الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار النفط وقوة الدولار يضغطان على أرباح شركات الطيران

أسعار النفط وقوة الدولار يضغطان على أرباح شركات الطيران
14 نوفمبر 2018 01:09

مصطفى عبدالعظيم (دبي)

توقع رؤساء تنفيذيون ومسؤولون في شركات الطيران أن تتعرض الأرباح التشغيلية للشركات إلى ضغوط كبيرة خلال العام المالي الحالي، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الوقود والتهامها لأكثر من 40% من الكلفة التشغيلية، فضلاً عن التذبذبات الحادة في أسعار الصرف مقابل الدولار القوي.
وأوضح هؤلاء أن شركات الطيران تسجل على المستوى التشغيلي أداءً إيجابياً سواء على صعيد زيادة أعداد الركاب أو على صعيد نمو الإيرادات التشغيلية، لكنها ما تلبث أن تتآكل بسبب الضغوط التي تفرضها أسعار النفط المرتفعة والدولار القوي.
وأكد هؤلاء خلال مشاركتهم في معرض ومؤتمر الطيران لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، المقام حالياً في دبي، أن شركات الطيران الوطنية قادرة على استيعاب هذه التحديات بفضل الدور المحوري للإمارات في قلب صناعة الطيران العالمية، ولما تشكله مطاراتها من جاذبية للمسافرين وشركات الطيران العالمية.
وقال الشيخ ماجد المعلا نائب رئيس أول «طيران الإمارات» لدائرة العمليات التجارية، إن ارتفاع تكلفة الوقود من أكثر العوامل التي أثرت على طيران الإمارات خلال الفترة الماضية خاصة أن تكلفة الوقود ارتفعت بنسبة تصل الى 44% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي وباتت تشكل 42% من مجمل التكاليف التشغيلية للناقلة.
وأفاد بأن أسعار صرف العملات ساهمت في الضغط على أداء الناقلة، وكلفت طيران الإمارات نحو 600 مليون درهم في النصف الأول من السنة المالية الحالية، ومن الممكن أن يصل حتى نهاية العام الى نحو مليار درهم، وكل المعطيات خارج عن تصرف الناقلة كل ذلك أثر على أرباح طيران الإمارات التي سيتم الإعلان عنها خلال أيام.
وقال إنه على الرغم من جميع هذه التحديات إلا أن طيران الإمارات نجحت في تحقيق نمو في عدد المسافرين والإيرادات وهي تواصل عملياتها التوسعية كما هو مخطط لها، موضحاً أن الناقلة سجلت نمواً في أعداد المسافرين والإيرادات من دبي الى الخارج بنسبة تصل الى نحو 14% وكان لقوة الجواز الإماراتي دور مهم في هذا النجاح.
وأوضح غيث الغيث الرئيس التنفيذي لفلاي دبي، أن العام الجاري كان عاماً صعباً على شركات الطيران، في ظل ارتفاع أسعار النفط التي زادت من تكلفة الوقود في شركات الطيران، مضيفاً أن أسعار النفط المرتفعة تشكل ضغطاً على عمليات الناقلات.
وأضاف أن الشركة سجلت أداءً سلبياً في النصف الأول من العام الجاري، لكن الناقلة سجلت نمواً في العائدات برغم تحدي ارتفاع أسعار الوقود، مشيراً إلى أن الناقلة مستمرة في عملياتها لتحقيق نتائج أفضل وتحسين الأداء.
ومن جهته قال تيري أنتينوري، النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات الرئيس التنفيذي للدائرة التجارية إن النصف الأول من السنة المالية 2018/‏‏‏‏‏2019 لم تكن سهلة على الناقلة، في ظل وجود عدد من التحديات ومنها عدم الاستقرار الذي يشهده الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية في المنطقة، فضلاً عن وجود تأثيرات كبيرة مثل أسعار الوقود وقوة الدولار.
