الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفن الإسلامي.. أيقونة التاريخ على جبين المـستقبل

الفن الإسلامي.. أيقونة التاريخ على جبين المـستقبل
15 نوفمبر 2018 02:18

أحمد السعداوي (أبوظبي)

حملت الجلسة الحوارية الأولى، في مهرجان البردة، عنوان «مستقبل الفن الإسلامي»، بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وتحدث فيها كل من معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة ورئيس مجلس أمناء جامعة السوربون أبوظبي، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية. وأدارت الجلسة مينا العريبي، رئيسة تحرير صحيفة «ذا ناشيونال»، حيث أجمع المتحدثون في مداخلاتهم على أن الفن الإسلامي العريق يمثل أيقونة التاريخ المشرق التي ترصّع جبين المستقبل.
بدأت الجلسة بسؤال طرحته العريبي على المشاركين عن ماهية الفن الإسلامي، فأجابت مي آل خليفة بالقول: إن الفن الإسلامي مرتبط بالإنسان والحرفيين القائمين عليه، وهو نمط ومنهج في الحياة نلاحظه في العمارة والساحات والمباني وكل ما يميز هويتنا، ونحن كمسؤولين عن الثقافة معنيين بالحفاظ على هذه الهوية التي يعتبر الفن من أهم عناصرها.
في حين رأت عبدالدايم، أن الفن الإسلامي كسائر أنواع الفنون، يعد إضافة لسلوكنا كشعوب مسلمة وعربية، وسبق وأن تحدثنا عن عظمة الماضي، والآن وقت الحديث عن المستقبل وضرورة التواصل مع الأجيال الشابة التي تعاني البعد عن الثقافة العربية والإسلامية، وهذا المهرجان يعد انطلاقة لافتة في هذا الشأن وسيضيف الكثير للأجيال القادمة.
وأشادت عبد الدايم، بالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية في الاهتمام بالفن الإسلامي وما يعكسه ذلك من الوعي بالتراث الثقافي، مؤكدة أن الإمارات أصبحت قبلة للفنون، وأن مشاركة مصر في هذا المحفل الهام يعكس الصورة المشرقة المتمثلة في الإخاء ووحدة المصير بين البلدين.
ورداً على سؤال عن كيفية الإضافة للفن الإسلامي، أجاب زكي نسيبة بأننا يجب أن نطلق عليه فن الثقافة الإسلامية لأن هذا المفهوم أعم وأشمل من مفهوم الفن الإسلامي، مشيراً إلى أن الفن الحديث والمعاصر في منطقتنا الآن يعود فيه الفنانون إلى فنونهم القديمة ليتواصلوا معها ثم يستوحون من هذا الفن والثقافة الإسلامية ما يربطهم بالفن الحديث والمعاصر.
وأوضح نسيبة أن «تشجيع الفن الإسلامي يكون عبر المبادرات المتواترة التي تشجع الفنانين لكي يطّلعوا على تراثهم وتاريخهم، التي تطلقها الهيئات الثقافية المختلفة في عالمنا العربي ومنها مهرجان البردة الذي يعتبر وسيلة الفنانين والكتاب للنظر إلى ثقافتهم وحضارتهم ويستقوا منها الإلهام لابتكار أعمال جديدة».
وقال: «لقد أصبح القطاع الخاص أيضاً يدرك أهمية الاستثمار في الفنون الإسلامية، بهدف التعليم ونشر المعرفة بين أبناء المجتمع».
وحول أهمية التواصل مع الجهات المختلفة في توسعة مفهوم الفن الإسلامي، طرحت العريبي سؤالاً على الحضور، فأوضحت آل خليفة بأن هناك مبادرات مختلفة تقام بالتواصل مع الآخرين للعناية بالثقافة الإسلامية، وأشارت إلى أن مملكة البحرين تقدمت بمبادرة لمنظمة اليونيسكو تهدف لتخصيص يوم للفنون الإسلامية لكي نقدم للعالم صورة جميلة عن حضارتنا، ونعطي للفنانين المتخصصين في الفن الإسلامية قيمة وأهمية ونتيح للمجتمع أن يتعرف على هذا النمط من الفنون الذي يبدعه حرفيون تراثيون وفنانون على مستوى عال، وعبر ذلك نسهم في تصحيح الصورة عن الإسلام وأنه يهتم بالفنون والجمال كقيمة مهمة لدى الإنسان في كل مكان.
من جهته، تحدث نسيبة عن الدبلوماسية الثقافية، وأنها قائمة في الإمارات منذ بدايات الاتحاد على يد الشيخ زايد، الذي بدأ في عمل علاقات واسعة وقوية مع عدد كبير من الدول بالمشاركة بالحضارة والثقافة والمُثل التي تمثلها دولة الإمارات، وهي الثقافة التي نتبعها الآن في التسامح والتعاون والتواصل مع الآخر، ونعمل على تقوية التواصل بين الفاعلين في المجال الثقافي الداخلي مع شبكتنا في الخارج الممثلة في 183 بعثة دبلوماسية للوصول بهذه الأنشطة والرسائل الثقافية لأوسع نطاق، ويكون مهرجان البردة وغيره من الفعاليات تتويجاً لهذه الجهود. ولفت نسيبة، إلى أهمية التواصل مع المتاحف العالمية، وأن الإمارات تشهد ثورة ثقافية في عدد المتاحف التي افتتحت أو المنتظر افتتاحها في الفترة المقبلة، حيث جرى تعاون مع 13 متحفاً و16 مركزاً ثقافياً في فرنسا، وهذا بحد ذاته يؤكد أهمية التواصل مع الآخرين في الوصول بفنون الثقافة الإسلامية إلى أكبر شريحة من الجمهور.
أما وزيرة الثقافة المصرية، فتحدثت عن دور القطاعات المختلفة في الحكومة لدعم الفنون، متطرقة إلى تجربتها في التعاون مع الجامعات المصرية، والتعامل مباشرة مع الشباب بهدف وضعهم أمام أفكار وفنون وثقافة المجتمع والتعاطي معها بشكل مباشر، وذلك بمشاركة منظمات المجتمع المدني على مدار العام. كما قدمت مجموعة من التوصيات تسهم إلى دعم الفنون بشكل عام، داعية أن تكون انطلاقة تنفيذ هذه التوصيات من الإمارات بما لها من حضور ثقافي كبير في المنطقة والعالم، ومن هذه التوصيات عمل مشروع يمد جسور التواصل بين الشرق والغرب عبر مشروع رائد في المنطقة بمشاركة الشباب، لتأسيس موقع إلكتروني شامل للفنون العربية والإسلامية يضم كل هذه الفنون تحت مظلة واحدة، إنشاء أطلس كامل للفنون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©