السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

3 مشاكل تهدد إيران وانهيار النظام سيؤدي إلى الفوضى

3 مشاكل تهدد إيران وانهيار النظام سيؤدي إلى الفوضى
13 نوفمبر 2018 01:13

دينا مصطفى (أبوظبي)

شهد اليوم الثاني والأخير لملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس الذي نظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وبمشاركة نخبة كبيرة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات، مناقشات غنية ومتنوعة أبرزها جلسات تناولت «صفقة القرن»، والتحديات التي تواجه العالم العربي مثل الحرب في سوريا والوضع في اليمن وليبيا، والتقييم الحقيقي للقوة التركية المتخيلة، وخرافة القوة الإيرانية ووهم القوة لدى قطر.

الصفقة اللغز
تناولت الجلسة الأولى «صفقة القرن وإعادة صياغة الشرق الأوسط» للحديث عن الصفقة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما تشكله من لغز للمراقبين والمتابعين في ظل التكتم على مضمونها حتى الآن، حيث قال السفير دنيس روس، المستشار في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، «إن ترامب يرى نفسه مختلفاً عن الرؤساء السابقين، وأنه قادر على التوصل إلى حل للنزاع».
وأضاف روس أنه ظهر في الفترة الأخيرة اقتناع لدى إسرائيل ودول عربية بضرورة بناء علاقات استراتيجية لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة النابعة من إيران والإرهاب، ومثّل هذا الأمر شكل حافزاً لإدارة ترامب للتوصل إلى صفقة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. واعتبر أنه من الخطأ الحكم على الصفقة قبل كشف مضمونها، وإن كان شدد على أن الخطة يجب أن تحظى بنوع من المصداقية، وأن تعطي العرب شيئاً يتيح لهم توفير غطاء للقيادة الفلسطينية، ورأى أن الخطة يجب أن تقدم خطياً إلى القادة العرب المعنيين بمحاولة الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن تأخذ بالاعتبار ملاحظاتهم، كما أنه يجب على الخطة أن تلبي مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة، لأن أي حل لا يرتكز إلى حل الدولتين لن يقبله الفلسطينيون.
وأشار الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى إلى نقاط عدة أولها أن من يظن أن القضية الفلسطينية قد تراجعت على قائمة أولويات الشعب العربي هو مخطئ، لأن الشعب العربي بالرغم من أزماته لن يفرط في حق الشعب الفلسطيني. ورأى أن الفوضى في الشرق الأوسط لن تتوقف إلا بعد الوصول إلى تسوية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال إن الرئيس الأميركي تحدث عن حل جذري للقضية الفلسطينية في حين استمرت الإدارات السابقة في إدارة الأزمة.
وأعرب موسى عن أمله في أن تحمل صفقة القرن تسوية عادلة للطرفين، لأنه من غير المنطقي أن تنحاز اتفاقية عادلة لطرف واحد بنسبة 99% وتتجاهل الطرف الآخر، كما أنه من غير المعقول أن تتجاهل تسوية تزعم الحل الجذري للنزاع المستمر منذ أعوام تسوية للاجئين وتستبعد حدود القدس والاعتراف بالمستوطنات، وإذاً كان الأمر كذلك فحول أي حل جذري يتحدثون؟. وشدد على أهمية موافقة الطرفين على الصفقة وكذلك الدول المشاركة في حل النزاع منذ أعوام للتأكد من حل كافة التفاصيل، داعياً إلى إحياء المبادرة العربية للسلام لعام 2002.

المشي على الماء
وتناولت الجلسة الثانية بعنوان «العالم العربي، المشي على الماء»، التحديات التي تواجه العالم العربي داخليا وإقليميا مثل الحرب في سوريا والوضع في اليمن وليبيا، لجهة مستوى الحكم والفوضى والإرهاب والأزمات الاقتصادية والمجتمعية، واتفق المشاركون على أن مشاكل الدولة الوطنية والاختلالات الهيكلية والحوكمة في إدارة الدولة أهم معوقات التقدم والتنمية في العالم العربي وأهم أسباب الضعف الشديد له.
ولخص بهجت قرني أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي بالجامعة الأميركية في القاهرة، الوضع بأنه باستثناء الاستقرار في دول الخليج العربي فإن المنطقة في خطر. فيما أشار خالد بحاح رئيس الوزراء اليمني الأسبق، أن المشكلة دائماً كانت بالفشل في الوصول إلى الدولة الوطنية، فتجد في قلب الحرب الدائرة في اليمن البحث عن الدولة الوطنية، وقد حظينا بفرص عدة ولم نستغلها ودائماً كانت هناك اتفاقيات لوقف الصراع وليس لحل الصراع.
ورأى نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الثورات العربية التي بدأت في 2011 كانعكاس لرغبة تحرر وطني أُسيء إداراتها، ورفض التغيير بالمطلق وقال إن عدم تبنِّي التغيير الطبيعي التدريجي يُولِّد مشكلة، فالدول العربية التي تُشكِّل نموذجاً مستقراً الآن هي تلك التي نجحت في تبني التغيير التدريجي، وأكد أن السبب الآخر في ضعف العالم العربي هو الخلل الأمني والتدخلات الإيرانية والاعتماد المبالغ فيه على الغير. فيما أكد رئيس مجلس الوزراء السابق في ليبيا محمود جبريل، أن العالم العربي حتى في حالة الضعف التي يمر بها لديه كثير من عناصر القوة، وأن دواعي التغيير لم تعد خياراً وإنما مسألة حتمتها الظروف الموضوعية، والقضية أصبحت إما أن تغير أو أنك ستتغير.

