الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

16 نموذجاً لمخطوطات قرآنية تبرز جماليات الخط والزخرفة

16 نموذجاً لمخطوطات قرآنية تبرز جماليات الخط والزخرفة
31 يوليو 2012
يقيم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي حاليا، في شهر رمضان المبارك، معرضا لعدد من مخطوطات القرآن الكريم القادمة عبر العصور، لتعريف الجمهور بالجهود الفنية التي بذلها نُسّاخ القرآن في زخرفته وتزيينه، ومراحل تطور فن الخط العربي في مساره مع نسخ القرآن، . المعرض الذي افتتح الجمعة الماضي في مركز برجمان بدبي، ويستمر حتى السادس عشر من أغسطس المقبل، يقدم ستة عشر نموذجاً من نماذج الخطوط والزخارف ومن اللوحات والمصاحف التي توضح مراحل تطور كتابة المصحف. وتتناول المخطوطات المعروضة، وهي من مقتنيات مركز “جمعة الماجد”، مراحل كتابة القرآن بدءاً من الخط الكوفي القديم، ثم خط النسخ والخطوط المشرقية، ثم عصر الفخامة والزخرفة، وأخيراً الخطوط المغربية الإسلامية. ويتضمن المعرض كذلك مجموعة من المخطوطات واللوحات للعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم مثل “أربعون حديثا في فضائل القرآن الكريم”، ونسخاً من القرآن الكريم مكتوبة بأشكال هندسية، و”مصحف ابن البواب” أبي الحسن علي بن هلال، تلك النسخة القرآنية التي نسخت في بغداد على يد أعظم خطاطي الإسلام في العصور الوسطى، ويرجع تاريخ نسخها إلى عام 391هـ. ومن بين أبرز المخطوطات المشاركة، نسخة فارسية خزائنية مذهبة كتبت قبل ثلاثمائة سنة، ونسخة تركية قدمت للأمير قورقوت بن بايزيد بن محمد خان، ونسخة أخرى موقوفة على مكتبة غازي خسرو في سراييفو بالبوسنة قبل حوالي 200 سنة. كما يقدم المركز في معرضه هذا نسخة مؤطرة بإطار مذهب احتوت الورقة الأولى على زخرفة نباتية جميلة، مع كتابة باللون الأبيض لأسماء السور كتبت سنة 1052 هـ. ونسخة مغربية كتبت في القرن الرابع عشر الهجري بأمر من الحاج الشريف بلا الكناوي الغباري بخط الحاج عبد القادر في 132 ورقة. وبالعودة إلى تاريخ ومراحل نسخ القرآن وخطه، فقد مر في مراحل مختلفة، ويختلف المختصون حول البدايات، لكن من المعروف أن مصحف أمير المؤمنين ذي النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين من بين أوائل النسخ المخطوطة. وهذا المصحف نسخة من المصاحف الستة التي نسخت بأمر عثمان ثم أرسل أربعةً منها إلى الأمصار، وبقي اثنان منها في المدينة. وكان هذا المصحف محفوظاً في خزانة الكتب بالمدرسة الفاضلية التي بناها القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني العسقلاني - في العصر الأيوبي- ثم نقله السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري آخر سلاطين الدولة المملوكية- إلى القبة التي أنشأها تجاه مدرسته بقرب الأقباعيين داخل باب زويلة، ونقل إليها أيضاً الآثار النبوية، وعمل له جلدة خاصةً به نقش عليها أنها عملت بعد كتابة المصحف العثماني بثمانمائة وأربعة وسبعين عاماً - أي أنها عملت سنة 909هـ وظل محفوظاً بها لمدة ثلاثة قرون. وتطور نسخ القرآن من مجرد نسخ لأهداف دينية فأصبح النسخ يتم مراعيا الأسباب الفنية، حيث راح النساخون العرب يستخدمون مهاراتهم في تذويق المخطوطة بالزخارف المختلفة، النباتية والهندسية التجريدية، وحين وصلنا إلى القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجريين كان فن الخط العربي يبرز علامة دالة على المهارة العالية. وعلى جهود الخطاطين العرب في هذا المجال، فقد أسهم في تطوير عمليات النسخ ما قدمه النساخون والخطاطون من الدول الإسلامية غير العربية، خصوصا تركيا وإيران. فقد كان لهؤلاء إسهاماتهم المهمة في هذا المجال، فاستخدمت أساليب ومضامين جديدة في تطوير فن الخط العربي، وتقديم تصورات جديدة لنسخ المخطوطات القرآنية بصورة خاصة. وهناك اليوم آلاف المخطوطات القرآنية في دول آسيا الوسطى عموما، ففي مكتباتها ومساجدها وجامعاتها يكتشف المتابع أشكالا من الخط تستخدم الحرف العربي في صيغ متطورة وحديثة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©