عدد اليوم
محمد صلاح (رأس الخيمة)
كشف برنامج الشيخ زايد للإسكان عن مشروع ضخم يتضمن بناء ألف مسكن تمثل المرحلتين الثالثة والرابعة من مشروع بطين السمر الإسكاني الذي انتهى البرنامج من تشييد المرحلتين الأولى والثانية منه بعدد 888 مسكناً في إمارة رأس الخيمة. ويستعد البرنامج لتسليمها بنهاية العام المقبل، حيث يجرى تنفيذ العديد من المرافق الخدمية، ويلبي المشروع احتياجات الأهالي الذين سيستفيدون من هذه المساكن، القابلة للتوسع والبناء وإجراء الإضافات المطلوبة، واعتماد أحدث النظم العالمية للمباني الحديثة والذكية، والتي من شأنها تحقيق الرفاهية وجودة الحياة المطلوبة لأبناء الوطن.
وقال المهندس محمد إبراهيم المنصوري المدير التنفيذي للشؤون الهندسية بالبرنامج: إن المشروع الجديد من أهم المشروعات السكنية التي ينفذها البرنامج خلال الفترة المقبلة ضمن الرؤية الاستراتيجية والمستهدف لهذا القطاع الحيوي من تحقيق لاستقرار المواطن وتحقيق الحياة الكريمة والمناسبة، مشيراً إلى أن البرنامج تسلم المساحات المخصصة للمرحلتين الثالثة والرابعة وسنبدأ خلال الفترة المقبلة تخطيط المساكن والشوارع والمرافق الحيوية التي سيتضمنها المشروع.
وأوضح لـ«الاتحاد»: إن البرنامج أنجز المرحلتين الأولى والثانية من مجمع بطين السمر الإسكاني برأس الخيمة والذي يضم 888 مسكناً، حيث أضحت هذه المساكن في مراحل التشطيب النهائية، ويجري في الوقت الحالي إنشاء عدد من المرافق الحيوية التي تخدم المشروع، مشيراً إلى أن البرنامج سيبدأ تسليم هذه المساكن نهاية العام 2020 بعد اكتمال هذه المرافق، مشيداً بالتعاون المثمر مع الجهات الاتحادية والمحلية المعنية بإنشاء هذه المرافق بالسرعة المطلوبة لهذه المجمعات التي جرى تشييدها وفق أعلى المواصفات المطلوبة.
مفهوم«اتحاد الملاك»
وأشار إلى أن البرنامج يعمل حالياً على تفعيل مفهوم «اتحاد الملاك» لجميع المجمعات السكنية، وهو مفهوم جديد سيجعل المستفيدين من هذه المساكن يشاركون في تحديد أولوياتهم وما يرغبون في تنفيذه من مرافق خدمية داخل هذه المجمعات التي روعي عند تشييدها أن تلبي جميع احتياجات الأسرة المواطنة، الحالية والمستقبلية، من خلال النماذج السكنية التي يجري تصميمها حالياً بشكل كامل بأيدي مهندسات مواطنات لديهن الخبرة والكفاءة العالية في تصميم منازل الحاضر والمستقبل وتقديم تصور ملائم لحياة الأسرة المواطنة، ومدى حاجتها المستقبلية للتعديلات والإضافات التي قد تمليها ظروف زيادة عدد الأسرة والحاجة للتوسع في المسكن، لافتاً أن هذا الفريق يأخذ بعين الاعتبار ترجمة رؤية القيادة الرشيدة المتعلقة بضرورة أن تضم هذه المساكن الساحات والغرف المناسبة للمعيشية إلى جانب احتوائها على عدد من الأنظمة الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتسهل عملية التحكم في جميع أجهزة المنزل والتعامل معها عن بعد.
