الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

البحرين.. «مملكة الموروث»

البحرين.. «مملكة الموروث»
16 ديسمبر 2019 01:33

أشرف جمعة(أبوظبي)

يزخر جناح مملكة البحرين في مهرجان الشيخ زايد بالعديد من المعروضات، التي تعبر عن الماضي والحاضر من خلال الأعمال اليدوية والحرف والصناعات التقليدية، فضلاً عن معروضات الأزياء الشعبية بمختلف أنواعها والمنتجات الطبيعية، وكذلك التمور البحرينية، التي لها عبق خاص، فضلاً عن تماهي الجناح مع الموروثات الخليجية الأخرى، وكذلك العربية والعالمية، حيث استقطب العديد من زوار المهرجان، ليتعرفوا إلى الكثير مما يعرضه هذا الجناح في الأجواء الاحتفالية، التي تظلل مهرجان الشيخ زايد في نسخته الحالية، والتي تعلي من قيمة الموروث وتجمع جمهوراً محباً لهذا الوهج المتدفق من الأجنحة المشاركة، وهو ما يتيح الفرصة للتزود من هذا المعين الحضاري في ظل احتفالات مملكة البحرين اليوم، بالعيد الوطني الـ 48 وسط إنجازات قادتها إلى مواقع الريادة.

أطياف الموروث
في بداية جناح مملكة البحرين كان مهاب عادل يعرض العديد من المنتجات الطبيعية البحرينية، التي جذبت العديد من جمهور المهرجان، خاصة خلطات الطعام والزيوت الطبيعية، التي تعطي طاقة للجسم وتسهم في تعزيز مناعته.. ويبين أنه يعرض أيضاً العطور المصنوعة بطريقة طبيعية والتي لا تمثل أي أضرار على الإنسان، نظراً لأنها مصنوعة من مواد طبيعية.
ويشير إلى أن جناح مملكة البحرين يشارك كل عام في هذا العرس السنوي، بخاصة أن المنتجات البحرينية لها قبول واسع بين الجمهور، وهو ما يدع مجالاً للتنافس بين العارضين من أجل أبراز أفضل المنتجات، كما يشير إلى أن الجناح يحتوي على العديد من المنتجات التي تميزه، مثل الأزياء الشعبية الشهيرة، فضلاً عن العطور والدخون بكل أنواعها، كما يشارك عدد من العارضين بمنتجات طبيعية للجمال والتي تهم عادة النساء.
ولفت إلى أن العديد من المنتجات البحرينية أيضاً حاضرة في الجناح، ويذكر أن المهرجان يرسخ للقيم الحضارية، ويجمع شعوب العالم على الموروث الحي الذي يمثل أهمية كبرى في هذا العصر، ويرى أن الجمهور يؤكد في كل دورة مدى اهتمامه بالتعرف إلى موروثات الشعوب، ومن ثم اقتناء الأشياء النادرة من المنتجات المصنوعة بطريقة يدوية خالصة، وأنه يعيش تجربة خاصة من خلال المهرجان الذي يمثل لوحة تتناغم فيها كل أطياف الموروث على أرض الإمارات، وأنه يشعر بسعادة حقيقة لهذه المشاركة التي أطلعته على تجارب متعددة بطابعها التراثي الشفيف.

