الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جونسون يقود ثورة داخلية في الحكومة البريطانية

جونسون يقود ثورة داخلية في الحكومة البريطانية
16 ديسمبر 2019 01:35

شادي صلاح الدين (لندن)

وضع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خططاً لإدارة «حكومة ثورية» تشمل إقالة وزراء وإلغاء وزارات، واستبدال موظفي الخدمة المدنية بخبراء خارجيين في محاولة لإعادة تشكيل الاقتصاد.
ويواجه ما يصل إلى ثلث مجلس الوزراء خطر الإقالة في تعديل وزاري في فبراير المقبل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحيث يمكن إحضار وجوه جديدة لإنشاء حكومة «تحويلية» تركز على احتياجات الناخبين من الطبقة العاملة الذين دفعوه إلى فوز ساحق الأسبوع الماضي، وفقاً لما كشفته صحيفة «ذي صنداي تايمز».
ومن المقرر أن يعلن رئيس الوزراء في خطاب الملكة يوم الخميس المقبل، أنه سيكرس في القانون التزام الحكومة بزيادة إنفاق هيئة الخدمات الصحية بمقدار 33.9 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2023 وهي المرة الأولى التي تلتزم فيها الحكومة بالتزام الإنفاق على مدى عدة سنوات.
ويتم تخصيص مبلغ إضافي قدره 78 مليار جنيه إسترليني لتحويل وسائل النقل في شمال إنجلترا بمجموعة من الطرق والجسور والحافلات الجديدة.
وفي إشارة إلى نيته لاستعمار مركز السياسة البريطانية، زار جونسون أمس الأول «سيدجفيلد»، المقعد السابق لتوني بلير، والتي فاز بها حزب المحافظين في انتخابات الخميس.
واستدعى رئيس الوزراء كبار موظفي الخدمة المدنية، بما في ذلك سكرتير مجلس الوزراء مارك سيدويل، وأعلن أن الحكومة بأكملها كان عليها أن تحول تركيزها إلى تحسين حياة الناخبين من الطبقة العاملة في شمال إنجلترا الذين دعموا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتحولوا إلى انتخاب المحافظين.
وحقق المحافظون انتصاراً تاريخياً في الانتخابات، بعد أن انتصروا في المقاعد التقليدية للعمال في شمال إنجلترا، في ضربة موجعة للحزب اليساري، الذي يقوده جريمي كوربين، والذي يواجه مطالبات ملحة بتقديم استقالته فوراً دون أي تأخير.
ومن المقرر أن يلغي رئيس الوزراء وزارة «البريكست» في 31 يناير، ويرسل أفضل موظفي هذه الوزارة للانضمام إلى فريق التفاوض في الاتحاد الأوروبي الذي يقوده ديفيد فروست في مكتب مجلس الوزراء ووزارة التجارة الدولية.
كما سيقضي جونسون عطلة عيد الميلاد في وضع خطط لإجراء تغييرات كبيرة على وزارات «وايت هول» -مقر الحكومة- وتشمل: «إنشاء وزارة للحدود والهجرة منفصلة عن وزارة الداخلية لتحسين الأمن وتشغيل نظام التأشيرات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودمج وزارة التجارة الدولية مع وزارة الأعمال لإنشاء مجموعة قوية يمكنها القيام بصفقات تجارية مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا أثناء تحويل الاقتصاد في شمال إنجلترا، كما تشمل خططه دمج وزارة الخارجية ووزارة التنمية الدولية للمساعدة في تنسيق ميزانية المساعدات البريطانية مع أهداف السياسة الخارجية، بجانب فصل الطاقة وتغير المناخ عن إدارة الأعمال».
ومن المنتظر أن يجري جونسون تعديلاً وزارياً محدوداً اليوم الاثنين، ليستبدل نيكي مورجان، وزيرة الثقافة المستقيلة، وألون كيرنز، وزير شؤون ويلز، الذي استقال في بداية الحملة وزاك جولدسميث، الذي فقد مقعده الأسبوع الماضي.
ولا يعتبر ذلك سوى مقدمة بسيطة لتغيير واسع النطاق في فبراير المقبل، عندما سيكشف عن الفريق الذي يأمل في أن يحول بريطانيا ويعزز فرص المحافظين في الفوز بولاية خامسة لم يسبق لها مثيل في انتخابات عام 2024. ويقول المطلعون إن الوزراء الجدد سيتم اختيارهم بناء على خبرتهم وقدرتهم على قيادة التغيير بدلاً من كونهم مؤدين جيدين أمام وسائل الإعلام. وأكد أحد كبار الشخصيات المؤثرة في الحزب «سيكون التغيير كبيراً جداً، سيتم العثور على الأشخاص الذين يمكنهم القيام بالوظائف وليس القلق بشأن وسائل الإعلام والأشياء قصيرة الأجل، نحن بصدد وضع خطة مفصلة للغاية وثورية للغاية ومن ثم سننفذها».
وتتمثل أولويات جونسون الثلاث للسنوات الخمس المقبلة في إقناع الناخبين الشماليين بالبقاء مع المحافظين مرة أخرى.
وستكون الأولوية الأولى هي التخلص من قضية «هيئة خدمات الصحة الوطنية» وتوفير ميزانية ضخمة لها بحيث يكون من المستحيل على حزب العمال استخدام القضية للتغلب على الحكومة في الانتخابات المقبلة. وبعد ذلك، سيتم تحويل اقتصاد بريطانيا خارج لندن بحيث يستفيد الناخبون في الشمال من وظائف التكنولوجيا الفائقة. والأولوية الثالثة هي إطلاق سلسلة من مشاريع البنية التحتية، والتي من المرجح أن يطلق عليها اسم «جسور بوريس».

كوربن يعتذر عن هزيمة حزب العمال الانتخابية
اعتذر جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض عن النتائج الكارثية لحزبه في الانتخابات العامة المبكرة التي جرت يوم الخميس الماضي، وشهدت فوز حزب المحافظين، بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون بأغلبية كبيرة في البرلمان. ونقلت صحيفة «صنداي ميرور» الداعمة لحزب العمال عن كوربن قوله «كنت أريد توحيد البلاد التي أحبها، لكنني آسف لأننا لم نحقق تقدماً كافياً وأتحمل مسؤوليتي عن ذلك». ووافق كوربن على الاستقالة أوائل العام المقبل. وكتب في صحيفتي «ذا اوبزرفر» و«جارديان صنداي» يقول «الاستقطاب في البلاد بشأن بريكست يجعل حصول حزب على دعم انتخابي قوي على الجانبين أمر أكثر صعوبة». وعرض كوربن على الناخبين إجراء استفتاء ثان حول بريكست، لكنه قال إن حزب العمال سيبقى على الحياد بشأن النتيجة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©