وأشار المنصوري إلى أن المرحلتين الأولى والثانية من هذا المشروع جرى تشييدهما على مساحة 2.206.000 متر مربع، متضمنة نماذج متنوعة من العمارة الإماراتية المستوحاة من تراثنا، وقد شهدت الفترة الماضية تطوير هذه النماذج لجعلها ملائمة للطبيعة المناخية إلى جانب مدها بأحدث الأنظمة البيئية ومصادر الطاقة المتجددة ومواد البناء والممارسات المبتكرة، مثل استخدام أصباغ صديقة للبيئة وتقنيات ترشيد الطاقة (المياه والكهرباء)، إلى جانب استخدام العزل الحراري للأسقف، لافتاً أن الفترة الحالية تشهد إنشاء أحدث شبكة للصرف الصحي ستضم محطات معالجة حديثة يسهل معها تدوير واستخدام المياه في ري المسطحات الخضراء التي سيضمها هذا المجمع الحيوي والمهم.
استجابات فورية
وأكد أن البرنامج يحقق حالياً المستهدف منه بالنسبة للفترة التي تستغرقها طلبات المواطنين منذ تقديمها حتى الحصول على الموافقات، حيث لا تتخطى المدة المطلوبة حالياً الشهرين، فيما يتم التعامل بصورة فورية مع طلبات المواطنين الذين لديهم أوراق جاهزة ولا يمتلكون مسكناً، لافتاً أن البرنامج يحقق أعلى معدلات الشفافية في أولوية الحجز، واختيار المسكن الملائم ويمكن للمستفيد من البرنامج اليوم الدخول بنفسه للتطبيق للتعرف على المجمعات السكنية والنماذج التي يجرى البناء بها، حيث تتوفر الصور المناسبة لكل نموذج.. ما يمكنه هو وجميع أفراد أسرته من الإطلاع عليها بسهولة ومن ثم اختيار ما يناسبه منها.
مشروع الرفاعة
وفيما يخص مشروع الرفاعة أكد المدير التنفيذي للشؤون الهندسية بالبرنامج، أن منطقة الرفاعة برأس الخيمة من المناطق الحيوية التي تشهد حركة تنمية وبناء مستمر، وتضم أحد المجمعات السكنية التي جرى تشييدها منذ سنوات قليلة من قبل لجنة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، وفي الوقت الحالي يقوم البرنامج بتمويل المساكن الفردية التي يجرى إنشاؤها في هذه المنطقة الحيوية والمهمة، وكان لدى البرنامج مخطط لإنشاء مجمع سكني كبير في المنطقة، لكن مع توفير حكومة رأس الخيمة للأراضي المناسبة للمجمع الجديد في بطين السمر، والذي سيمثل عقب الانتهاء من إنجازه مدينة متكاملة المرافق، سيقتصر التمويل على المساكن الفردية في هذه المنطقة، بالإضافة إلى المناطق الأخرى التي يحصل الأهالي على قطع أراض بها.
العوير بدبي وخورفكان
وأوضح المنصوري أن البرنامج بصدد البدء في إنشاء مجمعي العوير بدبي وخورفكان بالشارقة، ويضم المجمع الأول حوالي 250 فيلا والثاني حوالي 235 فيلا، وهذان المشروعان ضمن مشروعات أخرى سينفذها البرنامج خلال الفترة المقبلة ضمن مشاريع المجتمعات الحيوية متكاملة المرافق، وسيتضمن المشروع الأخير إنشاء مجارٍ للسيول وتغيير مجاري بعض الأودية الجبلية لضمان عدم وصول المياه للمساكن، كما يتضمن إنشاء عدد من الجسور والعبارات التي ستخدم أهالي المنطقة وتوفر الحماية اللازمة للمساكن، مؤكداً أن جميع المشروعات الحالية والمستقبلية التي ينفذها البرنامج تتضمن تحقيق معايير جودة الحياة، وهي معايير إلزامية أقرتها الحكومة على جميع المؤسسات والهيئات والجهات المعنية بجميع القطاعات التي تخدم أبناء الوطن، لافتاً إلى أن الأحياء السكنية المستقبلية ستكون أحياء ذكية بنسبة 100% وستعكس التطور الكبير للذكاء الاصطناعي واستخداماته في تحقيق الرفاهية لجميع أفراد المجتمع.