وأضاف أنتينوري أن الناقلة استطاعت تجاوز التحديات الإقليمية والعالمية، وسجلت نمواً في العائدات، كما شهدت ارتفاعاً في عدد الركاب على متن رحلاتها، إلا أن الضغوط ازدادت على هامش الأرباح بسبب زيادة تكلفة الوقود والدولار القوي، مشيراً إلى أن الناقلة ستواصل إدارة عملياتها ودعم نموها مع وجود الفرص التي توفرها دبي.
ولفت إلى أن طيران الإمارات تتبنى استراتيجية مرنة قائمة على العمليات التجارية، حيث نرى نمواً في عدد المسافرين، كما أن الناقلة مستمرة في التوسع، حيث أضافت 3 محطات جديدة العام 2018 وهي ستناستيد وأدنبرة وسانتياغو.
وأوضح أن بعض الناقلات في المنطقة تدفع بأسعار التذاكر نحو الانخفاض بشكل كبير، ومن غير المعروف كيف ستعود هذه الطريقة بالفائدة على مساهمي هذه الشركات.
من جهته، قال بول جريفيث الرئيس التنفيذي لمطارات دبي إن مطار دبي لكونه أحد أكبر محاور الربط العالمية فإنه يتأثر بأي تغير في الأوضاع في أي جزء من العالم، وحاليا بعض المناطق تشهد أداء استثنائيا وأخرى تواجه بعض التباطؤ، وكذلك التأثر بتذبذبات العملات وأسعار النفط، لكن بشكل عام نجحنا في الحفاظ على النمو الإيجابي ولم يشهد المطار على مدار تاريخية تسجيل أي تراجع في أعداد المسافرين.
وقال: «هذا العام ربما لم نحقق نمواً مرتفعاً لكننا في الوقت ذاته سنتجاوز حاجز الـ90 مليون مسافر سنوياً وهو رقم قياسي جديد للمطار، وذلك مع توقعات ارتفاع حركة السفر خلال الشهر الجاري والمقبل».
وأضاف جريفيث: «نتوقع مع عودة النمو لحركة السفر من أسواق رابطة الدول المستقلة وروسيا، وهو ما ينعكس على الرحلات الجديدة التي تربط دبي بهذه المنطقة حيث بدأت بعض الشركات بتشغيل رحلات يومية عبر مطار دبي ورلد سنترال، وكذلك ارتفاع الحركة عبر أسواق شمال أميركا، وأيضاً في أوروبا والمملكة المتحدة والهند والصين، وهو ما يعوض تباطؤ الحركة في أسواق المنطقة».
وأوضح أن هناك عشر شركات طيران وشحن تعمل عبر مطار دبي ورلد سنترال بإجمالي 27 رحلة في الأسبوع، متوقعاً أن تزيد الحركة في هذا المطار خلال فترة إغلاق المدرج الجنوبي لمطار دبي لمدة 45 يوماً لإجراء عمليات الصيانة، حيث سيتم تحويل جزء من الحركة إلى مطار آل مكتوم، وصولاً لاكسبو 2020.

مصادر جديدة للإيرادات
من جهته، قال أشرف سلامة، رئيس شركة apps المتخصصة في تزويد شركات الطيران بخدمات سياحية أن صناعة الطيران شهدت في الآونة الأخيرة تحديات كبيرة بسبب العديد من العوامل، مما دفع شركات الطيران للبحث عن مصادر أخرى للدخل من بينها تقديم الخدمات السياحية والترفيهية لركابها.
وذكر سلامة أن دخول شركات الطيران إلى هذا المجال يضيف بعداً تنافسياً جديداً في عالم السفر مما يقلص من الحصة الحالية لشركات السفر التقليدية أو عبر الإنترنت، مما يعزز من مكانة الفنادق وشركات الطيران ويقدم في المقابل مزيداً من الراحة والرفاهية للمسافر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©