تمور أصيلة
وأمام أنوع كثيرة من التمور، كانت جميلة العربي تعرض في جناح مملكة البحرين التمور الأصيلة التي تعد زينة الموائد البحرينية والخليجية، فهي تعد من رموز الضيافة العربية، حيث إنه يقدم مع القهوة في المجالس، ويؤكل في كل وقت، نظراً لأنه غني بمكوناته المفيدة للصحة، وتلفت إلى أن الجمهور في المهرجان لديه وعي بالتمر وأنواعه، ويتحرى دائماً الأنواع الجيدة، وهو ما جعلها تعرض في دكانها عدداً وفيراً من الأنواع الشهيرة في منطقة الخليج، وأنها تسعى إلى تقديمه ضمن المشاركة في جناح البحرين الذي يحرص على أن يكون حضوره متميزاً كالعادة، وتذكر منذ انطلاق المهرجان، أنها لاحظت تدفق العديد من العائلات والأفراد الذين يبحثون عن أنواع بعينها من التمور، وأنه من حسن الحظ توفر عدد وفير من الأنواع المفضلة لديها التي تجذب الأسرة بوجه عام.
وترى العربي أن المهرجان يمثل أهمية كبيرة لكل محبي الموروث الشعبي الأصيل، خاصة أنه يضم تجارب إماراتية وخليجية وعربية وعالمية، وهو ما يجعله محطة حضارية مهمة تمزج الحاضر بالماضي، وأنها استفادت بشكل شخصي من هذه التجارب، فضلاً عن اطلاعها على صناعات تقليدية تعبر عن ماهية الشعوب قديماً وحديثاً، وتلفت إلى أنه في جناح البحرين كان الجمهور يبحث عن الأشياء النادرة من أجل الاقتناء، وهو ما يوفره المهرجان للجميع من خلال استضافته عدداً كبيراً من الدول، من أجل عرض عناصر ثمينة من موروثات عالمية، وتذكر أنها في أثناء عرض المنتجات الخاصة بالتمور، استطاعت في فترة وجيزة أن تعطي للوافدين على الجناح لمحة عن أهمية التمور وخواصها الغذائية، نظراً للإقبال الكبير على ما تنتجه النخلة المباركة الأصلية.

منتجات طبيعية
وفي دكان مصطفى الناقوري، المخصص لعرض منتجات للعناية بالبشرة والجمال بوجه عام، كانت العديد من السيدات تبحث عن الأشياء الجديدة والطبيعية المعرضة فيه، ويشير الناقوري إلى أن هذا الدكان يعبر عن اهتمام المرأة بوجه عام بما يفيدها، ويقدم لها منتجات طبيعية وهو الهدف الرئيس من المشاركة، مبيناً أنه من الضروري التعامل مع المنتجات الخاصة بالوجه واليدين والشعر بحذر، حتى لا تحدث أضراراً تؤذي الجسم بوجه عام، ويلفت إلى أن جناح مملكة البحرين يسعى إلى عرض منتجات طبيعية تلائم السيدات، وتساعد على حل مشكلات كثيرة، بعيداً عن المنتجات المصنوعة من خامات كيميائية لا جدوى منها.
ويذكر أن المهرجان يرسخ للحياة الطبيعية من خلال المشاركين الذين يحاولون أن يعودا للماضي، مؤكداً أن الحياة قديماً كانت بسيطة، وأن الناس كانت تلجأ في العلاج إلى الزيوت الطبيعية والتداوي بالأعشاب والكثير من الأشياء التي أثبتت جدواها مع الزمن، مشيراً إلى أن مثل هذه المنتجات أصبحت هي الأغلى لأن فوائدها الصحية كبيرة، ويبين أنه سعيد بالمشاركة في جناح البحرين هذا العام وبوجوده بالمهرجان، خصوصاً أنه اطلع على نماذج حية من موروثات الشعوب التي تعبر عن حضارتها العريقة، كما أن المهرجان بوجهه المضيء يسهم في الحفاظ على التراث العريق، ويعيد الاهتمام به إلى دائرة الاهتمام، لذا فإن هذا العرس السنوي هو مثار اهتمام بالغ من المشاركين والجمهور.

عباءة نسائية
ويعرض محمد شاهين في دكانه العباءة النسائية بأشكال مختلفة، بخاصة أنها تمثل جزءاً من العادات والتقاليد الخليجية والعربية، فالمرأة اعتادت ارتداءها في كل الأحوال والمناسبات، وأنها مع مرور الزمن تطورت لتأخذ أشكالاً جديدة مع الحفاظ على نسقها التاريخي، ويبين أن العباءات النسائية التي يعرضها في هذا الدكان مصنوعة بطريقة يدوية خالصة، وأن بعضها يحتاج إلى تطريزات دقيقة، وهو ما يجعل العباءة الواحدة تأخذ وقتاً طويلاً بعض الشيء من أجل تصنيعها بشكل متقن، ويشير إلى أن العباءة النسائية في عصر الموضة والافتتان بالأزياء الأخرى، لم تزل محافظة على مكانتها كرمز للاحتشام، لذا فإن الاهتمام بها يتزايد بشكل مستمر، وأنه يحرص في جناح مملكة البحرين على عرض العديد من العباءات التي تعبر عن الماضي، ومن ثم إدخال بعض اللمسات العصرية عليها، حتى تلائم كل الأذواق، ويرى أن الجناح البحريني يتميز بمعروضاته المختلفة وبمنتجاته التي يبحث عنها الجمهور، بخاصة أن المهرجان يرسخ للموروث ويسهم في تحفيز أصحاب الحرف على تقديم منتجات مصنوعة بطريقة تقليدية تعبر عن الأصالة، وأنه يشعر بالسعادة لهذه المشاركة التي أطلعته على تجارب مختلفة في هذا العرس الثقافي الذي يعبر بالجمهور إلى مساحات هائلة عامرة بالمورث العالمي.