نهاية خرافة القوة
وفي جلسة حول «نهاية خرافة القوة الإيرانية»، أكد عضو هيئة التدريس في جامعة أبوظبي سلطان النعيمي، أن النظام الإيراني يعاني من إشكالية تراجع الشرعية الداخلية، واشتداد القبضة الأمنية، واحتضار الاقتصاد الإيراني ليس بسبب العقوبات بل أيضا بسبب الفساد الداخلي وسوء الإدارة. وقال إن إشكالية النظام الإيراني تكمن بأن أفعاله تضمن له الاستمرار ولا تجلب له الاستقرار، فاعتقاده أن تمدده خارج إيران سيضمن له البقاء هو اعتقاد خاطئ، لأن هذا التمدد يقلل من شرعيته وعدم استقراره داخلها، وتدخله في لبنان وسوريا واليمن والعراق وأفغانستان والعديد من الدول يؤثر على الداخل. وأضاف أن إيران دولة إقليمية وعليها ضبط سلوكها وتغيير سياستها إن أرادت الاستقرار في المنطقة، لكنه رأى أن النظام لن يغير سياساته الإقليمية، لأن هذه السياسات تحقق له الاستمرار. وشدد على أن دول الخليج أدارت ملف إيران بحذر وعدم انتظار تدخل الإدارات الأميركية المتعاقبة.
ورأى المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة جنوب فلوريدا محسن ميلاني، أن إيران تواجه ثلاث مشاكل داخلية، الأولى اقتصادية، جزء منها مرتبط بالعقوبات الأميركية، لكن الجزء الأكبر يرتبط بالفساد والهدر، والثانية تتعلق بعامل الديموغرافيا، أي عدد السكان الكبير الذي يخلق تحديات في التنمية، لاسيما أن الشعب متعلم، ومعظمه يعارض أفكار النظام وسياساته، والثالثة هي الغموض بخصوص خليفة «المرشد».
واعتبر ميلاني أن السياسة الإقليمية لإيران لا تعد مستدامة، فهي توسع كثيرا من نفوذها وطموحاتها، إلا أنها لا تستطيع أن تتحمل الكلفة الاقتصادية لهذا التمدد، وهي تقترب من حافة الهاوية، فوجودها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، يستنزفها اقتصاديا، وخصوصا إثر فرض حزمتي العقوبات الأميركية.
واعتبر أن انهيار النظام في طهران هو أسوأ سيناريو للمنطقة، لأنه لا يوجد بديل للنظام القائم، وانهياره سيؤدي إلى انتشار الفوضى التي لن تقتصر على داخل إيران بل ستعم المنطقة برمتها. فيما تطرق الزميل المشارك في معهد «تشاتام هاوس» في لندن سانام فاكيل إلى قضية الاتفاق النووي والعقوبات الأميركية على إيران.

وهم الدور القيادي
وفندت جلسة أخرى مزاعم قطر وتخيلاتها لدورها القيادي والمحوري في المنطقة وتجاهلها لحقيقة قدراتها المحدودة على التغلب على قواعد الجغرافيا والفيزياء والسياسة وواقع العلاقات الدولية. كما ناقشت عزلة قطر وعودتها إلى دورها وموقعها الطبيعي بعد مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر). وقال رئيس تحرير جريدة الرؤية محمد الحمادي، إن قطر تبتعد يوماً بعد يوم عن حل الأزمة، فلا توجد مؤشرات على نهايتها.
وأضاف الحمادي: «قطر لا تستطيع أن تعيش بشكل طبيعي في محيطها وتدرك حجمها ودورها الحقيقي وهذا الإحساس بالتضخم بدأ منذ منتصف التسعينات حيث بدأت قطر تزن نفسها بأكثر مما تستحق وتتدخل في شؤون جيرانها، وتخترق معاهدات واتفاقيات. وانتقد تذبذب الموقف الدولي، وقال: «هناك إثباتات دامغة على تورط قطر بتمويل الإرهاب بآلاف الدولارات ولم يتحرك أحد، وأضاف أن الكرة الآن في ملعب قطر إن أرادت التصالح وقد أبدت الدول الأربع استعدادها للجلوس معها، والرياض قريبة للاجتماع وإنهاء الأزمة. وقال عضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم النحاس، إن خطاب قطر يفتقر إلى العقلانية وإلى اتخاذ أي قرارات سليمة، وبالتالي لا يمكن أن تلعب دوراً أكبر من دورها وأكد أن الدول الأربع وقفت في مواجهة قطر لتتوقف عن سياساتها الخاطئة. وأكد أن المعضلة اليوم هو في كيفية رجوع قطر بعد أن استبدلت الأشقاء وارتمت في أحضان إيران وأصبحوا حلفاء.

معضلة القوة المتخيلة
وناقش مختصون في الشأن التركي في جلسة بعنوان «السياسات التركية ومعضلة القوة التركية المتخيلة»، الرؤية غير الواقعية لمشروعات تركيا الجيوسياسية. وقال وزير خارجية تركيا الأسبق يشار ياكيش، إن هناك بعض القيود تواجه الطموحات التركية، وسياسة تركيا تجاه الربيع العربي كانت خاطئة منذ اليوم الأول.
وقال الأكاديمي الزائر في مركز الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد سعاد كينيكلي أوغلو، إنه بعد إحباط خطط أردوغان في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي نظرت تركيا إلى الربيع العربي بأنه فرصة لقيادة المنطقة والذهاب إلى التفاوض مع أوروبا من موقع قوة، فيما قال الباحث بمعهد بروكنجز عمر طاش بينار، إنه بعد الربيع العربي اكتشفت تركيا حدود قوتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية، وكان الملف السوري اختباراً واضحاً لذلك، كما أدركت أنقرة أن الأكراد في شمال سوريا قد يحدثون انقسامات داخل تركيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©