خلال أربع قصائد مختارة»، شملت العبور إلى سيرته من خلال رحيل أهله إلى الموت، ورحيله المتنقل في الأمكنة والبلاد، وعلاقته مع الموجودات والعباد، وذلك ضمن عدة بنى، منها بنية الإيقاع والبنية اللغوية والعلاقة بين العاطفة والتفكير، وكيف فلسفَ إيقاعات الموت بصور شعرية جمالية اختزلت رحلته في الحياة.
بينما تطرق د. مقداد محمد شكر قاسم إلى «إيقاع التكرار في شعر الجواهري»، مؤكداً على اهتمامه الدقيق بتكرار الحرف، مثل «النون»، التي كررها (41) مرة في (8) أبيات، والتكرار الصوتي لحروف معينة، وتكرار المفردة، لا سيما بصيغة (أفعل) و(استفعل).
وتناولت الجلسة الثانية التي أدارتها الشاعرة الهنوف محمد، موضوع «الجواهري.. شاعر المفردة»، وكيف تناول مفرداته كقاموس شعري خاص به، لكنه أنجز بهذه المفردات قصائده بتشكّلات وتشكيلات فنية تستمد حضورها من المعنى والتركيب، وهذا ما أكده د. شاكر نوري.
وبدوره، شارك د.سمر روحي الفيصل بورقة عنوانها «نثر الجواهري.. قراءة في (ذكرياتي)»، موضحاً الفرق بين منثور الجواهري المتناسب مع الحياة ولغتها مقارنة مع جزالة شعره، متوقفاً عند كتاب «ذكرياتي» الذي كان مسجلاً بصوت الجواهري، بأسلوب التأريخ الشعري، وكيف اعتمد بوعي واضح على 3 أنواع من اللغة، هي اللغة الخبرية، اللغة التحليلية، اللغة المجازية، وتابع الفيصل: تأثر ببيئته، وكان أبوه يعده كرجل دين، إلاّ أنه استفاد من القرآن الكريم في شعره، إضافة إلى استفادته من التراث الديني، العربي، الأدبي، والتراث الحداثي، كما أنه استفاد من مكنون شعرية المتنبي والبحتري والمعري وغيرهم.
وأجمع المشاركون في الجلستين على قوة ذاكرة الجواهري كونه يحفظ قصائده ولا يملك لها مسودة، وعلى قوة أسلوبه الكلاسيكي، وطريقته الفنية في توظيف التكرارات المختلفة، إضافة إلى اعتماده على النثر لسرد مكنوناته ومكوناته الشخصية التي اتصفت بالجرأة، والأثرة، والتناقض أيضاً، ملفتين إلى صراعاته مع محيطه، وإلى تجربته الإعلامية ومنها، مثلاً، تأسيسه صحيفة «الرأي العام».
واختتم اليوم الثاني والأخير من ملتقى: «الجواهري معاصراً» بنقاش بين الحضور والمنصة، ركز على ضرورة إعادة طباعة كتاب «ذكرياتي» للجواهري، وضرورة الاعتماد على اختصاصيين يتمتعون بالدقة لاستكمال المنقطع من سيرته لا سيما سيرته في دمشق، ملفتين إلى المقولة الشهيرة: «الشعر إلهام لا موهبة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©