بشوت تقليدية
يعرض عمر جبر العديد من الملابس التقليدية مثل البشت الخليجي والعباءات الرجالية الأخرى بمختلف أنواعها ويقول عن ذلك: أركز على عرض البشوت التي تجد رواجاً أكثر بين الجمهور الخليجي بوجه عام، بخاصة أن البشت عبارة عن عباءة رجالية يرتديها العرب بشكل عام منذ آلاف السنين، ويصنع البشت من وبر الجمال وصوف الماعز، حيث يتم غزل هذه المادة، ثم يصنع منها القماش الذي يكون جاهزاً لاستخدامه في نسج البشت. ويوضح أنه تأتي عملية خياطة البشت بعد عملية غزل الصوف وبخيوط قطنية، حسب لون البشت، وتستغرق وقتاً طويلاً ودقة ومهارة، لذا ترتفع أثمانه، مقارنة بأنواع البشوت التي تحاك باستخدام الآلة، وهي عادة ما تكون بأسعار أقل، وغالباً ما يستخدم صوف «اللاما» لحياكة هذه الأنواع من البشوت، وتنقسم خياطة البشوت إلى طرق عده ومنها الدربويه: هي خياطة يدوية وبنقشات وتصاميم مختلفة ومنها المنديلي والملكي، والمقطع، أما المكسر فهو عباره عن تفصيل البشت وتطريزه يدوياً.
وأوضح أن البشوت تختلف بحسب أنواعها وجودتها، فالبشت الناعم يحتاج إلى طرق خاصة في صناعته، حتى لا يتعرض للثقب، وللعباءات الرجالية أنواع في الحياكة مثل البشت المذهب، وكذلك العباءة «التحرير» نسبة إلى الحرير وخيوطه، وهذا النوع رائج في الجزيرة العربية بوجه عام، وتنقسم البشوت إلى عدة أنواع، مثل الصيفية وهي ذات غزل ناعم الملمس، وعادة ما يكون غالي الثمن، وكذلك البشوت الشتوية التي تصنع من الخيوط الخشنة كالوبر.

عطور ودخون
أشارت سهام عطوشي إلى أن المهرجان محطة مهمة للموروثات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، وأن الجميع يتبارى في عرض منتجات تعبر عن حياة الماضي، ومن ثم تتماهى مع العصر، وأنها من خلال مشاركتها في جناح البحرين تعرض العطور والدخون وأنواع المسك المستخلصة من موادها الطبيعية، بخاصة أن البيئة الخليجية تعتمد على استخدام العطور وكذلك الدخون، وهو ما يجعل لمثل هذه المنتجات رواجاً، وأن الجمهور يبحث عن المواد المتميزة، فضلاً عن أنوع بعينها.
وترى أن جناح مملكة البحرين متميز من خلال عرض الكثير من المنتجات الطبيعية، ومن ثم تقديم صناعات تقليدية أصيلة، وأنها منذ انطلاق المهرجان لاحظت إقبال الجمهور على الجناح الذي يشكل، جنباً إلى جنب، مع الموروثات الخليجية الأخرى جمالاً آخر، مشيرة إلى أن المهرجان يعبر عن ثقافات مختلفة للشعوب المشاركة، وهو ما يعطي فرصة كبيرة للجمهور للتعرف إلى الموروثات العريقة، ومن ثم الاطلاع على المكونات الحضارية والإنسانية التي تشكل طبيعة وماهية التراث.
وتذكر أنها خاضت تجربة لا تنسى من خلال التجول في أرجاء المهرجان، ومن ثم الاطلاع على العناصر التراثية للعديد من الدول، وهو ما عمق لديها ثقافة كانت تجهلها، وتلفت إلى أن المهرجان يحفز على البحث عن مقتنيات نادرة، وأنها بالفعل عثرت على العديد من الأشياء التي وجدت فيها ما كانت تطمح إليه.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©